روسيا تنقل منظومة صواريخ “بانتسير – إس” إلى بيلاروسيا
نورث بالس
قال مصدر في وزارة الدفاع الروسية للصحفيين، إن روسيا تواصل في إطار التحقق من جاهزية قوات الرد السريع لدولة الاتحاد، نقل المعدات والأسلحة وإعادة نشر القوات في بيلاروسيا.
وفي إطار هذه العملية، تم نقل كتيبة منظومات دفاع جوي مدفعية – صاروخية من طراز “بانتسير – إس” إلى أراضي بيلاروسيا.
وأضاف المصدر: “تم نقل كتيبة منظومات “بانتسير – إس” بالقطارات من الدائرة العسكرية الشرقية في روسيا إلى محطة التفريغ في بيلاروسيا”.
ووفقاً للفيديو الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية، تضم كتيبة “بانتسير – إس” التي وصلت إلى بيلاروسيا، 12 مركبة قتالية، يمكن لكل منها حمل 12 صاروخاً مضاداً للطائرات في حاويات النقل والإطلاق.
وأوضح المصدر أنه بعد التفريغ، ستتجه الكتيبة بمعداتها وأفرادها إلى المناطق المحددة لانتشارها، ضمن نظام الدفاع الجوي الإقليمي الموحد لبيلاروسيا وروسيا.
من جانبه؛ حث الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي زملاءه الغربيين ووسائل الإعلام على الكف عن افتعال التوترات حول مزاعم خطر “الغزو الروسي” لبلاده.
وقال رئيس أوكرانيا لنظرائه الغربيين: “كفّوا عن بث الذعر! تصريحاتكم غير المدروسة تلحق الضرر باقتصادنا”.
وأكد زيلينسكي في حوار مع ممثلين عن وسائل الإعلام الأجنبية أمس الجمعة أنه أوضح في مكالمتيه الأخيرتين مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون أن “التهديد الناجم عن الكرملين” لا يزال “وشيكاً ومستمراً”، مشدداً في الوقت نفسه على أن أوكرانيا “تعلمت كيفية التعايش” في مثل هذه الظروف منذ عام 2014.
وقال الرئيس الأوكراني: “لا نرى اليوم تصعيداً أكبر مما كان في السابق. نعم، عدد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا ارتفع في الواقع، غير أنني سبق أن أشرت إلى ذلك أوائل 2021، عندما تحدثت عن التدريبات العسكرية الروسية.. لا أعتقد أن الوضع اليوم أكثر شدة مما كان في ذلك الحين، على ذروة تلك التدريبات”.
ولفت زيلينسكي إلى أن التقارير الإعلامية وتصريحات المسؤولين الأجانب عن مستجدات الوضع حول أوكرانيا تخلف انطباعاً كأنَّ هناك “حرب وتحركات قوات في الطرق وتعبئة عامة وتنقلات للناس”، مشدداً على أن الأمر ليس كذلك.
وقال، وفقاً لما نقلت عنه “بي بي سي”: “لا نحتاج إلى هذا الذعر، بل نحتاج إلى استقرار اقتصاد دولتنا، لأن كل هذه الإشارات إلى أن “الحرب قادمة غداً” التي تصدر الآن حتى عن زعماء محترمين يقولون بشكل مباشر بعيداً عن اللغة الدبلوماسية إن الحرب قادمة غداً، تعني الذعر، خصوصاً في الأسواق والقطاع المالي”.
وصرح زيلينسكي بأن هذا الذعر كلف أوكرانيا حتى الآن استثمارات أجنبية بقيمة 12.5 مليار هريفنا (أي نحو 440 مليون دولار)، لافتاً إلى أن كييف تضطر اليوم إلى استقرار سعر عملتها الوطنية على حساب احتياطيات الدولة.
وأشار زيلينسكي إلى أن مثل هذه الحملات الإعلامية لم تنفّذ خلال التدريبات الروسية المذكورة أوائل 2021، مضيفا: “ولذلك أعتقد – وهذا ما بحثناه مع الرئيس (بايدن) أن هذه السياسة الإعلامية يجب أن تكون مدروسة”.
ورداً على سؤال عن تقارير إعلامية حول خلاف اندلع بين زيلينسكي وبايدن خلال مكالمتهما الأخيرة بسبب اختلاف تقييماتهما لمدى خطورة الوضع، نفى الرئيس الأوكراني حصول أي سوء تفاهم بينه ونظيره الأمريكي.
وتابع في الوقت نفسه: “أنا رئيس أوكرانيا، وأتواجد هنا، وأعلم تفاصيل ما يجري أفضل من أي رئيس آخر”.
وانتقد زيلينسكي قرار الولايات المتحدة وبريطانيا إجلاء طاقمهما الدبلوماسي غير الأساسي من أوكرانيا، معتبراً إياه خاطئاً، وأعرب عن قناعته بضرورة أن يبقى جميع الدبلوماسيين الأجانب داخل البلاد في الظروف الحالية.
وقارن الرئيس الأوكراني الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين في كييف بـ”قبطان ينبغي أن يكون آخر من يغادر السفينة” الغارقة، مضيفاً: “لا أعتقد أن لدينا “تيتانيك”، وأوكرانيا تمضي قدماً”.
في السياق ذاته؛ صرّح وزير الدفاع الهنغاري تيبور بينكي بأن لدى بلاده ما يكفي من قوات مسلحة وطنية، ولذلك لا داعي لنشر وحدات إضافية من قوات حلف الناتو على أراضيها.
جاء ذلك بعدما كشف وزير خارجية هنغاريا بيتر سيارتو أمس أن بودابست تلقت طلباً من الولايات المتحدة بنشر قوات إضافية تابعة للناتو على أراضيها، وأن وزارة الدفاع بصدد دراسته.
وفي وقت سابق ذكرت شبكة “سكاي نيوز” أن أعضاء الناتو يدرسون تشكيل وحدات قتالية جديدة يبلغ عدد أفرادها ألف شخص، في رومانيا وبلغاريا وهنغاريا وسلوفاكيا، على غرار تلك الموجودة في دول البلطيق وبولندا.
وقال بينكي في حديث لإذاعة InfoRádió: “وفقاً للتوجيه الأساسي لـ”برنامج تطوير الدفاع والقوات المسلحة”، أنشأت هنغاريا قوات وطنية وشكلت إمكانات وطنية إلى درجة تغنيها عن الحاجة للاعتماد على القوات المسلحة والوحدات الأجنبية. نمضي قدماً في هذا الطريق ولذلك لا نعتبر نشر قوات إضافية للناتو هنا خطوة مناسبة ولا نطلب ذلك”.
وفيما يتعلق بمسألة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، أشار بينكي إلى أن هنغاريا دعمت منذ فترة طويلة رغبة جارتها في أن تصبح عضواً في الحلف، لكن بعد أن “وقفت أوكرانيا ضد الهنغاريين القاطنين في ترانسكارباثيا (بغرب أوكرانيا)” و”تصرفت بشكل غير مقبول حسب معايير الحلف”، اتخذت الحكومة موقفاً مفاده أن “أوكرانيا ليست مستعدة بعد للانضمام، ولا ترقى إلى مستوى توقعات الناتو”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.