نورث بالس
أكد مواطن من منطقة عفرين خرج منها منذ عدة أشهر هرباً من انتهاكات وممارسات القوات التركية والفصائل الموالية لها “أن لا بقعة أمنة في الأراضي التركية المحتلّة، وادعاءات تركيا بالأمن والاستقرار عارية عن الصحة”، مشيراً أن تركيا “تسعى لتقسيم الأراضي السورية”.
“محمد الخميسي” مواطن من المكون العربي من سكان حي الأشرفية بمدينة عفرين، عاش في ظل سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على عفرين على مدار 4 سنوات متواصلة، قال إنهم “كمكون عربي من سكان المنطقة عانوا وواجهوا الكثير من الانتهاكات والجرائم بحقهم من ابتزاز، اختطاف، وقتل وكل ما يمس كرامة الإنسان”.
وذكر أنه اختطف 3 مرات دون أسباب تذكر أو ذنبٍ اقترفه، لافتاً أنه اضطر إلى دفع 12 ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه، منوهاً أن أخوته المتواجدين معه في الحي ذاته أيضاً لقوا نفس المصير. وأكد أنه شاهد بأم عينه ارتكاب تركيا وفصائلها المسلحة للجرائم بحق طبيعة وممتلكات أهالي عفرين وعلى رأسها قطع أشجار الزيتون المعمرة من جذورها والمتاجرة بها.
واستطرد “الخميسي” بالقول أنه “بعد عمليات الابتزاز وطلب الفدية من الأهالي وفرض السيطرة على الممتلكات الزراعية، بدأ الاحتلال التركي بفرض سيطرته على ممتلكات الأهالي من منازل، مواشي وأبقار”، موضحاً أن “السجون التركية في المنطقة لا ترحم والانتهاكات التي يتعرض لها السجناء لا يقبلها القانون والضمير الإنساني”.
وأسهب “محمد الخميسي” في شرح معاناة المدنيين بعد سيطرة القوات التركية والفصائل التابعة لها على منطقة عفرين، وقال: “لم نخرج من عفرين بعد الاحتلال مباشرة، لقد خُدِعنا بالاحتلال التركي، لأنهم ادعوا في البداية بأنهم لن يعتدوا على المدنيين، إلا أننا تعرضنا لجميع أنواع الظلم والانتهاكات وكذلك كل مدني في عفرين تعرض للجرائم والتجاوزات، سعياً منهم لإخراج السكان الأصليين وتوطين الفصائل المسلحة وعوائلهم بدلاً منهم”.
وعبر “الخميسي” عن سخطه وغضبه من الفصائل المسلحة التي تطيع رغبات الدولة التركية الساعية لتدمير سوريا، قائلاً: “يا حيف بما حل بالسوريين من بعد الأزمة السورية وخاصة بعد احتلال تركيا لقسم من أراضيها، حيث أن الفصائل المسلحة باتت عبيدة اليوم للمحتل التركي ويخدمون راحة الجنود الأتراك”.
ولفت “محمد الخميسي” إلى أنه “على الشعب السوري ألا يقبل بالوجود التركي والذل الذي يفرضه على الشعب، وأكد أنهم كانوا يعيشون حال أمان وسلام قبل احتلال تركيا لأرضهم، وأنهم كانوا شعباً واحداً لا تفرقة بينهم من كرد، عرب، مسيحيين، إيزيديين، وتركمان…إلخ”.
أشار “الخميسي” إلى أنه انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة اختطاف وقتل المدنيين والمتاجرة بأعضائهم الجسدية، وهذا ما ساد بعد قطع الدولة التركية التمويل عن الفصائل المسلحة، ولم يعد هناك ما يسرقونه من أموال وممتلكات الأهالي في المنطقة، مؤكداً أن هذه الأسباب كانت وراء انتشار الفوضى والتوتر الأمني في عفرين.
وفي ختام حديثه، أعاد “محمد الخميسي” التذكير بأن “الاحتلال التركي يتعامل مع المعتقلين في سجونه بأساليب أدنى من تعامل الحيوانات”، لافتاً أن آثار التعذيب الذي مارسوه عليه لا تزال واضحة المعالم على جسده، مشيراً أن ما يدعيه أردوغان من إنشائه “منطقة آمنة” لا تعد أكثر من دجل وكذب مفضوح، وفق قوله.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.