نورث بالس
في الشأن السوري، قالت صحيفة العرب: “تخطط السلطات التركية لدمج فصائل الجيش الوطني الحر الموالي لها شمال سوريا ضمن جيش موحد وتحت قيادة مركزية، بهدف إنهاء حالة الفصائلية التي تتسبب في تكرر حالات الاقتتال الداخلية، ما يساعدها على ضبط التمرد وتسهيل مساعيها للتطبيع مع النظام السوري في دمشق.
ونقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني عن مصادر أمنية تركية، أن كل المجموعات والمكونات التابعة للجيش الوطني الحر ستُحل بموجب الخطة الجديدة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن جميع الفصائل العسكرية التابعة للجيش الوطني الحر ستنسحب من المناطق المدنية، وسيجري تشكيل جيش نظامي بقيادة مركزية، فيما استبعدت دمج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) داخل الجيش الوطني الحر، لأنها ليست جزءاً من الحسابات التركية.
ويعتقد المحلل السياسي حسن النيفي أن سعي الحكومة التركية لدمج الفصائل العسكرية في جيش واحد، يهدف إلى إزالة الحرج عنها في موضوع انتشار الفساد والفوضى الأمنية، على اعتبار أن النقد الذي يطال تلك الحالة الفصائلية كان يشمل الحكومة التركية كونها الجهة المشرفة أو الراعية.
وبدأت أنقرة خلال الفترة الأخيرة تتقارب مع حكومة بشار الأسد بشكل لافت، ومن ثم برزت الرغبة في التقارب من خلال تصريحات المسؤولين الأتراك، بدءاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصولاً إلى وزير خارجيته جاويش أوغلو، الذي أكد قبل أيام على أهمية التوصل إلى حل بين الحكومة السورية والمعارضة السورية.
ويشير النيفي إلى ضرورة النظر إلى هذه المسألة من زاوية الاستدارة التركية باتجاه التطبيع مع الحكومة السورية بدمشق، ذلك لأن أي تقارب أو أي مشروع مصالحة أو تطبيع مع دمشق يستوجب من الجانب التركي إعادة النظر في الحالة الفصائلية أو في مجمل ما يسمى بـ” الجيش الوطني الحر”، الذي ترعاه وتصرف عليه الحكومة التركية.
ويؤكد محللون أن تركيا تريد إحكام قبضتها على شمال سوريا وإظهار بعض الاستقرار فيه، ومن ثم تحقيق المصالحة، وإن كانت هشة، بين دمشق ومعارضتها، إلى جانب حلحلة ملف اللاجئين السوريين في تركيا وإعادتهم إلى شمال سوريا، مما يعزز فرص حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية التركية المقبلة، وكذلك تبييض صفحة الحكومة التركية من سجل الانتهاكات والتجاوزات التي ارتكبتها فصائل الجيش الوطني الحر.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في تركيا، تسعى أنقرة إلى إيجاد حالة من الاستقرار في الشمال السوري لطالما تسببت الفصائل المختلفة في فقدانه، كما تنوي إعادة عدد كبير من اللاجئين السوريين إلى هذه المنطقة، وهذا يتطلب استقراراً أمنياً من جهة، ودعماً من الواضح أن تركيا ستعمل على استجراره من دول الاتحاد الأوروبي التي لا ترغب في تدفق المزيد من اللاجئين عبر الأراضي التركية.
وخلال الأسابيع الماضية، توسعت هيئة تحرير الشام شمال غرب سوريا، لتبسط سيطرتها على مدينة عفرين، وتقدمت نحو مدينة أعزاز، أبرز مناطق المعارضة في شمال سوريا، والتي كانت تحت سيطرة ما يسمى بـ” الجيش الوطني الحر” المدعوم من أنقرة، وسط صمت تركي حذر على الرغم من تبعية فصائل الجيش الوطني الحر لها.
ويقول محللون إنه ما كان لهيئة تحرير الشام التقدم في مناطق سيطرة الفصائل لولا ضوء أخضر تركي، لتتدارك أنقرة فيما بعد حساباتها وتفضل توحيد الفصائل الموالية لها عوض تهميشها لصالح هيئة تحرير الشام خدمة لحساباتها الإقليمية والدولية”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.