استمرار التفكك داخل فصائل ” عزم” و”الجبهة السورية للتحرير”…بعد أشهر من إعلانها
حلب – نورث بالس
رغم ما جرى من محاولة لترميم انهيار ما يعرف “بالجيش الوطني السوري” التابع لتركيا بعد الإعلان عن تشكيل غرفة قيادة “عزم” وما تعرف باسم “الجبهة السورية للتحرير”، إلا أن الأنباء الواردة تؤكد استمرار وجود شرخ داخلي وعدم انصياع لقيادة هذه التكتلات العسكرية من قبل بعض متزعمي الفصائل.
مصادر محلية أفادت لـ “لنورث بالس” بأن فصيل “فرقة السلطان سليمان شاه” الذي يتزعمه المدعو “أبو عمشة” يحاول الهيمنة على القرار العسكري وتجاهل بقية الفصائل، ويتولى منذ عدة أيام إجراء تدريبات عسكرية لأفراد فصيله بشكل منفصل دون المشاركة في أي تجمع عسكري، وكما يعمد الفصيل إلى الانفراد بموضوع إرسال المرتزقة إلى ليبيا عبر تبديل العناصر شهرياً، ويرسل كل مرة فقط من فصيله أكثر من 150 عناصر ونحو 150 آخرين من جميع الفصائل البقية.
وأضافت المصادر، أن الغرفة التي تحمل اسم “عزم الموحد” ليس لها أي دور أو هيمنة أو إمكانية اتخاذ قرارات ملزمة للفصائل، وهي عبارة عن تشكيل وهمي لا يتعدى دوره إطلاق التصريحات والنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتبقى الفصائل المنضوية في هذه الغرفة تعمل بشكل منفصل، وتواصل سياسة محاولة بسط النفوذ والسيطرة على حساب بعضها.
أما ما يخص “الجبهة السورية للتحرير” فقد أشارت المصادر، أنها تحاول أيضاً إبراز دورها عبر إطلاق التصريحات الإعلامية وافتعال بعض الأحداث لتوهم القيادة التركية، مثل تفكيك ألغام بشكل شبه يومي على خطوط التماس مع مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” وإجراء مناورات عسكرية بالذخيرة الحية التي تجريها بالتعاون مع القيادة العسكرية التركية، والتي بدأتها بتاريخ 20 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري في منطقة رأس العين /سريه كانيه/ في ريف الحسكة.
وتجري الجبهة بشكل أسبوعي اجتماعات لقياداتها العسكرية، ويتم مناقشة الخطوات التي من شأنها تكثيف التواصل والوحدة بين الفصائل والعمل على شكل جسم موحد لكن ما إن ينفض الاجتماع حتى يعود كل قائد فصيل لمنطقة سيطرته دون وجود لأي وحدة صف عسكرية بين الفصائل المنضوية تحت رايتها.
وفي حديثه “لنورث بالس” يؤكد الناشط الصحفي ( س.خ) المقيم في ريف حلب الشمالي، أن الجبهة ليس لها وجود فعلي ولا يمكنها فرض أي قرار على فصائلها، وما تقوم به يأتي في إطار الأوامر التركية التي تفرضها عادة على جميع الفصائل، ولم تقم الجبهة إلى الآن بأي تحرك عسكري فعلي على الأرض سوى بعض المناوشات الخفيفة بالأسلحة المتوسطة على خطوط التماس مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
كما يؤكد أيضاً، أن إعلام الجبهة يظهرها على أنها فصيل متماسك وقوي ولديه سلطة عسكرية مستقلة وتعمل على شن العمليات العسكرية، لكن الحقيقة مخالفة تماماً فكل ما قامت به خلال الشهر الجاري، هو اشتباك افتعلته مع “قوات سوريا الديمقراطية” على جبهة الدغلباش غربي مدينة الباب بتاريخ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، ونشرت حينها أنه محاولة صد تقدم وضخمت من حجم الحدث كثيراً.
ويضيف، أن الدور الأساسي لهذه الفصائل هو قمع المدنيين وفرض الإتاوات المالية والضرائب عليهم ومضايقتهم على الحواجز ومصادرة الممتلكات وغيرها من الانتهاكات التي لا تتوقف، وللتغطية على جرائمها تفتعل أحياناً أخبار معينة مثل ضبط محاولة تهريب مخدرات أو إلقاء القبض على مطلوبين وغيرها من الأخبار التي تحاول من خلالها تحسين صورتها أمام الرأي العام.
وتضم “الجبهة السورية للتحرير” التي تشكلت بتاريخ 8 أيلول/ سبتمبر الفائت فصائل من الجيش الوطني وهي «فرقة المعتصم – فرقة الحمزة – الفرقة 20 – لواء صقور الشمال – فرقة السلطان سليمان شاه»، أما “غرفة عمليات عزم الموحد” المشكلة منتصف شهر تموز/ يوليو فتضم “الجبهة الشامية” و”فرقة السلطان مراد” و” فرقة السلطان سليمان شاه” و”جيش الإسلام” و” فرقة الحمزة” .
إعداد: أيمن العبدالرزاق
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.