بدء الحرب الروسية الأوكرانية وعقوبات تفرض على روسيا
نورث بالس
عقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدء العملية العسكرية ضد أوكرانيا، سمع دوي انفجارات في العاصمة كييف ومدن أوكرانية عدة قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد قبيل الفجر، بحسب ما أوردته وكالة فرانس برس.
قال مسؤولون ووسائل إعلام، بحسب وكالة رويترز، إن القوات الروسية أطلقت صواريخ على عدة مدن في أوكرانيا بعد أن سمح الرئيس فلاديمير بوتين بما أسماه عملية عسكرية خاصة في الشرق.
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في ردّ فعله على “الغزو” بأنه سيفرض عقوبات صارمة رداً على ذلك.
وقال بايدن في بيان “سألتقي بقادة مجموعة السبع وستفرض الولايات المتحدة وحلفاؤنا وشركاؤنا عقوبات صارمة على روسيا”.
وطالبت روسيا بإنهاء توسع الناتو باتجاه الشرق، وكرر بوتين موقفه بأن عضوية أوكرانيا في التحالف العسكري الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة أمر غير مقبول.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه سمح بعمل عسكري إذ لم يترك لروسيا أي خيار سوى الدفاع عن نفسها ضد ما قال إنها تهديدات صادرة عن أوكرانيا.
قال بوتين: “لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان والتطور والبقاء في ظل تهديد مستمر ينبع من أراضي أوكرانيا. مسؤولية إراقة الدماء تقع على عاتق النظام الحاكم في أوكرانيا”.
ولم يتضح على الفور النطاق الكامل للعملية العسكرية الروسية لكن بوتين قال: “خطتنا لا تشمل احتلال الأراضي الأوكرانية. لن نفرض أي شيء بالقوة”.
وقال بوتين الذي كان يتحدث، بينما عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعاً طارئاً في نيويورك، إنه أمر القوات الروسية بحماية الشعب وناشد الجيش الأوكراني إلقاء أسلحته.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا نفذت ضربات صاروخية على البنية التحتية الأوكرانية وحرس الحدود وإن دوي انفجارات سُمع في العديد من المدن. كما أفاد أحد المسؤولين بهجمات إلكترونية متواصلة.
وقال زيلينسكي إنه تم إعلان الأحكام العرفية وأنه تحدث هاتفياً إلى بايدن، وتم استدعاء جنود الاحتياط يوم الأربعاء.
بعد ثلاث ساعات من إصدار بوتين الأمر، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها دمرت البنية التحتية العسكرية في القواعد الجوية الأوكرانية ودمرت دفاعاتها الجوية، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية.
وفي وقت سابق، ذكرت وسائل إعلام أوكرانية أن مراكز القيادة العسكرية في كييف ومدينة خاركيف في الشمال الشرقي تعرضت للقصف بالصواريخ، بينما انتشرت القوات الروسية في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين.
وسمع شاهد من رويترز في وقت لاحق دوي ثلاثة انفجارات في ماريوبول.
وقالت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء إن “الانفصاليين” المدعومين من روسيا قالوا إنهم شنوا هجوماً على بلدة ششاستيا التي تسيطر عليها أوكرانيا في الشرق، كما هزت الانفجارات مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا.
وقبل ذلك بساعات، وجه “الانفصاليون” نداء إلى موسكو للمساعدة في وقف العدوان الأوكراني – وهي مزاعم نفتها الولايات المتحدة ووصفتها بأنها دعاية روسية.
تراجعت الأسهم العالمية وعوائد السندات الأميركية، بينما ارتفع الدولار والذهب بعد خطاب بوتين. وقفز سعر نفط برنت متجاوزاً مستوى 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ 2014.
وقال بايدن، الذي استبعد إرسال قوات أميركية إلى الأرض في أوكرانيا، إن بوتين اختار حرباً مع سبق الإصرار من شأنها أن تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح.
وقال “روسيا وحدها هي المسؤولة عن الموت والدمار الذي سيحدثه هذا الهجوم، وسترد الولايات المتحدة وحلفاؤها وشركاؤها بطريقة موحدة وحاسمة”.
وندد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ “بالهجوم الروسي المتهور وغير المبرر” وقال إن حلفاء الناتو سوف يجتمعون لمعالجة العواقب.
في حين وجه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، متحدثاً بعد اجتماع مجلس الأمن، نداء إلى بوتين لوقف الحرب “باسم الإنسانية”.
أغلقت أوكرانيا مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية المدنية بدعوى وجود مخاطر كبيرة على السلامة، في حين حذر منظم الطيران في أوروبا من مخاطر الطيران في المناطق المتاخمة لروسيا وبيلاروسيا.
قالت وكالة الطيران الروسية إن روسيا علقت الرحلات الجوية المحلية في المطارات القريبة من حدودها مع أوكرانيا حتى 2 آذار.
واشتد القصف منذ يوم الإثنين، عندما اعترف بوتين باستقلال منطقتين “انفصاليتين” وأمر بنشر ما وصفه بقوات حفظ السلام في خطوة وصفها الغرب ببدء “الغزو”.
رداً على إعلان بوتين يوم الإثنين، فرضت الدول الغربية واليابان عقوبات على البنوك والأفراد الروس، لكنها أوقفت اتخاذ أشد الإجراءات حتى بدء “الغزو”.
صعّدت الولايات المتحدة الضغط يوم الأربعاء، بفرض عقوبات على الشركة الروسية التي تبني خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 ومسؤولي الشركات التابعة لها.
فيما جمدت ألمانيا يوم الثلاثاء الموافقات على خط الأنابيب، الذي تم بناؤه ولكن لم يكن قيد التشغيل، وسط مخاوف من أنه قد يسمح لموسكو باستغلال إمدادات الطاقة إلى أوروبا.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.