نورث بالس
تسعى ميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني المتواجدة ضمن مناطق سيطرة “الحكومة السورية” في دير الزور، جاهدة إلى إكمال عملية بناء الجسر الترابي، الذي بدأت بإنشائه في يناير/ كانون الثاني الفائت، والذي يربط بين مناطق سيطرتها غربي الفرات، بالقرى السبع التي تسيطر عليها هي والميليشيات الأخرى التابعة لها شرقي الفرات، حيث يصل الجسر بين منطقتي الحسينية (شرق الفرات)، والحويقة (غرب الفرات).
مصادر مقربة من “الحرس الثوري“، أكدت أن “الهدف من وراء الجسر الجديد، هو تسهيل عملية تمرير شحنات الأسلحة والمعدات العسكرية بين مناطق تواجد الميليشيات الإيرانية على ضفتي النهر، تحت غطاء سهولة تنقل المدنيين“.
وأضافت المصادر أن “الجسر سيربط بين القرى السبع الخاضعة لسيطرة ميليشيات “الثوري” الإيراني شرقي الفرات، وهي حطلة ومراط ومظلوم وخشام والطابية والصالحية والحسينية، بمناطق سيطرتها غرب الفرات“، مشيرة إلى أن “الجسر الجديد سيكون خاص بالميليشيات الإيرانية فقط والمتواجدة في الأماكن آنفة الذكر“.
أحد المشرفين على عملية بناء الجسر، فضل عدم الإفصاح عن اسمه، أفاد أن “عملية بناء الجسر جاءت بالتنسيق بين قيادة “الحرس الثوري” في المنطقة وضباط من “الفرقة الرابعة” و“الحرس الجمهوري“، بحضور قادة من ميليشيا “الدفاع الوطني” أيضا“.
ونوه المتحدث إلى “احتمالية فشل عملية إكمال البناء، وبأن الجسر سينهار في أول فيضان للنهر“، مسنداً ذلك، “لطريقة إنجازه التي تتم بعشوائية وبدون أي دراسة، إضافة لعدم وجود أي مختص ببناء الجسور“.
ولا تعد عميلة بناء الجسر الجديد الأولى من نوعها في المحافظة، حيث عملت “القوات الروسية” على إنشاء جسر حربي في دير الزور في 2019، بعد محاولات عدة باءت بالفشل، إذ يربط الجسر بين بلدتي المريعية ومراط المتقابلتين على ضفة نهر الفرات.
مصادر محلية مطلعة أفادت أن “القوات الروسية” قد أغلقت الجسر المذكور لمرات عدة بعد ظهور مشكلات هندسية ناتجة عن عيوب في التصميم والتنفيذ، حيث كشف ارتفاع منسوب مياه النهر عن العيوب الهندسية في الجسر، فيما فشل المهندسون الروس بالتغلب عليها، لذلك يخضع الجسر لأعمال صيانة بين الحين والآخر.
والجسر قادر على تحمل مرور سيارات شحن بحمولات كبيرة، وأيضاً العبور من الضفة الشرقية لنهر الفرات إلى غربه، ومزود برصيفين منحدرين من الإسمنت في ضفتيه، إضافة إلى دعائم صخرية على طرفيه، وفقاً لذات المصادر.
ناشطون من المحافظة تحدثوا عن احتمالية تعرض الجسر الإيراني الجديد لاستهداف جوي من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي أو طيران “التحالف الدولي“، حيث تحاول ميليشيا “الحرس الثوري” تمويهه، من خلال إشراك عناصر من “القوات الحكومية” و“الدفاع الوطني” في عمليات الإشراف على بنائه، و رفع العلم السوري على أماكن إنجازه.
يذكر أنه ولطالما استهدفت طائرات “التحالف الدولي” والطيران الحربي الإسرائيلي خلال الأشهر القليلة الماضية، عشرات المواقع التابعة للميليشيات الإيرانية ضمن منطقة غرب الفرات، موقعة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.