نورث بالس
قالت صحيفة إندبندنت البريطانية في تحليل لها أن “الكرد في الشرق الأوسط يتعرضون للهجوم والاعتقال في أربع دول، حيث قتل العشرات في شمال غرب إيران، فيما قُتل نحو عشرين شخصاً في غارات جوية على شمال سوريا، كما تهدد كل من طهران وأنقرة بشن غزوات برية ستقتل وتشرد المزيد.
إنها لحظة ضغط غير مسبوقة على واحدة من أكبر المجموعات العرقية في العالم، لقد نشأ ذلك جزئياً بسبب الحرب في أوكرانيا وفك الارتباط الدولي عن المنطقة.
وتأتي هذه الهجمات في وقت انشغال الغرب وروسيا بالصراع الدائر في شرق أوروبا. تحتفظ روسيا بوجود عسكري في شمال سوريا وهي المستفيد الأساسي من النظام السوري. وتحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في كل من العراق وسوريا، حيث تشارك مع الكرد في الجهود المستمرة لهزيمة فلول داعش. لكن كلاً من موسكو وواشنطن صامتتان إلى حد كبير بشأن الهجمات الإيرانية والتركية على الكرد.
وتعمل تركيا وإيران على تصعيد الضغط وزيادة العنف ضد السكان الكرد في بلدانهم وكذلك في سوريا والعراق. وشن الأتراك غارات جوية عبر الحدود ويستعدون لغزو بري محتمل في شمال سوريا، وضربوا مواقع في العراق. وصعدت أنقرة الضغط على الحزب السياسي الرئيسي الذي يقوده الأكراد في البلاد.
وترسل بدورها إيران قوات برية مدججة بالسلاح لقمع جزء من الانتفاضة السياسية في جميع أنحاء البلاد في البلدات والمدن الكردية.
ومثل تركيا، أطلقت إيران أيضاً صواريخ على الجماعات الكردية في العراق، مستخدمة طائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة في هجوم في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
قال الخبير الأمني المقيم في كوفنهاغن هيتاف روجان: “لم نشهد منذ فترة هذا الإيقاع في الهجمات الإيرانية والتركية في العراق وسوريا”.
بينما في الوقت نفسه، هناك القليل من الأدلة على التنسيق المباشر بين أنقرة وطهران في مهاجمة الكرد، لكن من المحتمل أن يكون هناك بعض التفاهم الضمني بين البلدين، ومن المرجح أن إيران أعطت تركيا الضوء الأخضر لهجومها على شمال سوريا.
ويقول محللون إن الحسابات السياسية المحلية في أنقرة وطهران والتحولات الجيوسياسية تقود التقاء العنف والضغط السياسي.
وتواجه تركيا انتخابات حاسمة العام المقبل سيلعب فيها الكرد في البلاد دوراً مهماً في ضمان أو عدم ضمان إعادة انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان، وإذا احتضن الكرد خصوم أردوغان، فقد يكلفه ذلك القيادة.
قد يؤدي الضغط المتزايد على المجموعة العرقية إلى توسيع الانقسامات بين الكرد والمعارضة التي أبدت في كثير من الأحيان عداءً أكبر تجاه التطلعات الكردية أكثر من حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.