NORTH PULSE NETWORK NPN

بعد انتهاء التأجيل… شباب درعا والقنيطرة أمام خيارين

نورث بالس

بعد إجرائهم التسويات وتأجيل بعضهم لمدة عام، تنتهي مطلع نيسان الحالي مدة تأجيل المتخلفين عن الخدمة العسكرية الإلزامية في محافظتي درعا والقنيطرة، ما يضعهم بين خيارين، إما الالتحاق بقوات حكومة دمشق، وإما أن يدخلوا خانة المطلوبين.

يواجه آلاف السوريين من المطلوبين لأداء الخدمة العسكرية، مشكلة الحواجز والدوريات الأمنية المكلفة بالبحث عنهم، لتتجاوز مخاوفهم الملاحقة الأمنية إلى خوفهم على أملاكهم أو أملاك أقاربهم، في حال لم يدفع المكلف بالخدمة الإلزامية قيمة “بدل فوات الخدمة” بعد تجاوزه سن التكليف، وهو 42 عامًا، وذلك طبقًا لقوانين وقرارات حكومة دمشق.

وشهدت محافظة درعا خلال عام 2021 هجرة الآلاف من أبنائها بعد حصولهم على جواز السفر، مثل أغلب المدن على امتداد الجغرافيا السورية، وتركزت الهجرة إلى بيلاروسيا للوصول بطرق التهريب إلى أوروبا، بالإضافة إلى الإمارات، ومصر، وليبيا، وكردستان العراق.

وسمحت حكومة دمشق للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية بتأجيل لمدة عام كامل في نيسان 2021، لكنه أصدر قرارًا بمنع السفر في 23 من أيار من العام نفسه، إلا أنه عاد في 17 من حزيران، وعمّم على “شُعَب التجنيد” في محافظتي درعا والقنيطرة، منح إذن سفر للمؤجلين عامًا كاملًا عن الخدمة العسكرية، الأمر الذي دفع الشباب للهجرة كفرصة سنحت لهم خلال هذا العام فقط.

وشهد فرع الهجرة والجوازات أزمة وطوابير على مدار العام، ما أسهم في رفد خزينة الدولة بمصادر مالية من الرسوم، وتنشيط حركة الطيران.

ولا تستطيع أغلبية الشباب الادخار لتأمين تذكرة الطيران ومصاريف الإقامة في الوجهة التي يرغبون بالوصول إليها، أو مصاريف طريق التهريب، إنما فقط يعملون من أجل تأمين مصروف معيشتهم الشهرية وإيجار مسكنهم.

ومن العوامل التي أسهمت في تشجيع الشباب بمدينة درعا على الهجرة، حالة الفوضى التي يشهدها الجنوب السوري من عمليات اغتيال، وسرقة، وسطو.

وشهدت محافظة درعا 508 عمليات اغتيال ومحاولات اغتيال قُتل فيها 329 شخصًا، بحسب “مكتب توثيق الشهداء” خلال عام 2021.

ولم تقتصر الهجرة في درعا على طريقة الحصول على جواز السفر، فقد اعتمد أيضًا المئات من المهاجرين طرق التهريب عبر لبنان، أو الشمال السوري إلى تركيا ومن بعدها إلى أوروبا، وهو طريق محفوف بالمخاطر.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.