ملتقى عفرين الحواري الدولي.. آراء ونقاشات أكاديمية معمقة حول سبل تحريرها
نورث بالس
برعاية مجلس سوريا الديمقراطية ومنظمة حقوق الإنسان عفرين – سوريا، عقد في مخيم “برخدان” بمناطق الشهباء، شمال حلب، يوم أمس الثّلاثاء، 10 مايو/ أيار الجاري، الملتقى الحواري الدولي حول عفرين المحتلة، تحت شعار “عفرين ما بين الاحتلال التركي والمصالح الدولية.
حضر المؤتمر /115/ شخصية سياسية وثقافية واجتماعية، وأكاديميون ونشطاء حقوق الإنسان من مختلف دول العالم، إضافة إلى عدد من أعضاء المؤسسات المدنية في مناطق الشهباء وحلب ومناطق أخرى من سوريا.
شارك في الملتقى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “مظلوم عبدي” ورئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية “إلهام أحمد”، وعدد من الخبراء في مجال حقوق الإنسان وأكاديميون من الولايات المتحدة الأمريكية والعراق ومصر، منهم “نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية مختار غباشي، ومديرة بحوث السلام في المعهد الكردي للسلام في أمريكا “ميغن يودث”، ورئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان في مصر “الدكتور أمين عقيل”، والمحلل والباحث في الصراعات الدولية من أمريكا “ثورو ريدكرو”، وكذلك مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، وسفيرة السلام في اليمن رائدة الذبحاني والناشط الإعلامي والسياسي غسان إبراهيم، وعضو مؤتمر الإسلام الديمقراطي عبد الكريم صاروخان، الإدارية في مجلس المجتمع الأرمني في الحسكة آريف نرسيس قصابيان، رئيس تحرير مجلة الحوار الدكتور آزاد علي، عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية حسين عزام، بالإضافة إلى ممثلين عن الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم عفرين، ممثلين عن مؤتمر ستار، مجلس سوريا الديمقراطية، مجلس مقاطعة عفرين، مجلس مقاطعة الشهباء، اتحاد الإيزيديين، المجلس العام في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، ومؤسسات مدنية أخرى.
بعد الوقوف دقيقة صمت، شارك القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في الملتقى عبر تطبيق الزووم، أشاد في بداية حديثه بمقاومة أهالي عفرين على أرض الشهباء، معتبراً أن صمودهم وإصرارهم على تحرير عفرين شوكةٍ في عيون “الاحتلال التركي” والدول الداعمة له، وشدد على أنه لإفشال “مشاريع الاحتلال”؛ فإنهم قوات سوريا الديمقراطية سيقومون بما يقع على عاتقهم سياسياً، حقوقياً وعسكرياً.
كما نوه “عبدي” لضرورة توحيد مواقف القوى السياسية الكردية تجاه عفرين، قائلاً “الموقف الصحيح هنا هو ما يريده المهجرين في الشهباء”، مطالباً المجتمع الدولي أيضاً للقيام بما يقع على عاتقه لإفشال مشاريع التغيير الديمغرافي التي تسعى تركيا تنفيذه في عفرين، مؤكداً على ضرورة ألا تصبح على الأمم المتحدة “شريكاً في عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين”، وأن تبادر إلى وقف الانتهاكات التي ترتكبها تركيا ومرتزقتها في عفرين من بناء المستوطنات تحت “غطاء العمل الإنساني” بهدف “ترسيخ الاحتلال”.
وجدد “عبدي” إصرارهم في قوات سوريا الديمقراطية وتمسكهم بعفرين وسري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض، وعاهد على تصعيد النِّضال والكفاح لحين الوصول إلى عفرين محررة من “الاحتلال التركي” وتحرير جميع الأراضي السورية المحتلة.
وعبر تطبيق “الزووم” أيضاً، شاركت الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد في الملتقى وتحدثت عن انتهاكات وجرائم الدولة التركية على عفرين من قتل، تعذيب واغتصاب النساء وغيرها من جرائم ضد الإنسانية، وأكدت أن هذا يهدد كامل الأراضي السورية.
ونوّهت إلى أن العالم – ومع الأسف – يغض النظر عن جرائم “الاحتلال التركي”، وشددت على أنهم ضد الحملات العسكرية في كل مكانٍ من العالم، وخصت بالذكر ما يدور في أوكرانيا والتي تعتبر بداية لحرب عالمية ثالثة.
وركز الدبلوماسي الأمريكي السابق والأكاديمي في جامعة كولومبيا الأمريكية “ديفيد فيليبس” على الانتهاكات التي ترتكبها تركيا في عفرين، وخاصة ضد المكون الإيزيدي وتدمير مزاراتهم المقدسة، واعتقال الإيزيديين، وكذلك النساء، ومحاولة تركيا تغيير ديمغرافية عفرين عبر استقدام مستوطنين من مناطق مختلفة من سوريا، وتوطينهم في أماكن ومنزل المهجرين الكرد.
فيما طالب نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور المصري “محمد غباشي” بضرورة الإسراع في رفع دعاوي حقوقية دولية ضد الدولة التركية. وعدد /12/ قضية يمكن رفعها ضد تركيا، منها “القتل غير المشروع، الاعتداء على سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، السلب، النهب، الاختطاف، سرقة الآثار، تغيير هوية وديمغرافية المنطقة، استخدام القوة العسكرية ضد المدنيين، التمثيل بالجثث، الاعتداء الجنسي،…الخ”، وأكد على وجود ما يكفي من الأدلة التي تدين تركيا وكل الفصائل الموالية لها.
ودعا الناشط الإعلامي والسياسي السوري من لندن غسان إبراهيم إلى تشكيل هيئة ومنصة سياسية وحقوقية تلاحق تركيا قضائياً وحقوقياً، وتدينها في المحافل الدولية، وتعمل على فضح “الجرائم والانتهاكات” التي ترتكبها تركيا في سوريا، وخاصة في عفرين أمام مسؤولي الدول الغربية.
كذلك قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن تركيا تحاول تنفيذ أخطر مشروع استيطاني وديمغرافي في سوريا، وخاصة في عفرين، عبر توطين مليون لاجئ سوري في المناطق التي تحتلها تركيا، تمهيداً لضمها إلى تركيا.
من جانبه أدان أكاديمي فلسطيني مشاركة بعض الأطراف الفلسطينية الموالية لتركيا في عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين، وطالبها بالكف عن تلك الممارسات اللا إنسانية، وعدم الهرولة وراء جماعات الإخوان المسلمين وتركيا.
كما فند أكاديمي عراقي المزاعم التركية في إنشاء مناطق آمنة للاجئين السوريين، ودعا دول المنطقة إلى الوقوف أمام المشاريع التركية التي تسعى إلى إحياء “الميثاق الملي” في التوسع على حساب شعوب المنطقة.
كما شارك حاضرون في الملتقى في إبداء آرائهم حول عمليات التغيير الديمغرافي في عفرين، فقال رئيس حزب التغيير والعدالة “مصطفى قلعجي”، إنه لشرف كبير لنا أن يعقد هذا الملتقى داخل مخيم نازحي عفرين، وأضاف “إنهم – أي النازحين – يسمعون ما نتحدث به فهم على بعد أمتار قليلة منا، ولكن المهم بالنسبة الأفعال وليست الأقوال، وأنه حان أن نتحرك سوياً لتحرير عفرين وجميع المناطق السورية من الاحتلال التركي.
فيما اعتبر نائب رئيس مفتي سوريا سابقاً أن قضية تحرير عفرين هي قضية سورية بامتياز، ولا يمكن بأي حال من الأحوال لتركيا نزع سوريتها وضمها إلى أراضيها كما فعلت سابقاً مع كيليكيا ولواء إسكندرون في القرن الماضي.
وأكد عضو المجلس الرئاسي في مجلس سوريا الديمقراطية الدكتور “حسين عزام” أنه ومنذ تأسيس الإدارة الذاتية حضر عشرات المؤتمرات داخل سوريا وخارجها، ولكنه وجد أن هذا الملتقى هو من أقوى المؤتمرات وأنجحها، لأنه يعقد بين نازحين ينتظرون حلاً ووضع نهاية لمأساتهم، كما أنه كان مكشوفاً ناقش الحضور كل الطرق التي تؤدي إلى تحرير عفرين وغيرها من المناطق السورية من الاحتلال التركي.
فيما أشار عضو حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري المحامي “علاء الدين الخالد” إلى أن الدولة التركية تحاول إحياء الإمبراطورية العثمانية على جماجم شعوب المنطقة وتدمير تراثها الثقافي والإنساني، ومحو كل آثارها، مثلما فعلت “داعش” في الموصل وباقي المناطق التي سيطرت عليها.
وفي المحور الثاني من الملتقى، طرحت عضو مجلس المرأة في مجلس سوريا الديمقراطية “زينب قنبر”، عدة نقاط حول الانتهاكات التي ترتكبها تركيا والفصائل الموالية لها في عفرين، وسبل تحرير عفرين.
فقالت “قنبر” إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال محو وإسقاط هوية عفرين الكردية، على العكس تماماً، فهي لا تتعارض البتة مع انتمائها لسوريا، وهي تقويها وتزيدها قوة ومنعة. واعتبرت أن عفرين جرح نازف في الجسد السوري عامة والكردي خاصة، وتحريرها هو مفتاح حل الأزمة السورية واستحقاق وطني سوري بامتياز، لأنها الحجر الأولى التي ستدك بنيان الاحتلال التركي في سوريا كلها. وطالبت الحكومة السورية بإلغاء اتفاقية “أضنه” المشؤومة التي كانت وبالاً على الشعب السوري، لطالما كانت الذريعة التي تتمسك بها تركيا دائماً لاحتلال الأراضي السورية، كما حثت حكومة دمشق إلى تفعيل دورها السيادي في المحافل الدولية والإقليمية ووضع قضية تحرير عفرين على الأجندة الدولية، من خلال عضويتها في الأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية، وكذلك ممارسة الضغط على حلفائها، مثل روسيا وإيران، لحمل تركيا الرحيل عن الأراضي السورية.
واستمر الملتقى بمداخلات من الأعضاء الحضور إلى ساعات المساء الأولى.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.