NORTH PULSE NETWORK NPN

ما حقيقة انتحار الصناعي “صابوني” في حلب

نورث بالس

شكل مقتل صاحب مصنع الأدوية “شفا”، غياث صابوني، في حلب، مساء أمس الثلاثاء، 22 فبراير/ شباط، ضجة كبيرة خلال الساعات القليلة الماضية، وسط تضارب المعلومات حول ما إذا كانت الحادثة جريمة قتل أم انتحار.

وأكد من جانبه، مدير الطب الشرعي الدكتور زاهر حجو، لموقع “هاشتاغ” المحلي، “إنه لا يوجد شبهة جنائية في قضية مقتل غياث صابوني، وبالتالي يمكن أن تكون الوفاة عرضية أو قد تكون حادثة انتحار، وفقاً لتقرير الهيئة الطبية الخاص”.

وحول تفاصيل الحادثة، قال حجو للموقع المحلي، أن مسافة إطلاق النار كانت قريبة “خماسية” عبر رصاصة واحدة في البطن من مسدس عيار /9/ ملم.

وبالنسبة إلى مكان إطلاق النار وهو “البطن” والتي تداولت على مواقع التواصل الاجتماعي على أنها ليست من المناطق الاعتيادية للانتحار، وبالتالي يمكن ترجيح مسألة تعرضه لحادثة قتل، أوضح حجو، إن منطقة البطن ليست من المناطق المنتخبة للانتحار مثل الصدر على سبيل المثال، ولكن الموجودات خلال فحص الطبيب الشرعي، تؤكد عدم وجود شبهة جنائية في الحادثة.

وتم فحص الجثة، حسب قول حجو، عند الساعة العاشرة من مساء أمس، وقدر الطبيب الشرعي حصول الحادثة قبل 5 إلى 10 ساعة مضت من تاريخ الفحص، لافتاً إلى وجود نزيف بعد إطلاق النار ومن الممكن ألا تكون الوفاة قد حصلت فور الإطلاق.

وبحسب مصادر خاصة للموقع الإعلامي المحلي، “أن غياث صابوني يقطن في منزل لوحده، وكان قد زار طبيباً نفسياً قبل فترة”، وحول سبب انتحاره، أوضح الموقع الإعلامي، “أن أحواله المادية والاجتماعية جيدة، وأنه لا يوجد مبرر لفعل ذلك بسبب المادة، بينما عزا البعض ذلك إلى وجود تراكم ضريبي كبير عليه، يقدر بمليارات الليرات السورية كان أحد الأسباب وراء انتحاره”.

وتابع الموقع، “إن الصناعي صابوني كان مقيماً في كندا مع عائلته ويحمل الجنسية الكندية، وقد قدم إلى سوريا منذ أكثر من شهر ونصف، ولكن منذ فترة قريبة دخل في حالة من الاكتئاب الشديدة دفعته للجوء إلى المساعدة الطبية”.

وقبل نحو عشرة أيام، شهدت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تداول مقطع فيديو لأحد الصناعيين وهو ينفجر غضباً في وجه مدير الكهرباء الحكومة السورية في حلب، يطالب المدير بتزويده بالكهرباء حتى يتمكن من العيش ومزاولة عمله.

وحدثت مشاجرات لفظية خلال اجتماع في مدينة الشيخ نجار الصناعية بحلب، عندما التقى مديرو الكهرباء والمواصلات في الحكومة السورية بعدد من الصناعيين في المدينة.

وبحسب النشطاء فإن أحد الصناعيين في حلب يظهر في الفيديو غاضباً ويخاطب مدير الكهرباء قائلاً “نعاني من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي ولم يعد هذا مقبولاً، نريد الكهرباء للعيش وكفاكم تنظيراً وخداعاً للناس.. الصناعيين يعطونكم دروساً في الفهم.. لقد دفعنا دماؤنا لنصل إلى هنا، أنا عرضت معملي للبيع، ثلاث سنوات ونحن نسمع نفس الكلام والوعود الكاذبة”.

وبحسب مصادر محلية، فإن العديد من الصناعيين، نتيجة سوء الأوضاع الخدمية في سوريا، وفي ظل عجز الحكومة عن توفير أبرز مقومات القطاع الصناعي، قد اضطر العديد من الصناعيين إلى بيع مصانعهم أو نقل أعمالهم إلى دول أخرى خارج سوريا.

وبحسب تقارير، فإن الأرقام الصادرة عن الحكومة السورية، تفيد بارتفاع قيمة الواردات للعام الفائت بنسبة 30 بالمئة على العام السابق، وأن السياسة التي أقرتها الحكومة من أجل دعم الصناعة السورية تحت عنوان “إحلال بدال المستوردات”، فشل فشلاً ذريعاً. في حين أن قيمة الناتج المحلي من المواد المستوردة لم يتخط نسبة صفر بالمئة.

ويرى المختصون في علم الاجتماع عموماً زيادة ظاهرة الانتحار في المجتمعات، “بسبب الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيش فيها الناس، أو على الصعيد الاجتماعي والسياسي، وهذا يسبب الإحباط والاكتئاب لدى الفرد، لذا تبدأ فكرة الانتحار تراود الأفراد وخاصة فئة الشباب كمخرج سلبي سريع من الأزمة التي يعانون منها”.

وبحسب المختصين فإن هذا مؤشر خطير يجب على الجهات المعنية التعامل معه بجدية. لمعرفة أسبابها وعلاجها، وإلا فإن حالة المجتمع ستصبح في وضع أسوأ يصعب عندئذ معالجته.

وتشهد سوريا منذ مطلع العام الجاري، ارتفاعاً غير مسبوق في معدل حوادث الانتحار، ما يزيد القلق أكثر من حالة التدهور الذي وصل إليه البلد أكثر مما هو عليه، ودوافع هذه الحالات عديدة، سواء على الصعيد الاقتصادي أم الاجتماعي أو النفسي، خاصة بعد أن دخلت البلاد في دوامة من الحرب إلى أجل غير مسمى، ومقتل قرابة مليون سوري حتى الآن، وهجرة الملايين إلى خارج البلاد والأعداد في تزايد، وتدمير ما يقرب من نصف البلاد.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.