مايكل روبين يكتب: أردوغان يستجيب للعصا وليس الجزرة
نورث بالس
كتب مايكل روبين باحث مقيم في معهد أمريكان إنتربرايز بواشنطن العاصمة في مقالة جديدة نشرت في موقع “ekathimerini” عن سياسات تركيا الأخيرة ومواقف الدول العالمية منها، واستهلها بالقول :”بلغ الإحباط الدولي من تركيا ذروته”.
ووصف روبين الممر التركي في شمال سوريا بأنها تحولت إل “ممر رعب من التطهير العرقي” وقال :” تواصل تركيا احتلالها لثلث قبرص، واستأنفت التطهير العرقي هناك. إن وجود رئيس دمية جديد أكثر تشددًا لن يؤدي إلا إلى تشديد الاستعمار التركي في السنوات القادمة. تحول “ممر السلام” التركي في شمال سوريا إلى رعب من التطهير العرقي والخطف والاغتصاب حيث يتجول قدامى مقاتلي تنظيم داعش إلى جانب الجنود الأتراك.
وحول تدخلات تركيا في النزاع في قره باغ أكد روبين أنها :”يشير إلى أن دافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو المزيد من العداء الديني”.
وأكد أنه “لن تفعل المساعي الدبلوماسية الكثير لتغيير رأي أردوغان”. وعن كيفية ردع أردوغان يقول :”وعندما يواجهه القادة الأمريكيون والأوروبيون بالكلمات، فإنه يبدي نقصًا في الجدية ويواصل عدوانه. فقط عندما يفرض الزعماء الأمريكيون أو الأوروبيون عقوبات يستمع”.
واستشهد على صحة رأيه بقضية أندرو برونسون، القس الأمريكي الذي اعتقله أردوغان بتهم كاذبة من أجل مقايضة تنازلات سياسية. وقال :”وبدلاً من ذلك، فرض الرئيس دونالد ترامب رسوماً جمركية على الصلب والألمنيوم التركي وفرض عقوبات على كبار المسؤولين الأتراك. تسببت هذه الخطوة في انخفاض حاد في الليرة التركية، وعكس أردوغان مساره. ببساطة، العقوبات تفعل فعلها”.
ويتساءل روبين في مقاله حول جدية أوربا في معاقبة تركيا :”يصبح السؤال بعد ذلك ما إذا كانت أوروبا ستمتلك الإرادة لفرض عقوبات على تركيا. يبدو أنه لا يزال هناك القليل من الإرادة. ورد أن ما لا يقل عن خمس دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي رفضت اقتراح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في وقت سابق من هذا الشهر بشأن حظر توريد الأسلحة إلى تركيا. هذا أمر مؤسف بالنظر إلى كيف أن الأسلحة التركية تغذي الآن عدم الاستقرار بين جميع جيرانها باستثناء بلغاريا وكيف باعت تركيا الأسلحة إلى بيلاروسيا حيث تم استخدامها لقمع المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية”.
فيما انتقد روبين تصرفات بعض القادة الأوروبيين وتفضيلهم “للمصالح التجارية فوق حقوق الإنسان وصنع السلام” وقال بأنها “ليس بالأمر الجديد”. واستشهد بذلك في :”سقطة وزير الخارجية الألماني الراحل كلاوس كينكل في “الحوار النقدي” مع إيران. قد تكون تركيا خصمًا أكثر خطورة لأوروبا بسبب قربها وتقلب أردوغان”.
وأكد أنه مع ذلك، لا يزال بإمكان القادة الأوروبيين الضغط على تركيا دون الإضرار بمصالحهم التجارية. وقال :”تمتلك الحكومة التركية حصة 49٪ من الخطوط الجوية التركية، الناقل الرئيسي للبلاد. بالإضافة إلى ذلك، يمتلك أصدقاء أردوغان العديد من الأسهم الخاصة. استثمر أردوغان بشكل كبير في شركة الطيران حيث يسعى لتحويل اسطنبول إلى مركز سفر لمنافسة دبي أو الدوحة. ولهذه الغاية استثمر ما يقرب من 10 مليارات يورو في مطار اسطنبول الجديد. في عام 2019 حققت عائدات السياحة في تركيا 29 مليار يورو”.
وعن الإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها لردع أردوغان إذا رغب القادة الأوروبيون:” فقد يحظرون حقوق هبوط الطائرات التركية في المطارات الأوروبية. سيكون هذا بمثابة ضربة رمزية للمكانة التي تسعى إليها تركيا من خلال خطوط الطيران الخاصة بها، كما أنه يقوض استثمار تركيا في مطار إسطنبول الجديد من خلال تقليص فائدته كمطار عبور. في حين أن أردوغان قد يهدد بشأن الحظر المتبادل لشركات الطيران الأوروبية إلى تركيا، لكن من المرجح أن يفكر مرتين بذلك نظراً إلى احتمال انهيار السياحة في تركيا، لذا لن تعاني أي شركة أوروبية”.
وأردف :”قد تنطبق نفس الاستراتيجية على قبرص التي تحتلها تركيا. يجب على السياح الأوروبيين الذين ينظرون إلى قبرص المحتلة كوجهة سياحية أن يدركوا أنهم يدعمون التطهير العرقي. على هذا النحو ، قد يعاقب الاتحاد الأوروبي أيضًا أي شركة طيران أو شركة مستأجرة تنقل السياح إلى هناك ويجبر شركات النقل ذات الميزانية المحدودة على اتخاذ قرار: خدمة أوروبا، أو خدمة الاحتلال التركي، ولكن ليس كليهما. مرة أخرى، ستكون التكلفة التي سيتحملها رجال الأعمال الأوروبيون ضئيلة”.
ونوه أنه قد تتخذ أوروبا خطوات أخرى: فمن الواضح أن تركيا تخلت عن تطلعاتها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي منذ فترة طويلة. وبدلاً من ذلك، فإنها تسعى إلى تعزيز العلاقات من خلال اتحادها الجمركي الحالي. في الواقع تريد تركيا ترتيبًا مثل النرويج تكون فيه عضوًا من خارج الاتحاد الأوروبي وتشكل جزءًا من المنطقة الاقتصادية الأوروبية ومنطقة شنغن.
وأشار بأن وضع الاتحاد الأوروبي بشكل مشروط اتحاداً جمركياً محدثاً على الطاولة في محاولة لتشجيع تركيا ونزع فتيل أزمة شرق البحر المتوسط. يجب سحب هذا العرض على الفور. قدمت بروكسل أجندة إيجابية، لكن أنقرة رفضتها. مرة أخرى يظهر التاريخ أن أردوغان يستجيب للعصا وليس الجزرة. في الواقع لقد حان الوقت لإجراء مداولات عامة حول إلغاء الاتحاد الجمركي الحالي في تركيا.
وأكد روبين أنه قد يكره القادة الأوروبيون العقوبات، “لكنها في بعض الأحيان أداة ضرورية لتعزيز السلام وتجنب إراقة الدماء”.
وقال روبين أنه :”لن يكون هناك سلام واستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط وعلى طول حدود تركيا حتى يتخلص الأوروبيون من هذه الفكرة. ببساطة أردوغان هو السلطان الذي لا يرتدي ملابس، لقد حان الوقت لتذكره الحكومات الأوروبية بمدى كونه عارياً ووحيداً حقاً”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.