موجة إدانات دولية إزاء قرار أردوغان بتحويل آيا صوفيا إلى مسجد
أثار قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل كاتدرائية “آيا صوفيا” في اسطنبول إلى مسجد موجة استنكار وتنديد واسعتين على الساحة المحلية في تركيا والدولية كان آخرها من الولايات المتحدة وفرنسا اللتان أعربتا عن أسفهما من هذه الخطوة, فيما حذرت منظمة يونسكو في تعقيبها على تركيا من أن لجنة التراث العالمي ستراجع موقف آيا صوفيا.
وقالت يونسكو في بيان “من المؤسف أن القرار التركي لم يكن محل نقاش ولا حتى إخطار مسبق.
وأضافت “تدعو يونسكو السلطات التركية لفتح حوار دون تأخير لتجنب العودة للوراء فيما يتعلق بالقيمة العالمية لذلك الإرث الاستثنائي والذي سيخضع الحفاظ عليه لمراجعة من لجنة التراث العالمي في جلستها المقبلة”.
وأبدت الولايات المتحدة الجمعة “خيبة أملها” من قرار أنقرة تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في اسطنبول إلى مسجد، مطالبة السلطات التركية بأن تكون زيارة هذا المعلم البيزنطي متاحة أمام الجميع على قدم المساواة.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتيغاس إن “أملنا خاب من قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا”.
وأضافت “نأخذ علماً بتعهّد الحكومة التركية السماح للجميع بزيارة آيا صوفيا، ونترقّب الاطّلاع على خططها في ما يتعلّق بالإشراف المستمرّ على آيا صوفيا لضمان بقائها مفتوحة أمام الجميع من دون أي عوائق”.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، مشيراً إلى أنّ أول صلاة جمعة فيها ستقام في 24 يوليو الجاري، وذلك بعيد إبطال أعلى محكمة إدارية في البلاد وضعها السابق الذي كانت بموجبه متحفاً.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حضّ الأسبوع الماضي أنقرة على عدم تحويل الكاتدرائية الأرثوذكسية السابقة إلى مسجد، معتبراً أنّ بقاءها متحفاً يجسّد التزام الجمهورية التركية “احترام التقاليد الدينية والتاريخ الغني” لهذا البلد.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان الجمعة أنّ بلاده “تأسف” لقرار السلطات التركية تحويل كاتدرائية آيا صوفيا السابقة في اسطنبول من متحف إلى مسجد.
وقال لودريان في بيان إنّ “فرنسا تأسف لقرار مجلس الدولة التركي تعديل وضع متحف آيا صوفيا، ولمرسوم الرئيس أردوغان بوضعه تحت سلطة مديرية الشؤون الدينية. هذان القراران يشكّكان في أحد أكثر الإجراءات رمزية لتركيا العصرية والعلمانية”.
وشدّد الوزير الفرنسي على “وجوب الحفاظ على سلامة هذه الجوهرة الدينية والمعمارية والتاريخية، رمز الحرية الدينية والتسامح والتنوّع، والمدرجة على قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي”.
ويندرج الموقف الفرنسي في سياق سلسلة ردود فعل مندّدة ومستنكرة لقرار السلطات التركية تحويل المعلم البيزنطي إلى مسجد.
وكاتدرائية آيا صوفيا تحفة معمارية شيّدها البيزنطيون عند مدخل مضيق البوسفور في القرن السادس وكانوا يتوّجون أباطرتهم فيها.
وبعد استيلاء العثمانيين على القسطنطينية في 1453 وتغييرهم اسم العاصمة السابقة للامبراطورية البيزنطية إلى اسطنبول، حوّلوا الكاتدرائية إلى مسجد في العام نفسه، وقد بقيت كذلك حتى العام 1934 حين أصبحت متحفاً بقرار أصدره مؤسّس الجمهورية التركية مصطفى كمال (أتاتورك) وذلك بهدف “إهدائها إلى الإنسانية”.
وآيا صوفيا مدرجة على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، وتعدّ واحدة من أهمّ الوجهات السياحية في اسطنبول.
المصدر: صحيفة العرب اللندنية
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.