نورث بالس
لاستكمال خطتها الرامية إلى القضاء على كافة الفصائل التي تقف ضد اتفاقها مع حكومة دمشق، هددت تركيا خلال الاجتماع الذي عقدته يوم أمس مع قادة الفصائل الموالية لها بحلهم في حال عدم الامتثال لأوامرها.
وكشفت وسائل إعلاميّة تفاصيل المحاور التي بحثها متزعمو الفصائل في مدينة “غازي عنتاب” التركية خلال الاجتماع الذي دعت إليه أنقرة بعد أن أدخلت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى منطقة عفرين، بدعم من فصائل محسوبة على أنقرة.
وبحسب المصادر، إن الاجتماع الذي دعا إليه جهاز الاستخبارات التركية، واستمر نحو ساعة ونصف، شهد محادثات موسّعة حول هيكلية القوات التي تحاول تركيا تشكيلها في المناطق الخاضعة لسيطرتها داخل الأراضي السورية.
ولفتت المصادر، أن تركيا هددت الفصائل بحلهم أو السماح لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) بالقضاء عليهم وإخراجهم من كامل المنطقة في حال عدم تنقيذ أوامرها.
وفي الشق الأمني تحدث المصدر عن “تبنّي نهج جديد لإدارة المنطقة أمنياً عبر إلغاء جميع حواجز الفصائل العسكرية داخل المدن وتسليمها لفصيل “الشرطة العسكرية” لإدارتها”، وستكون تابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) التي غيرت ملابسها للإظهار بأنها انسحبت من عفرين.
أما تنظيمياً، فقد تم طرح تشكيل هيئة تنسيق استشارية بين فيالق القوات التي تحاول تركيا تشكيلها من جديد وبين ما تسمى بـ”الحكومة المؤقتة” التابعة لـ “جبهة النصرة” للتشاور مع الجانب التركي بإدارة ملفات المنطقة، وكذلك تم اقتراح توحيد الواردات الاقتصادية العامة بين جميع الفصائل في صندوق واحد بإشراف تركي.
من جهتها، ذكرت مصادر أخرى، أن تركيا هددت فصائلها أنه في حال رفضت التوافق على القيادة الموحدة، فإن الأذرع المدنية والأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، سوف تدخل للمنطقة وتُشرف على مفاصل المنطقة الأمنية والخدمية والمحلية كافة.
وبدأت تتكشف المعلومات عن النهج التركي الجديد للتعامل مع الوضع في مناطق سيطرتها في شمال سوريا، بعد أن نقل موقع “ميدل آيست آي” البريطاني عن مصادر أمنية تركية قولها “كل المجموعات والمكونات التابعة لـ “الجيش الوطني” ستحل بموجب الخطة الجديدة، وستظهر خلال الفترة القادمة قيادة مركزية وجيش موحد يشمل جميع الفصائل، على الرغم من أن العديد من المحاولات لإنشاء جيش موحد في السابق كانت بلا جدوى”.
وسبق أن نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” اللندنية عن تقارير تفيد “باحتمالات أن تكون تركيا تفكر في تطبيق نموذج التسوية في جنوب سوريا على مناطق الشمال السوري، لتحقيق الاستقرار وجعلها مهيأة لاستيعاب اللاجئين السوريين، الذين ترغب في إعادتهم”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.