نورث بالس
في جولة إقليمية بدأها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يصل تركيا اليوم الثلاثاء، حاملاً 3 ملفات مهمّة، بينها الملف السوري والاستعدادات التركية لعملية عسكرية هناك يمكن أن تؤدي لمواجهة كبيرة مع روسيا وقوات الحكومة السورية من جهة وقوات (قسد) والولايات المتحدة الأمريكية من جهة ثانية، إلى جانب ملفات أخرى كالحرب في أوكرانيا وتداعياتها.
وذكرت وسائل إعلام أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يصل تركيا مساء اليوم الثلاثاء، ويبدأ غداً جدول أعماله الذي يتضمن بحث قضايا إقليمية.
ونهاية الشهر الفائت تحدث وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن نظيره الروسي سيزور تركيا لبحث أن تكون ممراً للصادرات الأوكرانية كحل جديد طرحته روسيا لمنع وقوع أزمة غذاء كبيرة في العالم.
ونقلت صحيفة “العربي الجديد”، عن مصادر لم تسمها، أن زيارة لافروف تحمل ملفات هي “ملف المفاوضات الروسية الأوكرانية لوضع حد للحرب المستمرة من أكثر من 3 أشهر، ويتعلق الملف الثاني بممر المحاصيل الزراعية، أما الملف الثالث فيتعلق بسوريا”.
وسيعمل لافروف ونظيره التركي على إيجاد سبل إحياء المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، حيث سبق واحتضنت تركيا قبل نحو شهر ونيّف، جولة مفاوضات بين الطرفين إلا أنها لم تصل لنتائج.
وحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إجراء اتصال ثنائي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلا أنّ بوتين لا يزال يرفض ذلك حتى إيجاد أرضية اتفاق مشترك.
تركيا التي تحاول لعب دور الوسيط منذ أشهر بين البلدين، تحاول عدم الانحياز بهذا الملف، حيث حافظت على علاقات مستمرة، فبالوقت الذي باعت فيه طائرات مسيّرة إلى أوكرانيا، إلا أنّها لم تنجر إلى الحلف الغربي وتشارك بالعقوبات على روسيا وواصلت العلاقات معها.
وعملت تركيا مؤخراً على اقتناص الفرصة، بعد استعداد دول لأزمة غذاء بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتوقف الصادرات من البلدين.
حيث تحدثت أنقرة عن خطة جديدة لتكون ممراً آمناً لصادرات الغذاء من أوكرانيا وطرفاً مقبولاً من الجميع لأجل ذلك.
ويبحث الطرفان التركي والروسي آليات فتح ممر للمحاصيل الغذائية من البحر الأسود، يشمل الموانئ الروسية والأوكرانية، ونقل المحاصيل منها إلى بقية العالم عبر مضيق البوسفور الذي تسيطر عليه تركيا.
وأضافت المصادر، أنه ستوضع على طاولة المباحثات الضمانات المتعلّقة بعدم نقل أسلحة في السفن التي ستنقل المحاصيل وتعبر باتجاه أوكرانيا.
وسبق أن صدرت عدة تحذيرات دولية من أزمة أمن غذائي تلوح في الأفق خلال الأشهر المقبلة، مع تعذر تصدير قرابة 25 مليون طن من المواد الغذائية من أوكرانيا وروسيا.
أما الملف الثالث وهو ذو أهمية خاصة، فسيبحث الجانبان التركي والروسي، إعلان تركيا الأخير عن عملية عدوان عسكرية جديدة في سوريا بمناطق داخل العمق السوري بنحو 30 كلم، تسعى تركيا من خلالها لإقامة “منطقة آمنة”.
وتريد تركيا إقناع روسيا وإحداث التوازن للحصول على الضوء الأخضر للعملية المتوقعة بمنطقة تل رفعت ومنبج ومحيطها، ضد مناطق شمال وشرق سوريا.
ومن جانبها أعلنت اليوم الثلاثاء، قوات سوريا الديمقراطية (قسد) أنها ستنسق مع قوات الحكومة السورية لصد أي عملية عدوان وغزو تركية للشمال وحماية الأراضي السورية.
وأضاف بيان لـ(قسد)، أن القرار جاء بعد اجتماع طارئ لكبار قادتها تناول تهديدات تركيا بشن عدوان جديد على أجزاء من شمال سوريا.
وقسد المدعومة أمريكياً وجدت تحالفها مع الحكومة السورية وروسيا إحدى الحلول لإيقاف عملية عزو عسكري تركي، حيث لوّحت روسيا بأن تواجد قوات الحكومة السورية بالمنطقة التي تهددها تركيا هو الحل الوحيد لمنع العملية العسكرية الجديدة، وتواجه تركيا بذلك اعتراضاً دولياً وإقليمياً على العملية، فيما يصرّ عليها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.