سعي روسي للسيطرة على مدينة “الآزوت السوفياتية” الأولى
نورث بالس
تحاول الاستيلاء على سيفيرودونيتسك، وتوأمها الأصغر ليسيكانسك على الضفة الغربية العليا لنهر سيفرسكي دونيتس، والتي ستبسط سيطرتها الكاملة على لوغانسك، وهي أولى مقاطعات دونباس التي وضعها بوتين في صلب حملته، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.
يقول خبراء أمنيون إن المدينة، التي تحول الكثير منها إلى أنقاض بسبب أشهر من الهجمات التي بلغت ذروتها في أسبوعين من القصف المكثف، لا تمثل مكاسب استراتيجية تذكر بخلاف خطوط سكك الحديد والطرق. بيد أن لها قيمة رمزية باعتبارها المركز الإداري لجزء من لوغانسك ظل تحت السيطرة الأوكرانية عندما استولى الانفصاليون المدعومون من روسيا على باقي المنطقة في عام 2014.
وقال المحلل العسكري الأوكراني كوستيانتين ماشوفيتس: «إن الاستيلاء على سيفيرودونيتسك والوصول إلى حدود منطقة لوغانسك؛ سيكونان أكثر أهمية بالنسبة لقيادة روسيا من وجهة نظر سياسية كنصر وإنجاز لأهدافهم العسكرية والسياسية». وأضاف: «من الناحية العسكرية، بالطبع سيجعل الوضع أسوأ بالنسبة لنا، لكنه لن يكون حاسماً».
أسست سيفيرودونيتسك في عام 1934 خلال خطة جوزيف ستالين الخمسية السوفياتية الثانية لإيواء العمال من مصنع الكيماويات والأسمدة، والذي ظل حتى الوقت الحاضر مصنعاً للآزوت (النيتروجين). وخلال معظم تاريخها كانت مثالاً للبلدة الريفية السوفياتية التي تضم شوارع واسعة تصطف على جانبيها مبانٍ سكنية متساوية الارتفاع ومواقف سيارات وصفوف من الأشجار. أما أماكن الترفيه للسكان فتكاد تكون محصورة بمشارف نهر سيفيرسكي دونيتس والغابات القريبة.
وعندما استولى الانفصاليون على نحو ثلث إقليم لوغانسك، بما في ذلك عاصمة الإقليم التي تحمل الاسم نفسه، صارت سيفيردونيتسك المركز الإداري للجزء الذي تسيطر عليه أوكرانيا من الإقليم.
وصارت أيضاً مركزاً لكل من الجيش الأوكراني ومنظمات الإغاثة التي تعمل في المنطقة. وأمضى كثير من الجنود أوقات راحتهم من الخدمة العسكرية في المدينة بالتبادل مع الجنود الآخرين على الجبهة قبل أن يتسبب الغزو في امتداد الصراع إليها.
وقال سيرغي جايدي حاكم الإقليم الأسبوع الماضي إن عدد السكان بلغ ذروته عند نحو 110 آلاف نسمة قبل عقد من الآن، وإن عدد السكان الذين ما زالوا يسكنونها يقل عن 15 ألفاً. وأضاف أن القصف على مدى الأسابيع الماضية ألحق أضراراً بتسعين في المائة من المباني في سيفيردونيتسك وبكل مرافقها الحيوية. وأضاف أن 60 في المائة من مبانيها يحتاج إلى إعادة بناء.
والآن فإن طريق الدخول والإجلاء الأخير المتبقي والموصل إلى جنوب الغرب نحو بلدة باخميت ما زال مفتوحاً تحت السيطرة الأوكرانية ولو أنه امتلأ بالحفر الناجمة عن القصف بعد عدة محاولات روسية للاستيلاء عليه وعزل المدينتين التوأمين.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.