هل انسحبت الولايات المتحدة فعلاً من الشرق الأوسط؟
نورث بالس
قالت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية في تحليل لها ” كانت إحدى الروايات الأكثر ديمومة خلال السنوات القليلة الماضية هي انسحاب أميركا المفترض من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إنه موضوع متكرر في التقارير والتحليلات الإعلامية. ولكن حقيقة الأمر هي أن شركاء الولايات المتحدة من رجال الأعمال والأكاديميين والثقافيين والعسكريين والدبلوماسيين في المنطقة يفهمون جيداً أن أميركا باقية. وهم يعرفون أيضاً مدى أهمية بقائها.
ويوجد أكثر من 1200 شركة أميركية في مصر وحدها في مجالات الطاقة وتكنولوجيا المعلومات والزراعة والرعاية الصحية والمنتجات الاستهلاكية والسياحة والنقل. تزدهر الشركات أيضاً، وعلى وجه الخصوص، في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وهناك المئات من الشركات المنتشرة في جميع أنحاء المنطقة. مثلما ساعد الأميركيون في تطوير شركات مثل أرامكو السعودية، على سبيل المثال، فإنهم يواصلون العمل مع شركائهم العرب لتطوير الوظائف والأعمال واقتصاديات المنطقة.
وتقوم مؤسسات التعليم العالي الأميركية بتعليم وتدريب قادة المنطقة الحاليين والمستقبليين، كما فعلت في الماضي، والعديد من كبار رجال الأعمال والقادة السياسيين في المنطقة هم من خريجي المؤسسات التعليمية الأميركية.
كان التزام الولايات المتحدة بتحقيق أمن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مصدر قلق منذ أن بدأت واشنطن في الترويج لسياسة “التوجه نحو شرق آسيا” منذ أكثر من عقد في مواجهة الصين الصاعدة. ومع ذلك، يُنسى أحياناً أن الولايات المتحدة تجري تدريبات عسكرية مشتركة مع عدة جيوش عربية، وسيكون هناك المزيد من مثل هذه التدريبات في المستقبل.
تشارك الولايات المتحدة وستظل ملتزمة بالمشاركة في حماية الممرات البحرية الحيوية في المنطقة، مع شركائها العرب وغيرهم، بما في ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – قناة السويس والبحر الأحمر وباب المندب ومضيق هرمز والخليج العربي وطرق التجارة والاتصالات الرابطة في المحيط الهندي، وللأميركيين والعرب مصالح استراتيجية في البحر الأبيض المتوسط أيضاً.
ومن المهم للإدارات الأميركية، بغض النظر عن الحزب الموجود في السلطة، أن تذكر نفسها، وبقية العالم، بتكامل أميركا العميق مع منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ لسببين: الأول، لتبديد فكرة مليئة بعدم الدقة؛ وثانياً، لتعزيز المنافسة الصحية مع بكين التي تهتم بشكل متزايد بالمنطقة”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.