عودة اللاجئين إلى مناطق حكومة دمشق محفوفة بالمخاطر والتهم الجاهزة
نورث بالس
على الرغم من الإعلانات المتكررة من قبل مسؤولي حكومة دمشق ووسائل إعلامها التي تدعو اللاجئين السوريين إلى العودة إلى بلادهم، خصوصاً في دول الجوار، فإنّ ثمّة معلومات تفيد بتعرّض عائدين للاعتقال والابتزاز ومختلف أنواع الانتهاكات، بما في ذلك القتل.
وجرى اعتقال شابَين من بلدة مضايا في ريف دمشق حاولا قبل أيام العودة إلى سوريا عبر معبر كسب الحدودي مع تركيا بعد التنسيق مع لجان المصالحة التابعة لحكومة دمشق، لكنّهما اعتقلا من قبل أجهزته الأمنية.
والشابَين يُدعيان أدهم سيف الدين وأدهم حسين جديد كانا يقيمان في ريف حلب الخاضع لسيطرة تركيا والفصائل الموالية لها، وضحص ثالث يُدعى حسن عكاشة دخل من تركيا عبر معبر جرابلس وانتقل إلى إدلب، ليُعتقل في مدينة حلب على الرغم من أنّه هو الآخر نسّق عودته مع لجان المصالحة التابعة لحكومة دمشق.
ويرى مراقبون، أن تهم حكومة دمشق جاهزة توجّه إلى كلّ من يدخل مناطق سيطرتها من تركيا أو مناطق أخرى ، ومعظم تلك التهم تتعلق بالخدمة العسكرية وتهم ملفّقة أخرى.
ولفتوا، إنه وفي حال نجح العائد بالوصول إلى منطقته، يُبلّغ بوجوب إتمام إجراءات المصالحة، لكنّ دورية تقصده في منزله وتعتقله بعد يوم أو يومَين.
وكانت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية”، ذكرت في يونيو 2021، أنّ أكثر من 15 لاجئاً فلسطينياً اعتقلوا بعد عودتهم من أوروبا أو دول الجوار إلى سورية، من بينهم 13 شخصاً بعد عودتهم من لبنان، ولاجئ واحد بعد عودته من السويد وآخر من هولندا.
أمّا منظمة “هيومن رايتس ووتش” فأفادت في تقرير أصدرته في أكتوبر/ تشرين الأول 2021 بأنّ اللاجئين السوريين العائدين إلى سورية من لبنان والأردن بين عامَي 2017 و2021 واجهوا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واضطهاداً على يد حكومة دمشق والمليشيات التابعة لها.
وشدّدت المنظمة على أنّ سوريا غير آمنة للعودة، إذ أشارت إلى أنّه من بين 65 من العائدين أو أفراد عائلاتهم الذين قابلهم ناشطون في المنظمة، وُثّقت 21 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي، و13 حالة تعذيب، وثلاث حالات اختطاف، وخمس حالات قتل خارج نطاق القضاء، و17 حالة إخفاء قسري، وحالة عنف جنسي واحدة.
ويتزامن ذلك مع جهود من قبل دول، خصوصاً في الجوار السوري، لإعادة اللاجئين الموجودين على أراضيها إلى سوريا. وقد حمل وزير المهجرين اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين إلى دمشق قبل أيام قليلة خطة لإعادة اللاجئين السوريين، بحثها مع وزيرَي الداخلية لدى حكومة دمشق محمد خالد الرحمون والإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف.
وقد صرّح مخلوف بعد الاجتماع مع الوفد اللبناني بأنّ “الأبواب مفتوحة لعودة السوريين والدولة جاهزة لتقديم كلّ ما يحتاجون إليه، بدءاً من النقل والطبابة والتعليم، ومستعدة لتقديم مراكز إيواء لمن لم يتمّ إعمار بيوتهم”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.