ما مدى ارتباط ما يجري في “غويران” بتحركات “داعش” في العراق
نورث بالس
أعلنت السلطات العراقية عن رفع حالة الإنذار على الحدود بين العراق وسوريا على خلفية الهجوم الذي نفذه تنظيم داعش على سجن «غويران» في محافظة الحسكة السورية على بعد 50 كم عن الحدود العراقية. ويعيد الهجوم إلى الذاكرة ما حصل عام 2013 في سجن أبي غريب في بغداد حيث تمكن تنظيم داعش من تنفيذ هجوم على هذا السجن الذي كان يضم آلاف «الدواعش» الأمر الذي أدى إلى هروب أكثر من 3000 عنصر وكان المقدمة لتنفيذ الهجوم على الموصل خلال شهر يونيو/ حزيران عام 2014 الذي أدى إلى سقوط أربع محافظات عراقية بيد «داعش».
ورغم أن السلطات العراقية أعلنت الشهر الماضي عن تأمين الحدود الفاصلة بين سوريا والعراق من خلال حفر الخنادق ونصب الكاميرات الحرارية والأسلاك الشائكة إلا أنه طبقاً لآراء الخبراء الأمنيين فإن هروب أعداد كبيرة من «الدواعش» من سجن «غويران» يشكل خطراً وشيكاً على العراق.
إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات نينوى أن القوات العراقية قادرة على التعامل مع أي هجوم يمكن أن يقوم به «الدواعش» الهاربون من سوريا. وقال قائد عمليات نينوى اللواء الركن جبار الطائي في تصريح له إن «الحدود العراقية مع سوريا مؤمنة بالكامل من خلال جاهزية القوات الأمنية في التصدي للإرهابيين».
وبالتزامن مع ما حصل في سوريا فقد نفذ تنظيم داعش مجزرة في محافظة ديالى (65 كم شمال شرقي العاصمة بغداد) أدت إلى مقتل 11 عنصراً من الجيش العراقي بينهم ضابط برتبة ملازم أول. وفيما تعددت الروايات من قبل الجهات الأمنية بخصوص هجوم ناحية العظيم في محافظة ديالى، الذي تبناه تنظيم داعش، بشأن الطريقة التي نفذ فيها تنظيم داعش العملية التي أدت إلى مقتل كل من في السرية العسكرية، أعلن محافظ ديالى مثنى التميمي للوكالة الرسمية للأنباء في العراق أن «الاعتداء تم على أفراد من الفرقة الأولى في منطقة العظيم، المنطقة الفاصلة مع حدود محافظة صلاح الدين»، مشيرا إلى أن «السبب الرئيسي هو إهمال المقاتلين لأن المقر محصن بالكامل، وتوجد كاميرا حرارية، مع نواظير ليلية، فضلاً عن برج مراقبة كونكريتي/ إسمنتي». وأوضح أن «قائد الفرقة الأولى على مستوى من المسؤولية، لكن الإرهابيين استغلوا برودة الطقس وإهمال المقاتلين، لأن جميعهم كانوا نائمين، وقام الإرهابيون بجريمتهم ومن ثم انسحبوا إلى صلاح الدين».
إلى ذلك، أكد الخبير الأمني المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية فاضل أبو رغيف أن «من بين الأسباب الرئيسة بشأن الهجوم الذي وقع على السرية العسكرية في منطقة العظيم بمحافظة ديالى ضعف الجهد الاستخباري وعدم تفعيل المعلومات الاستخبارية وعدم تفعيل الجهد الفني وعدم الاستعانة بالموارد البشرية في تلك المنطقة»، مضيفاً أن «للمناكفات السياسية دوراً في كل ما يحصل بالإضافة إلى عدم إعطاء محافظ ديالى حرية اختيار القادة الأمنيين إلى جانب الوضع الجغرافي لديالى». وبين أن «ديالى كانت بالأصل من أقوى الولايات التي يعول عليها (داعش)». وأوضح أبو رغيف أن «كثرة التغييرات في منظومة الاستخبارات أدت إلى خلخلة الأوضاع الأمنية».
ورداً على سؤال عما إذا كان ما حصل في سجن غويران في سوريا وهروب «الدواعش» منه سوف يؤثر على العراق، يقول أبو رغيف: «نعم سوف يؤثر، لأنها جزء من عملية (هدم الأسوار) التي كان أطلقها زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي ويبدو أن التنظيم استأنفها».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.