NORTH PULSE NETWORK NPN

جانب آخر مظلم في كل موسم زيتون يعيشه مهجرو عفرين

نورث بالس

يشاهدون أرضهم المكللة بالآلاف من أشجار الزيتون الغنية ولا يستطيعون الذهاب إليها وجنيها، هذا هو الجانب الآخر من معاناة مهجري عفرين في كل موسم زيتون بعد السيطرة التركية على أراضيهم وممتلكاتهم.

سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها في آذار/مارس 2018 على مقاطعة عفرين، لتصبح ناحية شيراوا التي تحدها من الجنوب قلعة سمعان ومن الشمال مركز مقاطعة عفرين وغربها ناحية جندريسه وشرقها مدينة حلب مقسمة إلى قسمين، قسم تسطير عليه تركيا وآخر يقطنه أهالي الناحية ومهجري عفرين من النواحي والقرى الأخرى.

ويواجه الأهالي المتواجدين في قرى ناحية شيراوا المتاخمة لقرى عفرين الكثير من الصعوبات والمعاناة اليومية، من قصف يومي ووقوع مئات القذائف، والاستهداف المباشر بالرصاص الحي وبالأسلحة الثقيلة، بالإضافة لحصارٍ خانق يتعرضون له من قبل القوات الحكومية في نبل والزهراء.

ومع قدوم كل موسم زيتون تزداد معاناة هذه القرى التي يقطنها المئات من أهالي الناحية ومهجري عفرين، أصحاب الأراضي لا يستطيعون من جني محصولهم والاستفادة منها آثر استهدافهم من قبل الدولة التركية والفصائل الموالية لها بالقذائف والرصاص الحي، ويمر كل عام من هذا الموسم بمشاهدة أصحاب الأراضي ضياع خيرات أرضهم من بعيد.

وفي هذا السياق قال محمد صبري من أهالي قرية صوغانكة في ناحية شيراوا بعفرين، أنه بعد سيطرة الدولة التركية والفصائل الموالية لها باتت قريتهم نقطة فاصل بين أراضي عفرين التي تسيطر عليها تركيا وقرى ناحية شيراوا الخالية من القوات التركية، وهذا ما جعلهم في وجه المدافع والقصف على مدار اليوم منذ سنوات.

وذكر صبري أن عمر وتاريخ قريتهم يتجاوز ثلاثة آلاف عام، ومنذ سنوات طويلة يعتمد غالبية سكانها وأهالي ناحية شيراوا عموماً على مردود موسم الزيتون وخيراته إلى جانب تربية البعض للأغنام والأبقار لتأمين لقمة العيش، إلا أنه بعد السيطرة التركية على عفرين وقصفه المتواصل على قرى ناحية شيراوا أصبح هذا المردود المادي صعب التأمين.

وتأسف خلال حديثه إلى ما وصلوا إليها من صعوبات وحرمان قائلاً “بالفعل نحن متواجدين في قريتنا صوغانكة، إلا أننا لم نتمكن من الوصول إلى أراضينا والاهتمام والاستفادة من موسم أشجار زيتوننا، فمع كل محاولة منا بالذهاب إليها وجني موسم الزيتون نتعرض للقصف والاستهداف المباشر وهذا ما جعلنا في موقف المشاهدة من بعيد”.

من جانبها قالت آلماس محمد، أنهم منذ 5 سنوات يجنون موسم الزيتون في بقعة أرض متواجدة في قريتهم صوغانكة بناحية شيراوا، إلا أن أراضي واسعة والمئات من أشجار الزيتون المتواجدة في شمال وغرب القرية لا يستطيعون من الوصول إليها بفعل وممارسات القوات التركية بحقهم.

ووصفت المواسم التي ذهبت أمام عيونهم ولم يتمكنوا من جنيها أو الاستفادة منها كما وكأنه يحترق أمام عيونهم وتابعت “لم يكن موسم الزيتون والاهتمام به مصدر رزق فحسب بالنسبة لنا، إنما كانت كقطعة من جسدنا نهتم ونسعى لتطويره لما كان يقدمه لنا من الزيتون بأنواعه، بالإضافة لزيتٍ صافي وذو مذاق شهي وأحياناً نستفيد من حطبه أثناء فلحتها والاهتمام بها”.

وطالبت في ختام حديثها بخروج الدولة التركية من أراضي عفرين وإعادة أهلها وسكانها الأصليين عليها قائلةٍ “نحن عائلة تشردنا بعد الاحتلال، حيث البعض منا هجر قسراً لمقاطعة الشهباء ونحن نقطن في القرية نريد عودة الأمان والسلام لوطننا”.

في حين أشار نبيه محمد من مهجري عفرين في ناحية شيراوا أن تدخل تركيا بالأزمة السورية فاقمتها سعياً منها لتحقيق أطماعها وأهدافها على حساب سفك دماء السوريين “وهذا ما حدث ويحدث حتى يومنا الراهن في المناطق السورية التي تحتلها تركيا”.

وأكد محمد، أنه على الرغم من المخططات التركية واستفزازاتهم إلا أنهم لن يتخلوا عن أرضهم وسيظلون في القرى والأراضي القريبة من لحين إخراج تركيا منها والعودة إليها والعيش فيها بأمان وسلام.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.