نورث بالس
تحت عنوان “عفرين تحت الاحتلال (208)” نشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريراً مفصلاً عن ما أحدثه وأقدمت عليه القوات التركية والفصائل الموالية لها في إحدى قرى عفرين من انتهاكات.
ونص التقرير الذي نشره المرصد كالآتي:
“قرية “كوكان”- تغيير ديموغرافي، الإفراج عن مخفيين قسراً منذ أربعة أعوام، فوضى في صفوف “صقور الشمال”.
بعد أن صرّح وزير خارجية تركيا أن بلاده على استعداد كامل لدعم النظام السوري في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية دبّ الارتباك والقلق في صفوف ميليشيات “الجيش الوطني السوري” وأوساط غطائها السياسي (الحكومة المؤقتة والائتلاف السوري- الإخواني)، بينما هي مستمرّة في منهجية العداء للكُـرد في سوريا والتي رسمتها حكومة العدالة والتنمية، وتتجلى في انتهاكات وجرائم مختلفة، فيما يلي بعضها:
= قرية “كوكان- Kokan“:
تنقسم إلى جزئين (فوقاني و تحتاني)، تتبع ناحية مابتا/معبطلي وتبعد عن مركزها بـ/7/كم، مؤلفة من حوالي /150/ منزلاً، وكان فيها حوالي /1000/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، بقي منهم بعد الاحتلال حوالي /75 عائلة= 300 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /90 عائلة = 500 نسمة/ من المستقدمين فيها.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة الحمزات” التي تتخذ من منزل “سيف الدين عبدو” مقرّاً عسكرياً ومن منزل “جهاد جمو” مضافة ومكاناً للاجتماعات.
بُعيد اجتياح القرية، سرقت محتويات معظم المنازل، من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وكامل ما تبقى في /75/ منزلاً مستولى عليها، ومحتويات المدرسة الابتدائية، ومحتويات محلّ بقالية لـ”عارف حسين” في مفرق القرية والاستيلاء عليه، ومحتويات محل بقالية لـ”شيركو محمد”، ومعظم عدادات مياه الشرب، ومحوّلَتي وكوابل شبكة الكهرباء العامة، وتجهيزات محطة ضخ مياه كوكان المغذية لسبع قرى (مجموعة توليد كهربائية كبيرة، /2/ مضخة، أنابيب ولوحات وغيرها)، وآلات معصرة الزيتون لـ”المرحوم جميل مصطفى” والتي استعيدت بعد دفع إتاوة مالية كبيرة، وغطاسات وبواري خمسة آبار ارتوازية، ومجموعة توليد كهربائية كبيرة و/4/ مكابس وتجهيزات معمل بلوك لـ”محمد حسين”، وسيارة شاحنة مقطورة مع حمل /10/ طن حديد بيتون و /500/ كيس إسمنت لـ”فراس محمد”.
ومن القرية وفي مدينة عفرين، سُرقت سيارة وجرار زراعي لـ”عائلة المختار”، سيارة وتريلا جرار لـ”عارف حسين”، جرار لـ”المرحوم جميل مصطفى”، تكسي وجرار لـ”محمد حسين”، تكسي وجرار لـ”عائلة بركات”، سيارة بك آب لـ”فراس محمد”.
واستولت “الحمزات” على محل وعقار لـ”محمد يوسف” في مفرق القرية وحوّلته إلى محطة محروقات، وعلى أملاك للمُهجَّرين قسراً، منها /ألف شجرة زيتون وكروم للعنب وأشجار للوز والرمّان/ لـ”بهجت بركات وإخوته” و /200 شجرة زيتون/ لـ”محمد جمال إبراهيم” و /100 شجرة زيتون/ لـ”عبد الرحيم إبراهيم”؛ وفرضت أتاوى مختلفة على انتاج مواسم الزيتون لأملاك الغائبين والمتواجدين، بالإضافة إلى سرقات تطال محاصيل مختلف المواسم الزراعية منها /50/ صفيحة زيت (16كغ صافي) لـ”عزيز جمال” في شهر تشرين الثاني 2018م، إلى جانب الرعي الجائر لقطعان المواشي بين الحقول والأراضي الزراعية والتي تُلحق أضرار بالغة بها دون أن يتمكن أحد من الأهالي على منعه أو الشكوى ضد أحد، ففي صيف 2020م تقدّم عدد منهم بشكاوى ضد الرعاة فتعرّضوا للضرب والإهانات.
في صيف 2019م، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، قامت “الحمزات” بحفر وتخريب مزار “الشهيد شيخ جمال الدين”- الإسلامي ومقبرته العائدة لمتوفي قرى “كوكان، عين حجر، أومو” والواقعة على الطريق الترابي (3 كم) بين قريتي “كوكان و جوقيه”، وفي محيط المزار، فتسببت بقلع أشجار زيتون أيضاً؛ بينما قامت ميليشيات “فرقة السلطان مراد” بتجريف وحفر “تل زرافكه” الواقع ضمن أملاك القرية، والتي قامت أيضاً في صيف 2018م بقلع سكة الحديد لقطار الشرق السريع بدءاً من جوار قرية “عين حجر شرقي” ولغاية جسر “حسن ميشكيه”- كتخ (بطول≅ 3كم)، ونقلت المسروقات بالآليات ليلاً، بعد ضبط الطرقات.
هذا، وتعرّض المتبقون في القرية لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، فقد اعتقل العشرات منهم، بينهم نساء ومسنّون، لمدد مختلفة مع فرض غرامات مالية، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال الشاب “إبراهيم إسماعيل بن تاج الدين/22/ عاماً” المعتقل في 17/3/2021 من قبل الاستخبارات التركية مجهول المصير، يُرجّح نقله إلى تركيا، وبسبب الخوف من الاعتقال والاعتداءات اضطّر والداه للهجرة القسرية والهرب إلى حلب، حيث استولت “الحمزات” على منزلهم بما فيه من محتويات.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– بتاريخ 16/7/2022م، المواطنة “أسوم جعفر /60/ عاماً” زوجة “عبد الرحمن حج حسين” من أهالي قرية “مست عشورا”- مابتا/معبطلي، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ 23/7/2022م، المواطنين “محمد رياض خليل، عبدو درويش” من أهالي قرية “آغجله”- جنديرس والمقيمان في حي الأشرفية بمدينة عفرين، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
= قصف ريف حلب الشمالي:
نتيجة القصف التركي، مساء الثلاثاء 26/7/2022م، على ريف حلب الشمالي الواقع تحت سيطرة الجيش السوري والمكتظ بمُهجّري عفرين، أصيب /6/ نساء وأطفال منهم بجروح متفاوتة، أثناء تواجدهم بين الأراضي الزراعية في محيط مدينة تل رفعت.
= الافراج عن معتقليّن مخفيين قسراً:
أفرجت سلطات الاحتلال من سجن “ماراته”- عفرين مؤخراً عن شابين كرديين قضيا أكثر من أربعة أعوام وربع في سجونها، معظمها مخفيين قسراً في سجن بلدة الراعي السيء الصيت تحت التعذيب وظروف قاسية، وهما:
– “حسين خليل إبراهيم /24/ عاماً” من أهالي قرية “نازا”- شرّا/شرّان.
– “شرفان حسن قدو /27/ عاماً” من أهالي قرية “ترنده”- عفرين.
= فوضى وفلتان:
بعد مقتل المدعو “حسن الجمعة الملقب بالفردوني” أحد متزعمي ميليشيات “لواء صقور الشمال” في قرية “كمروك”- مابتا/معبطلي، ليلة الجمعة 15/7/2022م، دبّ الفوضى بين صفوفها، حيث باشرت ما تسمى باستخبارات “لواء سمرقند” الذي يتزعمه المدعو “حسن خيريه” بالتحقيقات واعتقال بعض عناصرها المتنفذين في القرية بينما لاذ المدعو “أحمد غويان – أبو عبدو” مسؤول القرية بالفرار، حيث رحلت أسرهم من القرية برفقة سيارات شحن مملوءة بالأغراض والبضائع المسروقة أو المشترى بالأموال المنهوبة؛ وذلك على خلفية منازعات وتصفيات داخلية.
= انتهاكات أخرى:
– تعرّضت معظم كروم العنب العائدة لأهالي قرية “قرتقلاق” – شرّا/شرّان للسرقة من قبل مسلّحين ومستقدمين تم توطينهم فيها، ومن ثم الرعي الجائر لقطعان المواشي.
– خلافاً للوعود التي أطلقتها ما تسمى بـ”لجنة رد الحقوق المشتركة في عفرين” والمدعو “ثائر معروف” متزعم “لواء سمرقند”، في الاجتماعين اللذين عُقدا في 18-19/7/2022م مع بعض المشتكين من أهالي ست قرى “حج حسنا فوقاني، حج حسنا تحتاني، رمضانا، روؤتا، تترا، كفر صفرة” بالنظر في مطالبهم وإعادة حقوقهم، استمرّ متزعمي الميليشيات في تلك القرى- بعلم “معروف”- في ضغوطهم وتهديداتهم للمشتكين لأجل إرغامهم على سحب شكاويهم والتنازل عن حقوقهم. يُذكر أن المدعو “عبد الهادي فتح الله – أبو مهند” الذي استدعى عناصره في الاجتماع الأول واعتدى على بعض المشتكين هو مسؤول “اقتصادية سمرقند” في بلدة كفرصفرة وليس مسؤولها الأمني كما ورد في تقريرنا السابق /207/ والصورة المنشورة المنسوبة له هي لنجله “مهند عبد الهادي فتح الله”- المسؤول العسكري لـ”سمرقند” في البلدة.
إنّ إدانة تلك الموبقات ومحاربتها من المهام الإنسانية والوطنية الأولى للغيورين على مصلحة سوريا ومستقبلها، وفي نزع فتيل الفتنة بين مكوناتها.”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.