التقارب مع روسيا يضع تركيا في مرمى العقوبات الاقتصادية الأميركية
نورث بالس
في الشأن التركي، قالت صحيفة العرب: “يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى استثمار الحرب الأوكرانية لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية على حساب شركائه الغربيين في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، إلا أن مساعيه تحمل مخاطرة قد تزيد من تعقيد وضع بلاده بدل خدمته.
وعززت المصالح التوافق والمزيد من التقارب بين تركيا وروسيا بشأن أزمتي سوريا وأوكرانيا، وهو ما ينظر إليه الغرب بريبة ويستعد للتعامل معه إذا ما قرر أردوغان المضي قدما في “خذلان” الشركاء في حلف الناتو.
وأكدت جمعية الصناعة والأعمال التركية، أكبر اتحاد لشركات الأعمال في تركيا، أنها تلقت خطابا من وزارة الخزانة الأميركية تحذرها فيه من احتمال فرض عقوبات إذا واصلت التعامل مع روسيا، بعد أسابيع على الإعلان عن اتفاق روسي – تركي لتعزيز التعاون حول الطاقة.
ويتزايد قلق واشنطن من استخدام الحكومة والشركات الروسية تركيا للالتفاف على القيود المالية والتجارية الغربية المفروضة، ردا على غزو الكرملين لأوكرانيا قبل ستة أشهر. واتفق أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على تعزيز التعاون الاقتصادي بين بلديهما، وذلك خلال قمة في منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في وقت سابق هذا الشهر.
وتظهر بيانات رسمية أن قيمة الصادرات التركية إلى روسيا بين مايو ويوليو ارتفعت بنحو 50 في المئة عن أرقام العام الماضي. وترتفع واردات تركيا من الزيت الروسي واتفق الجانبان على الانتقال إلى الدفع بالروبل لتسديد ثمن الغاز الطبيعي الذي تصدره شركة غازبروم العملاقة.
وتتضمن اتفاقية التعاون الاقتصادي التي أبرمها أردوغان وبوتين اتفاقا على زيادة عدد البنوك التركية التي ستبدأ التعامل بنظام المدفوعات الروسي “مير”. ويمكن أن يسهم التعاون الأوسع مع روسيا في دعم الاقتصاد التركي المتعثر في الفترة التي تسبق الانتخابات العامة المقررة العام القادم.
وقال المحلل المالي تيموثي آش إن من المرجح أن تعقد الشركات “الأصغر ذات التركيز المحلي” صفقات مع كيانات روسية خاضعة للعقوبات فتحت المجال أمام التجارة الثنائية. وأضاف “يقلقني مع ذلك أن الرسالة من القادة الأتراك توحي بأنه لا بأس من عقد المزيد من الصفقات التجارية مع روسيا، ومن المهم محاولة استغلال الفرص لموازنة التكاليف المترتبة على العقوبات، بل حتى تحقيق الازدهار من خلالها”.
وسبق لأردوغان أن عقد صفقة لشراء بطاريات صواريخ أس – 400 الروسية، في مخالفة فاضحة للوائح حلف شمال الأطلسي، ما يضع أمنه في خطر. ودأب الرئيس التركي على الاستثمار في الأزمات الدولية الإقليمية لابتزاز حلفائه وانتزاع تنازلات.
ويرى محللون أن تركيا في عهد أردوغان أصبحت تمثل خطرا على تماسك حلف شمال الأطلسي، ووجب التعامل مع ذلك بحزم، بدءا بفرض عقوبات وصولا إلى طردها من عضوية الناتو في نهاية المطاف”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.