نورث بالس
نشرت إحدى مراكز الدراسات 6 مؤشرات على إعادة محاولات إيران إعادة تموضعها في مختلف المناطق السورية الخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، في الوقت الذي وصل فيه وفد عسكري إيراني لحلب لإجراء تجارب صاروخية.
وقال مركز “جسور” للدراسات إن هناك مؤشرات على إعادة التموضع الإيراني في سوريا، لا سيما مع اندلاع الصراع في أوكرانيا وتحقيق تقدُّم في المفاوضات النووية.
ومن هذه المؤشرات بحسب التقرير الزيارة غير المسبوقة والمُعلَنة لمدير مكتب الأمن الوطني لحكومة دمشق علي مملوك، إلى طهران في 27 شباط الماضي، ولقاؤه الرئيس الإيراني وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي، والتي تدلّ على الحاجة الملحّة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين الطرفين والاستعداد لأي تأثير محتمل للصراع في أوكرانيا على سوريا.
ومن المؤشرات الزيارة الطارئة لرئيس هيئة “الحشد الشعبي” العراقي فالح الفياض إلى دمشق ولقاؤه بشار الأسد، والتي يبدو أنّها تتعلّق بحاجة إيران لرفع مستوى التنسيق الأمني على طرفَي الحدود بين العراق وسوريا.
هذا بالإضافة إلى زيادة معدّل نشاط الخلايا الأمنيّة التابعة للميليشيات الإيرانية ضِمن مناطق سيطرة قسد وارتفاع مستوى التهديد الأمني الذي تمثّله ضدّ قواعد قوات التحالف الدولي والقوات الأمريكيّة بشكل خاص.
وقد يدلّ ذلك على مساعي إيران لإعادة توسيع حضورها شرق الفرات؛ بعدما تراجع على حساب روسيا منذ توقيع اتفاق حي طي في نيسان2021.
ولفت التقرير أيضا إلى توسيع عمليات نقل الأسلحة ومنظومات الاستطلاع والدفاع الجوي والطيران المسيَّر من العراق إلى سوريا ولبنان الشهر الفائت. فيما يبدو أنّ إيران تستغل تراجُع التنسيق بين روسيا وإسرائيل، التي لجأت إلى استخدام الصواريخ الأرضية في قصف سوريا بدل الضربات الجوية خلال الشهر الفائت.
كما أشار إلى توسيع النشاط العسكري والأمني للميليشيات الإيرانية في درعا والسويداء جنوب سوريا، لا سيما بما يخصّ عمليات تهريب المخدّرات إلى الأردن.
ومن المؤشرات تكثيف اللقاءات بين الوفود الاقتصادية والتجارية بشكل غير مسبوق منذ تدخُّل إيران في سوريا، بما في ذلك تأكيد إبراهيم رئيسي وعلي شمخاني لعلي مملوك على ضرورة تسهيل وتسريع تنفيذ مذكّرات التفاهُم المشتركة في المجال الاقتصادي.
وفي سياق متصل، وصل وفد عسكري إيراني إلى ريف محافظة حلب الخاضع لسيطرة قوات حكومة دمشق، الجمعة، قادماً من العاصمة دمشق بعد وصوله من طهران مباشرة، وذلك للإشراف على تجربة صاروخية.
وبحسب وكالة “ثقة” المحلية، فإن الوفد الذي ضمّ خبراء وفنيين يحملون الجنسية الإيرانية وصل إلى منطقة البحوث العلمية التابعة للقوات الحكومية في ريف حلب الغربي، لإجراء تجارب على أنظمة صاروخية، لم تحدد ماهيتها.
ويعد مركز البحوث العلمية في محافظة حلب الذي تتمركز فيها القوات الإيرانية والمليشيات التابعة لها، من أبرز مراكز إنتاج الأسلحة وتطويرها، وكان قد تعرض لعدة غارات إسرائيلية في وقت سابق.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.