نورث بالس
أبلغت تركيا، الولايات المتحدة، تمسكها باتخاذ التدابير اللازمة ضد ما أسمته «التنظيمات الإرهابية» التي تهدد أمنها القومي، وأنها لن تبقى صامتة تجاه تصاعد الهجمات على أراضيها، انطلاقاً من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال سوريا بالفترة الأخيرة، وفق زعمها.
وأبلغ نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة السفيرة ليندا توماس غرينفيلد، بأن خطر “الهجمات الإرهابية” ازداد من هذه المنطقة ضد تركيا بشكل أكبر في الآونة الأخيرة، وأنه لا يمكن توقع أن تظل تركيا غير مبالية حيال هذه الهجمات التي تستهدف قواتها والمدنيين داخل حدود تركيا أيضاً، وحيال دفع الأجندة الانفصالية في المنطقة.
وقالت وزارة الخارجية التركية، في بيان أمس، إن أونال أكد للدبلوماسية الأميركية، خلال اتصال هاتفي بينهما الليلة قبل الماضية، أن أنقرة ستواصل اتخاذ التدابير اللازمة ضد «التنظيمات الإرهابية» التي تهدد مصالح الأمن القومي الحيوية لتركيا.
وذكر البيان أن المندوبة الأميركية عبّرت، خلال الاتصال الهاتفي، عن قلق بلادها حيال العملية العسكرية التي تستعد تركيا لتنفيذها ضد مواقع (قسد) في شمال سوريا.
ولفت أونال إلى أن بنود مذكرتي التفاهم التي توصلت إليها تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا في 17 و22 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019، (بشأن وقف عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شرق الفرات)، لم يتم الوفاء بها حتى اليوم، حسب الادعاء التركي.
والأربعاء، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن تركيا بصدد الانتقال إلى مرحلة جديدة بشأن قرارها إنشاء منطقة آمنة على عمق 30 كيلومتراً شمال سوريا.
في المقابل، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، تركيا من شن أي هجوم عسكري في شمال سوريا، مشيراً إلى أنه سيعرض المنطقة للخطر. ودعا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، أول من أمس، تركيا إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار لعام 2019. وقال بلينكن إن «القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية استغلال عدم الاستقرار… إنه أمر نعارضه… لا نريد رؤية أي شيء يعرّض للخطر، الجهود التي بذلناها لإبقاء تنظيم (داعش) في الصندوق الذي حبسناه فيه».
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إن أي توسع تركي في سوريا سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على العلاقات الأمريكية – التركية، مشدداً على أن واشنطن ستواصل دعم (قسد)، وأن البيت الأبيض لا يستبعد فرض الكونغرس عقوبات على تركيا، إذا أقدمت على أي عمل عسكري.
وأعلنت الخارجية الروسية أنه لا يمكن ضمان الأمن على الحدود السورية – التركية إلا بنشر قوات الأمن السورية. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن موسكو تأمل في أن تمتنع أنقرة عن الأعمال التي قد تؤدي إلى تدهور خطير للأوضاع في سوريا. وأشارت زاخاروفا إلى أنها تتفهم مخاوف تركيا من تهديدات أمنها القومي من المناطق الحدودية، قائلة: «نرى أنه لا يمكن ضمان الأمن على الحدود السورية – التركية إلا بنشر قوات الأمن السورية».
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.