نورث بالس
أعدّ مركز “جسور للدراسات” دراسة أحصت القواعد العسكرية الأجنبية المنتشرة في سوريا، والتي بلغت 597 موقعاً حتى مطلع عام 2022.
وأشارت الدراسة إلى النقاط التي تمتلك فيها القوى الأجنبية كامل الصلاحية والقيادة، وتعتبر هذه المناطق والقواعد مناطق نفوذ مطلق لهذه القوات.
وبذلك لا تشمل هذه الدراسة وجود الخبراء أو الفنيين أو العسكريين، كقادة أو كعناصر ضمن ثكنات وحواجز القوات المحلية المختلفة، أو ضمن مؤسسات الحكم والإدارة المدنية.
وشملت الدراسة مواقع انتشار كل من التحالف الدولي التي أُشير إليها بالعلم الأمريكي، إضافة إلى القوات الروسية، إلى جانب مواقع كل من القوات الإيرانية و”حزب الله” اللبناني، إضافة إلى القواعد العسكرية التركية شمالي سوريا.
وتصدّرت حلب بأعلى عدد للقواعد الأجنبية بين المحافظات السورية، إذ احتوت على 155 موقعاً معظمها إيرانية أو من الميليشيات المدعومة من “الحرس الثوري الإيراني”.
وجاءت محافظة إدلب في المرتبة الثانية لأعداد هذه القواعد بـ76 موقعاً، شكّلت القواعد التركية معظمها ضمن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، تلتها القواعد الروسية في القسم الذي تسيطر عليه قوات الحكومة السورية من المحافظة.
بينما احتوت محافظة ريف دمشق على 68 موقعاً معظمها مواقع إيرانية، ومحافظة حمص 512 موقعاً إيرانياً وروسياً، إضافة إلى موقعين للتحالف الدولي في منطقة التنف شرقي حمص.
وشملت الدراسة محافظة دير الزور شرقي سوريا بـ64 موقعاً عسكرياً، ومحافظة حماة بـ43 موقعاً معظمها يتبع لإيران.
تلتها محافظة الحسكة بـ38 موقعاً، ومحافظة الرقة بـ32 موقعاً معظمها مواقع تابعة للتحالف الدولي بقيادة أمريكا.
بينما طغت القواعد العسكرية لإيران وللميليشيات الموالية لها في كل من محافظات درعا، والقنيطرة، والسويداء، واللاذقية، ودمشق، وطرطوس، والتي احتوت على قواعد عسكرية روسية إلى جانب الإيرانية، بحسب الدراسة.
ودائمًا ما تطالب القوات الأجنبية في سوريا نظيراتها بالانسحاب من الأراضي السورية في المؤتمرات والمحافل الدولية، بحجة أن وجودها غير قانوني، بينما تقول أُخرى إن وجودها في سوريا بموجب اتفاقيات قديمة، أو لحماية المدنيين.
وأثّرت هذه التدخلات على مجريات الأحداث الميدانية والعسكرية على خريطة السيطرة في سوريا، منذ بدئها بالتدخل الأمريكي (جواً) ضد تنظيم “القاعدة”، وتنظيم “الدولة الإسلامية/ داعش” الإرهابيين، تبعها التدخل الروسي لدعم قوات الحكومة السورية والذي حصر مناطق نفوذ المعارضة في الشمال السوري منذ عام 2018.
وتتمركز القوات الأمريكية في شمال شرقي سوريا دعماً لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، التي اتخذتها الولايات المتحدة حليفة لها في حربها ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
ولم تتغير خريطة توزع القوى في سوريا خلال العام الحالي، الذي لم يشهد أي صدامات عسكرية مباشرة، باستثناء عمليات القصف المُتبادل الذي غالباً ما يشكّل المدنيون معظم ضحاياه.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.