إيران.. اعتقالات عشرات عناصر الحرس الثوري بتهمة “التجسس”

نورث بالس

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، في تقريرٍ لها، اليوم الأحد، أن إيران اعتقلت عشرات القيادات في الحرس الثوري، وذلك على خلفية حادثة اغتيال العالم النووي البارز، “محسن فخري زاده”.

وأوضح التقرير بأن وزير الاستخبارات الإيراني السابق، “محمود علوي”، أكد أنه أبلغ الأجهزة الأمنية بوجود مخطط لاغتيال “فخري زاده” في نفس المكان والتاريخ، وذلك قبل شهرين من العملية.

وكان “علوي” رجح أن العقل المدبر في عملية الاغتيال هذه من أفراد القوات المسلحة الإيرانية، و”نوه ضمنياً” بأنه من أفراد الحرس الثوري الإيراني.

وبين التقرير بأنه “إذا كان الأمر كذلك؛ فإن هذا يعني أن العميل (العقل المدبر) يجب أن يتولى وظيفة رفيعة ضمن الحرس الثوري، بحيث تمكنه من تجاهل ذلك التحذير (الصادر من محمود علوي)، وتطبيق خطته في التاريخ والتوقيت والمكان المحدد”.

ونقلت الهيئة عن مصادر داخل الجناح الأمني لسجن “أفين” في طهران، الذي يضم متهمين بالتجسس لصالح دول أخرى، بأن العشرات من قيادات رفيعة المستوى في الحرس الثوري محتجزون هناك.

وذكر ضابط استخباراتي سابق في فيلق القدس التابع للحرس الثوري في حديث للهيئة، مؤكداً أن وكالات أجنبية جمعت أدلة ضد عدد من السفراء الإيرانيين وقيادات الحرس الثوري، موضحاً أن هذه الأدلة تضم معطيات عن علاقات غرامية مع نساء يمكن استخدامها لابتزاز هؤلاء المسؤولين وإجبارهم على التعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية.

وأكد التقرير أن مسؤولين إيرانيين سابقين قلقون اليوم من تواصل “الموساد الإسرائيلي” المزعوم مع قيادات بارزين في أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية.

وبذات الوقت بدأت، اليوم الأحد، محاكمة المواطن الألماني المختطف ورئيس “تنظيم تندر” المعارض “جمشيد شارمهد”، بعد أسابيع قليلة من محاكمة السويدي المخطوف في إيران والرئيس السابق لـ”حركة النضال العربي لتحرير الأحواز” حبيب أسيود.

وقد وصفت عائلة شارمهد هذه المحاكمة بـ”الصورية” وقالت إن المواطن الألماني مسجون في زنزانة في أحد سجون إيران منذ 555 يوماً.

واختُطف “شارمهد” في صيف 2020 خلال رحلة إلى الشرق الأوسط في ظروف غامضة، وكان قبل ذلك يدير إذاعة “تندر” وهو اسم الفرع الإعلامي لمجموعة “الجمعية الملكية الإيرانية”.

وبحسب ما جاء في لائحة الاتهام الموجهة لـ”شارمهد” التي قدمها الادعاء العام، ذُكر أنه اعترف بـ”محاولة تفجير سد سيون في شيراز” جنوب إيران وبـ “التخطيط لاغتيال مدير مشروع السد ولتفجير رواق الأحذية في مقبرة خميني عام 2009 وبـ “تحضير قنبلة لتفجير الحوزة الدينية لآية الله كلبايكاني”.

ووفقاً للمدعي العام الإيراني، كان شامهد على اتصال بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) وكان ينوي الاتصال بجهاز الموساد التابع لجهاز الأمن الإسرائيلي.

ذكرت وسائل إعلام إيرانية قبل أربعة أيام، نقلاً عن مسؤول أمني، أنه تم اعتقال عضو آخر في جماعة “تندر” يدعى “ماسمتوس”، ووصف المسؤول الأمني الشخص المعتقل مؤخراً بأنه “الشخص الثاني في الفرع العسكري” لمجموعة “تندر”.