التغير مستمر…. انتهاكات وجرائم مختلفة الأركان والأهداف يرتكبها تركيا وفصائلها في عفرين
الشهباء/ نورث بالس
تستمر الانتهاكات والجرائم التركية والفصائل التابعة لها بطرق وأشكال مختلفة بحق أهالي عفرين الباقين في منازلهم داخل عفرين ونواحيها، خلال 3 أشهر أختطف 221 مواطناً بينهم نساء فيما فقد 9 مدنيين حياتهم، فيما استمرت التجاوزات تجاه كل شيء حي وجامد في المنطقة، بالإضافة لبناء مدرستان للجمعية الكويتية وافتتاح مستوطنة والاستيلاء على 22 موقع من بينهم قطع وأماكن أثرية ومنازل المدنيين.
وتدخلت تركيا بشكلٍ مباشر في الأزمة السورية بعد فشل كافة فصائلها في تنفيذ مخططاتها الرامية إلى السيطرة على مختلف المدن السورية بدءاً من جرابلس وصولاً إلى حلب ودير الزور، وذلك عبر عملية أسمتها “بدرع الفرات” في 24 آب/ أغسطس 2016 ومن ثم وباسم عملية “غصن الزيتون” التي شنتها على مقاطعة عفرين في 20 كانون الثاني/ يناير 2018 وأخرها كانت عملية سميت “نبع السلام” وأطلقت في 9 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 لتسيطر بموجبها على مدينتي سري كانية (رأس العين) وكريسبي (تل أبيض).
ومنذ سطرتها على هذه المدن جرائمها وانتهاكاتها بحق المدنيين لم تتوقف، إضافة لممارساتها القمعية بحق السكان الأصليين وعلى رأسهم مقاطعة عفرين التي تتعرض لأكبر عملية تغيير ديمغرافي ممنهجة وتتريك والاعتداء على حرمة الأراضي السورية وخرق لجميع القوانين الدولية والحقوقية والإنسانية.
قتل واختطاف وقطع للأشجار خلال
وتشهد عفرين عمليات اختطاف بشكلٍ يومي، ومنهم من اختطف لأكثر من مرة ، وبحسب منظمة حقوق الإنسان-عفرين فأنه خلال الأشهر الثلاث الأخيرة من آب، أيلول وتشرين الأول من عام 2021 اختطف 221 مدنياً بينهم 35 امرأة، فيما فقد 9 مدنياً حياتهم بينهم امرأة و3 أطفال بطرقٍ مختلفة من انفجار ألغام، انفجارات واشتباكات بين الفصائل المسلحة.
ولم تسلم الطبيعة أيضاً من الجرائم التركية حيث عمدت تركيا وفصائلها إلى قطع أكثر من ألف شجرة بينها أشجار الزيتون وأشجار حراجية، وتعمل على بيعها في الأسواق وتتاجر بها كوقود في كل من إدلب وتركيا.
وكون تشرين الأول والثاني هما شهران لقطف الزيتون فأن الفصائل المسلحة التركية تفرض سيطرتها على آلاف الأشجار العائدة لأهالي عفرين المهجرين وتجني محاصيلهم، كما يقدمون على نهب محصول الأهالي الباقين ويقطفونها ويتوجهون بها من الأراضي الزراعية صوب المنزل أو معصرةٍ ما.
ويجري كل ذلك إلى جانب الاستمرار في سرقة الأماكن الأثرية وبناء المستوطنات ورفع الأعلام التركية في المدارس وبناء مدرستين جديدتين برعاية ما يسمى بالجمعية الكويتية في ناحية شيراوا بعفرين.
ضبط مصنع لصناعة المخدرات في عفرين والتجارة بها عالمياً
وبحسب مواقع ووكالات إقليمية وعالمية هناك زيادة ملحوظة في أعداد متعاطي الحبوب المخدرة والحشيش في المناطق السورية التي تسيطر عليها تركيا وفصائلها، ففي الاشتباكات والخلافات الأخيرة بين الفصائل نفسها وجود معمل لصناعة المخدرات بناحية جندريسه في عفرين يديره المدعو “عبد الله حلاوة”.
وداهمت ما تسمى “الشرطة العسكرية” في 3 تشرين الأول/أكتوبر 2021 معمل صناعة المخدرات واشتبكت مع حرّاسه المسلحين ووقعت إصابات في صفوف الطرفان وعلى آثرها سيطرت “الشرطة العسكرية” على موقع المعمل وصادرت موجوداته المعدّ لصناعة الحبوب المخدرة وأطنان من المواد الأولية.
افتتاح مستوطنة والعمل على إنشاء أخرى
ونظراً للأعداد الهائلة التي أتت بهم تركيا لتغير ديموغرافية عفرين، تعمل حالياً على إنشاء مستوطنات، حيث بنت في شهر آب/ اغسطس مستوطنة جديدة بين قريتي قيبار والخالدية بناحية شيراوا وتحمل اسم ‘‘كويت الرحمة‘‘ وبنيت برعاية جمعية كويتية تحمل الاسم ذاته بدعمٍ مالي ضخم من الدولة الكويتية، وتضم 381 وحدة سكنية، وفي نفس الوقت تعمل منظمة تسمي نفسها ‘‘الأيادي البيضاء‘‘ على بناء مستوطنة أخرى في قرية شودار بناحية شيراوا لتوطين عوائل الفصائل التركية في المنطقة، إلى جانب قيام تركيا على إنشاء العديد من المستوطنات الأخرى في العديد من قرى ونواحي المقاطعة.
يؤكد الناطق باسم منظمة حقوق الإنسان عفرين- سوريا إبراهيم شيخو، لنورث بالس أن “تركيا ومنذ شن هجماته إلى فرض احتلاله على المقاطعة عن طريق المجموعات المسلحة وبإشراف الاستخبارات التركية، ويشدد على التغيير الديمغرافي وتتريك المنطقة بإبادة الشعب الكردي المتواجد في المنطقة”.
وأضاف “وتحت مسمى حماية القومية التركية تغير تركيا التركيبة السكانية في المنطقة، حيث أنها بعد احتلال عفرين هجر أكثر من 300 آلف شخص عفريني ووطنت بعدها تركيا 400 آلف مستوطن من عرب، تركمان وعوائل فلسطينية في المنطقة، كما أنها رفعت أعلام تركيا وصور رجب طيب أردوغان، فرض المنهاج واللغة التركية في المدارس والتعامل بالعملة التركية، كما أن حق وحقوق السكان الأصليين للمنطقة طمست والمستوطنين فيها باتوا أصحاب الرأي في جميع مجالات الحياة”.
عفرين ليس كباقي المناطق السورية
ويوضح إبراهيم، خلال حديثه “لنورث بالس” أن الانتهاكات والجرائم والتغيير الديمغرافي الذي يطبق بحق أهالي عفرين لا تحدث في باقي المناطق السورية كإدلب، إعزاز وجرابلس، ويقول “في المناطق الأخرى في حال ارتكب انتهاك وجريمة بحق مدنياً ما فأنهم ينتفضون بوجه الاحتلال التركي بمظاهرات واعتصامات، إلا أنه في عفرين يختطف، يقتل ويعذب الأهالي فقط لأنهم كرد ويتهمونهم بالتعامل مع الإدارة الذاتية “.
ويرى إبراهيم أن صمت وتصريحات الرأي العالمي والمنظمات الحقوقية والإنسانية العالمية خجولة ومنافية لحقوق الإنسان، فالانتهاكات والجرائم وغيرها الكثير من التجاوزات ترتكب بحق المدنيين العفرينين العزل إلا أنهم مستمرون بصمتهم حيال ما يجري.
هذا وحولت تركيا المنطقة لسجنٍ كبير لسكان عفرين الأصليين والكثير من العوائل التي تريد الخروج والفرار من الانتهاكات والجرائم اللاإنسانية اليومية، إلا أن تركيا وفصائلها المسلحة تمنعهم لتكتسب منهم المزيد من الضرائب.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.