حلب –نورث بالس
عادت طوابير السيارات للظهور في محيط محطات الوقود بمدينة حلب بسبب عدم توفر مادتي البنزين والمازوت، ما تسبب بشلّ حركة السير وسط المدينة بشكل ملحوظ منذ عشرين يوماً، بدون حلول من قبل الحكومة السورية.
تعاني مدينة حلب من نقص شديد في مادتي البنزين والمازوت منذ منتصف شهر أب المنصرم، ما جعل هذا الانقطاع المفاجئ يعيد طوابير السيارات للوقوف بمحيط محطات الوقود، وسط اصدار تعميم بتاريخ 21 اب من قبل إدارة فرع سادكوب بحلب يمنع فيه توزيع المحطات الوقود خارج إطار مخصصات “البطاقة الذكية” لجميع فئات السيارات، وتسبب هذا التعميم بتوقف أكثر من نصف سيارات الأجرة والسرافيس لأن مخصصاتهم في البطاقة هي 350 لتر فقط بالشهر وهذا لا يكفيهم للعمل عليها لشهر كامل.
حيث تسبب فقدان البنزين لكارثة كبيرة لدى أصحاب سيارات الأجرة (التاكسي) مما جعلهم يتركون سياراتهم بطوابير أمام محطات الوقود لأيام ويعودون للانتظار في اليوم الأخر آملين الحصول على البنزين لمواصلة عملهم، ولحاق أضرار مادية كبيرة بهم جراء توقفهم عن العمل لعدة أيام.
ووسط كل ذلك ازدادت معاناة أهالي حلب وخاصة الموظفين والطلاب لعدم توفر السرافيس والتاكسي، وتأخر معظم الموظفين عن دوامهم لعدم توفر المواصلات العامة والخاصة التي توقفت ضمن طوابير انتظار استلام مخصصاتهم على المحطات.
وفي هذا الصدد عبر المواطن جمعة جمعة البالغ 37 عاما وهو يعمل على سيارة “سوزوكي” عن استيائه بالوقوف لأيام على طوابير الانتظار للحصول على بضع لترات من البنزين حتى يستطيع بعدها استئناف العمل التي لم تعد تسد خسائره لتوقفه عن العمل عدة أيام.
ولفت جمعة بان الوضع المعيشي متدني جدا وهو غير قادر على التوقف كل هذا الوقت على الطوابير وإيقاف أعماله، وأكد أن الكمية المخصصة لهم بموجب البطاقة لا تسد ربع احتياجاتهم في العمل.
ومن جانب آخر أشار السائق مهند فاروق شهابي البالغ 33 عاما وهو سائق سيارة أجرة (تاكسي) بان سيارته توقفت لمدة أسبوع كامل لعدم توفر البنزين في الكازيات وأن آلاف السيارات توقفت عن العمل ما تسبب بشلل في حركة السير في المدينة.
ونوه شهابي أنهم كانوا يشترون البنزين في السوق السوداء لحين يأتي دورهم في المحطات، ولكن مع هذه الأزمة ارتفع سعر لتر البنزين في السوق السوداء أيضاً إلى 2000 ليرة سورية وقال :”هذا الرقم لا يتناسب مع تقاضي أجرة التوصيلة من الراكب وبهذا الحالة نضطر التوقف عن العمل وانتظار البنزين بالسعر المدعوم، وبهذه الحالة نتعرض لخسارات كبيرة لتوقفنا عن العمل عدة أيام، وهذه الحالة تسبب بعدم رغبة الكثير من السائقين العودة للعمل على التاكسي لأن معظم السائقين باتوا يغيرون عملهم لتامين احتياجات أطفالهم وسط الارتفاع الهائل بأسعار السلع الغذائية”.
وأكد شهابي بأن الوضع إن استمر هكذا لفترة أطول مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية: “فنحن أمام مجاعة كبيرة ستولد هذه الحالة فقراً شديداً لم تشهده سوريا سابقاً”. وطالب الحكومة السورية بإيجاد حل سريع لأزمة المحروقات قبل حدوث كارثة إنسانية.
أما السائق فراس يوسف البالغ 29 عاماً فيقول أن هناك خلل غير مفهوم في حلب، ففي الوقت التي لا تتوفر فيها المحروقات في المحطات نجد السوق السوداء مليئة بالمحروقات وبأسعار مرتفعة جداً، فكيف لهؤلاء توفير كل هذه الكميات في السوق السوداء ولا تستطيع الحكومة تأمينها للمحطات؟
وأكد بأنه يضطر للشراء من السوق السوداء حتى لا يتوقف عن العمل باعتباره المعيل الوحيد لعائلته، لذا يضطر هذه المرة إلى رفع أجرة النقل من الزبائن حتى يستطيع تعويض الخسارة، منوهاً أن الأهالي والموظفين يضطرون لدفع أجرة زائدة حتى لا يتأخروا عن أعمالهم أيضاً.
من جهته أوضح علي التتان صاحب كازية التتان لـ “نورث بالس” أن سبب عودة الطوابير أمام المحطات في حلب يعود لخفض مخصصات كل محطة من قبل “ساد كوب” ما تسبب بعدم أخذ كل السيارات مخصصاتها بحسب النظام الذي اعتمدته ساد كوب، ولفت بأن نسبة مخصصات محطته انخفضت لأقل من النصف كون محطته كانت توزع باليوم الواحد أكثر من 4 مليون لتر، ولكن بات يقوم يوزع مليون ونصف من اللترات.
وأشار بأنهم كأصحاب المحطات غير راضيين على هذا النقص ولكن الحكومة خففت من الكمية بدون معرفة السبب ومنوها بان هناك مؤشرات لارتفاع سعر لتر البنزين القطان 95 لأكثر من سعره الحالي بدون معرفة التسعيرة الجديدة حتى الآن.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.