NORTH PULSE NETWORK NPN

من يقف وراء ولادة تشكيل جديد لفصائل المنطقة الشرقية بريف حلب؟

نورث بالس

اتفقت ثلاثة فصائل من “الجيش الوطني السوري” المدعوم من قبل أنقرة، على الاندماج فيما بينها، ضمن تشكيل عسكري واحد وبقيادة مركزية موحدة، بعد اجتماع سري عُقد بينهم، الاثنين الفائت، بمنطقة جنديرس التابعة لعفرين شمال غرب مدينة حلب.

وذكرت مصادر موثوقة أفاد أن الفصائل الثلاثة، هي كل من “أحرار الشرقية، جيش الشرقية، والفرقة 20″، وأضاف أن الإعلان تم بحضور ممثل عن “لواء صقور الشمال” أيضاً، والذي يتلقى دعمه المباشر من تلك الألوية الثلاث.

وأوضح المصدر أن “الاجتماع الذي ترأسه، أحمد إحسان فياض الهايس المعروف باسم “أبو حاتم شقرا” القائد العام لتجمع أحرار الشرقية، وأبو برزان المسؤول عن الفرقة 20، والعسكري أبو علي قائد جيش الشرقية، أفضى عن تشكيل لجنة متابعة مهمتها متابعة حثيثات الاجتماع، فيما يتعلق باختيار المرشح لاستلام قيادة التشكيل الجديد، واختيار اسم له أيضاً”.

وأشار المصدر إلى أن “الهدف من تشكيل جسم واحد يجمع فصائل المنطقة الشرقية، يأتي كمحاولة من أحرار الشرقية والفرقة 20، لابتلاع بقية فصائل الجيش الوطني والتغلب عليها، ولضمان استمراريتهم وتمددهم في المنطقة بشكل أكبر”.

من جهة أخرى، كانت وزارة الخزانة الأمريكية قد فرضت، في 28 يوليو/ تموز الفائت، عقوبات على ثمانية أفراد وعشرة كيانات في سوريا، ضمن الإجراءات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، كأولى حزمة عقوبات منذ تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منصبه.

وشملت العقوبات “أحمد إحسان فياض الهايس/ أبو حاتم الشقرا” وفصيله “أحرار الشرقية”، و”رائد جاسم الهايس” الملقب بـ”أبو جعفر شقرا”، وهما قياديان في “تجمع أحرار الشرقية” التابع لـ”الجيش الوطني السوري”.

واتهمت الوزارة أحرار الشرقية، بالقتل غير القانوني لـ”هفرين خلف” السياسية الكردية والأمين العام للحزب السياسي سوريا المستقبل، بالإضافة إلى حراسها الشخصيين في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.

واتهمت الوزارة “شقرا” وابن عمه أيضاً بقتل عدة مدنيين في شمال شرقي سوريا، بينهم عاملون صحيون. مشيرة إلى أنها انخرطت كذلك في عمليات اختطاف وتعذيب ومصادرة ممتلكات خاصة من المدنيين، ومنع النازحين السوريين من العودة إلى ديارهم.

ووفقاً لبيان الوزارة، أن “الشقرا تورط في تهريب النساء والأطفال الإيزيديين، ودمج عناصر سابقين من تنظيم “داعش” الإرهابي في صفوف أحرار الشرقية، وكان المسؤول عن سجن “أحرار الشرقية” خارج حلب، حيث تم إعدام مئات المعتقلين منذ عام 2018.

وقالت الوزارة إن “رائد جاسم الهايس المعروف باسم “أبو جعفر شقرا” وابن عم “أحمد الهايس” كان القائد العسكري لـ”أحرار الشرقية” منذ أواخر عام 2017، كشخصية بارزة في الداخل، وكان “رائد الهايس”، قد أشرف شخصياً على عمليات السرقة المنظمة وبيع المعدات للمنازل والمزارع المدنية واستفادت منها، كما أنه يقود أعضاء سابقين في تنظيم “داعش” الإرهابي، وهو الآن مسؤول أسلحة ثقيلة في “أحرار الشرقية”.

وتم تصنيف “أحمد الهايس” و”رائد الهايس” على قائمة العقوبات بموجب الأمر التنفيذي رقم 13894 لعملهما لصالح أحرار الشرقية أو بالنيابة عنها بشكل مباشر أو غير مباشر.

بدوره “عبد العزيز العلي السوادي” أو المعروف باسم “أبو برزان السلطاني” قائد “الفرقة 20” والمنحدر من منطقة “الطابيّة” بريف دير الزور الشرقي، أبزر القادة العاملين في الشمال السوري، وأكثرهم حنكة، مقارنة ببقية القادة الآخرين.

يسعى “السلطاني” دائماً لكسب رضى الأتراك وتكوين حاضنة شعبية له ضمن الأماكن التي يسيطر عليها، من خلال إدارته الذكية، لأي موقف قد تتعرض له فرقته، وقدر برز دوره بشكل كبير، خلال الاقتتال الذي دار بينهم و”أحرار الشرقية” في مارس/ آذار الفائت، وفقاً لمصادر أهلية من المنطقة.

وأوضحت المصادر، أن “دورية تابعة لأحرار الشرقية، داهمت في يوليو/ تموز الفائت، أربعة مقرات من الفرقة 20 في نواحي مدينة الباب، واعتقلت عدد منهم وصادرت أسلحتهم، دون وقوع اشتباكات بينهم، وذلك على خلفية اتهام فصيل أحرار الشرقية أحد عناصر الفرقة ٢٠ بتمرير سيارة مفخخة، باتجاه أحد حواجزها”.

وتداول ناشطون تسجيلاً صوتياً مسرباً حينها، قيل إنه لقائد الفرقة ٢٠ المدعو “أبو برزان السلطاني”، يدعو من خلاله مقاتلي الفرقة لتسليم المقرات إلى القوات المهاجمة ويحذرهم من الصدام معها.

وشدّد “أبو برزان” في التسجيل المقتضب على تسليم المقرات إلى “أحرار الشرقية”، مؤكداً على أنها عملية مؤقتة وسيتم استرجاعها “بعد انتهاء فترة الضيافة” كما يقول متهكماً.

واختتم التسجيل قائلاً: “نحن أخوة ونعمل معاً في الجيش الوطني، وتربطنا ببعض قرابة دم وأخوة، وهذه الصدامات الصغيرة تحدث بداخل العائلة الواحدة، وفي الأيام القادمة سنعمل على تكثيف الجهود لإيجاد رؤية تحقق لنا الأهداف المنشودة بتحرير مناطقنا من القوى المحتلة”، وفق تعبيره.

وأشارت المصادر السابقة إلى “ارتكاب الفرقة ذاتها، انتهاكات واسعة بحق المدنيين في مناطق سلوك وعفرين، ورأس العين وتل أبيض، كان آخرها، انتشار فيديو لتعذيب شاب من ريف الرقة بطريقة وحشية في منطقة سلوك، على يد عناصر من “لواء صقور السنة” التابع لـ”الفرقة 20″.

وبعد انتشار المقطع، الذي فجر موجة من الغضب، سارعت “الفرقة 20” إلى التنصل من المسؤولية، معلنة في بيان أن الأشخاص الذين قاموا بتعذيب الشاب، من خارج مرتّباتها.

والجدير ذكره أن المناطق التي سيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري ضمن عمليات ما تسمّى “نبع السلام” و”درع الفرات” و”غصن الزيتون”، تشهد توترات وخلافات واشتباكات بين الفصائل، أدّت معظمها إلى وقوع ضحايا مدنيين، فضلاً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الفصائل المقتتلة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.