نورث بالس
مستغلة الانشغال الروسي في حرب أوكرانيا توسع إيران نفوذها في سوريا وتعزز تواجدها ضمن مناطق جنوبي حماة، فيما تواصل حكومة دمشق وتحت غطاء قرار “الحجز الاحتياطي” معاقبة ما يسمون بـ “المعارضين” الموالين لتركيا باستملاك عقاراتهم.
ومنذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا، عمدت إيران إلى توسيع نفوذها بشكل لافت والتصعيد من نشاطها ضمن الأراضي السورية، من خلال نقل أسلحة إلى مناطق متفرقة إلى “المحمية الإيرانية” غرب الفرات وتدمر بريف حمص، وإنشاء مراكز معسكرات تدريب.
وعمدت الميليشيات الإيرانية مؤخراً إلى توسيع نفوذها بريف حماة من خلال تحويل اللواء 47 المتواجد بجبل معرين بريف حماة الجنوبي إلى قاعدة عسكرية خاصة بـ “فيلق القدس” وهي القاعدة المسؤولة عن إدارة التواجد الإيراني في محافظة حماة مع مطار حماة العسكري.
وبحسب المرصد السوري، فإن القاعدة الإيرانية في جبل معرين أصبحت تضم مركزاً لتدريب القوات الإيرانية، وقد وصل إليها مؤخرًا تعزيزات عسكرية تحوي أسلحة نوعية وعناصر، واللواء هو لواء دبابات يتبع للفرقة 11 في القوات الحكومية.
وفي 13 نيسان/أبريل، نقلت ميليشيا “لواء فاطميون” الأفغاني، شاحتنين اثنتين إلى منطقة الشبلي الآثرية الواقعة بريف دير الزور الشرقي، غرب الفرات، وقامت الميليشيا بتحميلها بصواريخ متوسطة المدى إيرانية الصنع وبذخائر وأسلحة أخرى.
وفي سياق آخر، تواصل الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة دمشق عمليات الاستيلاء على أملاك ما يسمون بـ “المعارضين” الموالين لتركيا في مناطق متفرقة من جنوب العاصمة والغوطة الشرقية.
والأجهزة المشاركة هي فرع الأمن العسكري “الفرع 277” وعمد منذ مطلع العام 2022 إلى تنفيذ حملات أمنية واسعة في مناطق متفرقة من جنوب العاصمة دمشق والغوطة الشرقية أفضت إلى الاستيلاء على أكثر من 120 عقار تعود ملكيته لأشخاص “معارضين” أو آخرين صدر بحقهم قرار الحجز على ممتلكاتهم على خلفية آرائهم السياسية ممن مازالوا متواجدين في مناطق سيطرة حكومة دمشق.
واستولت دوريات الفرع “277” على نحو 50 منزل ومحل تجاري في مناطق “السبينة وببيلا والسيدة زينب والحجر الأسود” من جنوب دمشق، وعمدت إلى إغلاق المنازل والمحال بالشمع الأحمر والكتابة عليها “محجوز لصالح الفرع 277”.
وفي مناطق جنوب العاصمة دمشق، استولت على أكثر من 70 منزل ومحل تجاري وأرض زراعية منذ مطلع العام 2022 في كل من “حزة وعين ترما وزملكا والنشابية وبيت سوا” في الغوطة الشرقية، تعود ملكية تلك العقارات لأشخاص غالبيتهم متواجدين خارج سوريا.
الجدير ذكره بأن أجهزة الأمنية سبق وأن صادرت آلاف العقارات بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها وعلى وجه الخصوص المناطق التي شهدت حراكًا ضده.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.