نورث بالس
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان في تقريره السنوي حول مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أن الهجمات التركية على المنطقة خلف ما يقارب 40 قتيل وجريح.
ويتواصل التصعيد التركي على مناطق الإدارة الذاتية، عبر عمليات قصف بري تجري بشكلٍ شبه يومي، تتركز ضمن ريف الحسكة الشمالي وتحديداً ريفي تل تمر و زركان/أبو رأسين، وريف عين عين عيسى شمالي الرقة، في ظل الحديث الإعلامي الذي تصاعد خلال النصف الثاني من العام حول عملية عسكرية تركية.
وجاء في توثيق المرصد:
“وقد وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، استشهاد 14 مدنياً بالقصف البري التركي على مناطق نفوذ “الإدارة الذاتية” خلال العام 2021، هم 7 أطفال و3 نساء و4 رجال، بالإضافة لسقوط 25 جريحاً بينهم نساء وأطفال”.
– 14 آذار، استشهد طفل جراء قصف بري من القاعدة التركية في قرية الياشلي على قرية الزنقل بريف منبج شرقي حلب.
– 19 آذار، استشهدت شابة وطفل جراء قصف صاروخي تركي طال قرية الحدريات في ريف عين عيسى الشرقي، شمالي الرقة.
– 20 تموز، استشهد مواطن جراء قيام القوات التركية باستهداف طريق M4 بريف مدينة عين عيسى شمالي الرقة
– 4 آب، استشهد 4 أشخاص من عائلة واحدة، هم رجل و3 أطفال أشقاء، في قصف تعرضت قرية الصفاوية بريف بلدة عين عيسى شمالي الرقة.
– 17 آب، استشهدت سيدة وطفلة جراء القصف التركي المباشر على منازل المدنيين والأحياء السكنية في تل تمر وأبو راسين في الحسكة.
– 21 كانون الأول، استشهد 4 مدنيين بينهم طفلة وسيدة جراء قصف صاروخي تركي استهدف قرى منطقة أبو رأسين زركان بريف الحسكة”.
أزمة الفرات تتصدر الثلث الأول من العام
وكانت الأزمة الأشد وقعاً على المنطقة في الثلث الأول من عام 2021، هو قطع تركيا لمياه نهر الفرات الداخلة إلى سورية، وتحويلها إلى سدودها المشيدة على النهر في الداخل التركي، ما أدى لانخفاض منسوب مياه سد الفرات ونقص ساعات توليد الكهرباء في سدي الفرات وتشرين، وتضاؤل المساحة المزروعة على أطراف النهر وقنوات الري المتفرعة منه.
وأدت أزمة الفرات إلى جفاف مساحات واسعة من النهر، على طول مجرى النهر الممتد من سد الفرات في الطبقة، وصولًا إلى سد المنصورة في الرقة، في محاولة من قِبل الحكومة التركية تعطيش وتعتيم الجزيرة السورية بالمعنى الحقيفي والحرفي، والتضرر الكبير الذي لحق بالأراضي الزراعية، فضلًا عن تضرر مليونين ونصف مليون مستفيد من نهر الفرات.
وتوقف عنفات توليد الطاقة الكهربائية، وسط استياء شعبي كبير، حيث كانت حصة سورية من المياه القادمة من تركيا كانت 500 متر مكعب من المياه في الثانية، بموجب اتفاقية بين سورية وتركيا عام 1987 بما يخص نهر الفرات، بينما الآن يقتصر الوارد المائي على أقل من 200 متر مكعب في الثانية.
ولم يقتصر الدور التركي هنا فقط، فقد امتد إلى مياه الشرب وحرمان سكان مدينة الحسكة منه بإيقافه ضخ المياه إلى المدينة من محطة علوك قرب سري كانيه/ رأس العين، واستمر انقطاع المياه رغم كل المناشدات والمطالبات أكثر من شهر.
وعانى خلالها سكان المدينة أزمة قاسية من تأمين مياه الشرب، بسبب الكثافة السكانية فيها، وخاصة بعد نزوح العديد من سكان المدن والقرى القريبة من الحدود التركية إليها خوفاً من عملية عسكرية جديدة ضد المنطقة.
وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقريره السنوي، إلى تلبية المطالب الشعبية لتحسين ظروفهم المعيشية والاجتماعية، وكذلك فإن على دول التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية العمل بشكل أكبر لمنع عودة تنظيم داعش عبر مزيد من العمليات الأمنية ضد خلاياهم النشطة والنائمة في مناطق مختلفة والتي تهدد عودة نشاطها الكبير الأمن المحلي والإقليمي وكذلك الدولي على حد سواء.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.