الثلوج تتسبب في انهيار خيم النازحين في الشمال السوري
نورث بالس
عمّقت العواصف المطرية والثلجية من معاناة النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا، الذين يكابدون شظف العيش مع حلول هذا الفصل؛ بسبب البرد الشديد وتردي الأوضاع المعيشية وغياب أي مقومات الحياة الأساسية.
وقال مصدر محلي في ريف حلب الشمالي، إنّ العاصفة الثلجية التي ضربت المنطقة ليل الثلاثاء/ الأربعاء، خلّفت معاناة إنسانية كبيرة في مخيمات النازحين في المنطقة؛ إذ تسببت بتضرر عددٍ كبير من الخيام وقطع الطرقات المؤدية إلى المخيمات، وسط أجواء باردة فاقمت من معاناة قاطني المخيمات.
وأضاف أنّ “العاصفة الثلجية سببت أضراراً جسيمة في مخيمات النازحين العشوائية الواقعة في نواحي (بلبل، راجو، معبطلي، جنديريس) بمنطقة (عفرين) شمال غربي سوريا، حيث أدّت إلى انهيار عشرات خيام النازحين المتواجدة ضمن تلك المناطق فوق رؤوس ساكنيها، الأمر الذي أجبر بعضهم على النزوح الداخلي إلى خيام جيرانهم وأقاربهم”.
وأشار إلى أنّ فرق “الدفاع المدني/ الخوذ البيضاء” تعمل منذ ليل الأمس على جرف الثلوج وفتح الطرقات الرئيسية المؤدية إلى تلك المخيمات، من أجل الوصول إلى سكان تلك المخيمات وإجلاء العوائل المتضررة خيامهم نتيجة العاصفة الثلجية.
في موازاة ذلك أحصى فريق “منسقو استجابة سوريا”، في تقرير له اليوم الأربعاء، عدد مخيمات النازحين التي تضررت بسبب الهطولات الثلجية في مناطق شمال غرب سوريا.
وقال الفريق إنّ عدد المخيمات المتضررة بشكلٍ أولي نتيجة الهطولات المطرية خلال الـ24 ساعة الماضية، بلغ 47 مخيماً منتشرة في مناطق شمال غرب سوريا.
وأضاف أنّ “أغلب المخيمات الموجودة في المنطقة تعرضت لأضرارٍ متفاوتة، مع تركز الأضرار الكبرى في مناطق ريف حلب الشمالي ومناطق المخيمات على الحدود السورية التركية”.
وأوضح أيضاً أنّ الأضرار تفاوتت بين الجزئي والكلي من حيث نوعية الخيم الموجودة، حيث بلغ عدد الخيم المتضررة بشكلٍ كلي 69 خيمة موثقة، وبينما بلغ عدد الخيم المتضررة بشكلٍ جزئي 291 خيمة موثقة.
وأكدّ الفريق على أنّه لا توجد حتى الآن استجابة فعلية أو كاملة للمتضررين من العاصفة الأخيرة، ويتوقع أن تبدأ عمليات الاستجابة الإنسانية وإصلاح الأضرار بعد فتح الطرقات وتقييم الأضرار بشكلٍ كامل.
وبحسب الفريق فإنّ سبب زيادة الأضرار ضمن المخيمات هو عدم اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة قبل بداية فصل الشتاء وتكرار الأضرار السابقة وعدم وجود حلول فعلية من قبل المنظمات الإنسانية لتلافي تلك الأضرار.
ونوّه “منسقو استجابة سوريا” إلى أنّ بقاء المخيمات حتى الآن وفي وضعها الحالي هو أكبر أزمة فعلية ضمن الأزمة الإنسانية في سوريا. فيما تواصل الفرق الميدانية التابعة لـلفريق رصد الأضرار في مختلف المناطق وإجراء عمليات تقييم احتياجات عاجل، علماً أن نوعية الأضرار الحالية تستوجب تقديم كافة المساعدات للنازحين في المخيمات.
وقبل أيام، حذر “منسقو الاستجابة” من منخفض جوي جديد يؤثر على الشمال السوري، وخاصة منطقة المخيمات التي يوجد فيها نحو مليون ونصف مليون إنسان، حيث ناشد الفريق المنظمات الإنسانية المحلية والدولية إلى رفع حالة الطوارئ، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، النساء، كبار السن)، وذلك تحسباً من حدوث أضرار جديدة ضمن المخيمات.
وتعاني مخيمات النازحين في مختلف مناطق الشمال السوري المحرر، من أوضاع إنسانية مزرية، ومع حلول فصل الشتاء من كل عام، يتخوف قاطنو تلك المخيمات من البرد وغرق الخيام التي تؤويهم بسبب غزارة هطول الأمطار واشتداد العواصف، ووقوع المخيمات بمجملها على أراضٍ طينية، ناهيك عن ضعف استجابة الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية عن إيجاد حلول مناسبة لوقف معاناتهم.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.