قمة “الناتو”… أجندة مثقلة بـ”حزمة” من الملفات الحاسمة
نورث بالس
تنطلق، اليوم الثلاثاء، في العاصمة الإسبانية، قمة حلف شمال الأطلسي “الناتو” على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة واسعة في الاجتماعات التي تأتي وسط أكبر أزمة تواجهها أوروبا من عقود.
وتتناول القمة العديد من الملفات يأتي على رأسها “دعم أوكرانيا وحزم المساعدات الجديدة”، و”سبل تصدير الحبوب من أوكرانيا وفتح الطرق البحرية”، و”إنهاء أزمة انضمام فنلندا والسويد للناتو”، و”الإرهاب في أفريقيا”، و”رفع القوات القتالية في أوروبا الشرقية”، إضافة إلى تسمية روسيا باعتبارها التهديد الأكثر أهمية والمباشرة لأمن الحلف.
وتحظى القمة بمشاركة واسعة من زعماء الحلف وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، إضافة إلى مشاركة رئيس وزراء اليابان، فوميو كيشيدا، في سابقة لرئيس حكومة ياباني وكذلك الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول، في خطوة غير مسبوقة أيضا.
وتأتي القمة التي يستضيفها مركز مؤتمرات مدريد “IFEMA” بالتزامن مع احتفالات إسبانيا بالذكرى الأربعين لانضمامها إلى التحالف العسكري.
وشهدت البلاد على مدار اليومين الماضيين احتجاجات مناهضة لقمة الناتو وسط رفض لعمليات الإنفاق على التسليح، فيما استعدت الحكومة بأكثر من 10 آلاف شرطي لحماية مقر انعقاد القمة الذي تحول إلى قلعة محصنة تغلفها حالة طوارئ.
قمة تاريخية
والأسبوع الماضي، قال الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرج، إن قمة مدريد ستكون تاريخية.
وأضاف ستولتنبرج، في مقابلة مع صحيفة بايس، أن “قمة مدريد حاسمة بالنسبة لحلف الناتو. ستكون قمة تاريخية لأسباب عديدة. ستكون تاريخية، أولا، لأن اجتماع 30 من الحلفاء سيعقد في خضم أكبر أزمة أمنية في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.. ثانيا، ستكون تاريخية لأننا سنتخذ العديد من القرارات المهمة.. سنتفق على أكبر تحول في دفاعنا الجماعي منذ نهاية الحرب الباردة”.
بالإضافة إلى مناقشة الوضع المتأزم في أوكرانيا، تخطط القمة للتطرق إلى موضوع الإرهاب وعدم الاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
وتابع: “سنعزز جهود التعاون مع دول الجنوب ونتفق على حزمة مساعدات جديدة لموريتانيا للمساعدة في محاربة الإرهاب والسيطرة على حدودها وتعزيز دفاعها وأمنها”.
قمة ثلاثية
وعلى هامش قمة الناتو، يلتقي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، نظيره الفنلندي ورئيسة الوزراء السويدية في مدريد الثلاثاء لمناقشة طلبي ترشح ستوكهولم وهلسنكي إلى عضوية حلف شمال الأطلسي، واللذين رفضتهما أنقرة.
ومن المقرر أن يعقد هذا الاجتماع الأول مع الرئيس الفنلندي، سولي نينيستو، ورئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسن، في بداية قمة الناتو في العاصمة الإسبانية بحضور الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج.
وكانت رئيسة الوزراء السويدية تحدثت هاتفيا، السبت، مع أردوغان لكن تلك المكالمة لم تفض إلى نتائج حول مسألة الانضمام إلى الناتو، وفق أنقرة.
وأعلنت تركيا اعتراضا غير متوقع على طلبَي السويد وفنلندا لعضوية الناتو منتصف مايو/أيار.
وأعلنت رئيسة الوزراء السويدية أنّ ستوكهولم تأمل في أن تقنع الإجراءات التي اتخذتها ضدّ حزب العمال الكردستاني، الرئيس التركي برفع الفيتو عن انضمامها الى حلف شمال الأطلسي وذلك خلال قمة الحلف الأربعاء والخميس في مدريد.
وأضافت “اعتبارا من أول يوليو/تموز، سيكون لدينا أيضا تشريعات أقوى فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، لذلك لا توجد شكوك هنا إزاء مدى القوة التي تتعامل بها السويد مع الإرهاب وإننا على استعداد للمساهمة في مكافحة الإرهاب “.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.