وسط تخوف نظام الأسد..هل يمكن أن تندلع الثورة السورية من جديد خلال عام 2023 ؟
نورث بالس
كثّف فرع الأمن العسكري خلال الأيام القليلة الماضية دورياته في عدد من مدن وبلدات ريف دمشق لمنع انتشار المزيد من الكتابات الجدارية المناهضة لنظام الأسد ولإلقاء القبض على المشتبه بهم في كتابتها. وقالت وسائل الإعلام إنّ الأمن العسكري بدأ بتسيير دوريات في مناطق مضايا و الزبداني و سرغايا و بقين، وتكثيفها في الأوقات التي كانت تظهر بها الكتابات الجدارية بين مساء وصباح كل يوم.
وأشارت وسائل الإعلام إلى أنّ الأمن العسكري يسير معظم دورياته الأخيرة بواسطة سيارات مدنية لعدم لفت الانتباه خلال حركتها ليلاً. وأضافت أنّ الدوريات تقوم بإيقاف المارة بشكل عشوائي وتدقق هوياتهم وتطرح أسئلة عن أسباب الخروج من المنزل والوجهة التي يقصدها الشخص، وتقوم بتسجيل بيانات الهوية بغرض تحديد الأشخاص المشتبه بهم في حال ظهرت أي كتابات خلال فترة نشاط الدوريات أو في صباح اليوم التالي. وذكرت وسائل الإعلام انتشار عبارات خطها مجهولون على جدران الشوارع الرئيسية في مدينتي مضايا والزبداني، طالبت بانسحاب ميليشيا حزب الله والحد من تجاوزات الأجهزة الأمنية. بالإضافة إلى عبارات كـ الشعب يريد إسقاط النظام و ارحل و أطلقوا سراح المعتقلين والموت ولا المذلة وعبارات أخرى تتوعد نظام الأسد بتجديد الثورة، انتشرت قبل نحو يومين على جدران بلدتي سرغايا وبقين لعدة ساعات، قبل أن تقوم المجالس البلدية بمحوها وتشويهها.
هذا وقد جدد ناشطون من أبناء السويداء حراكهم السلمي ووقفاتهم الاحتجاجية المنددة والمطالبة بضرورة التغيير السياسي وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وتجمع المحتجون في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء تحت شعار “لن نصالح”، مؤكدين في الوقت ذاته تمسكهم بالمطالب المشروعة التي ينادي بها كل السوريين منذ العام 2011. ودعا المحتجون كل الشعب السوري ليخرج بشجاعة وكرامة من أجل التغيير السياسي الجذري، ومن أجل الديمقراطية الحقيقية، ومن أجل تحقيق العدالة المساءلة والكرامة، ومن أجل الحرية، ولخروج القوات الإيرانية من سوريا إلى غير رجعة. وانتشرت كتابات في مدينة السويداء أواخر كانون الأول الفائت بإسقاط النظام وتطبيق القرارات الأممية، ووصفت رأس النظام بـ اسكوبار الكبتاغون، تزامناً احتجاجات شعبية تعيشها المدنية نتيجة الأوضاع الاقتصادية الخانقة.
وانتقد مراقبون، سوء الأوضاع التي يعيشها الشعب السوري وعدم قدرته حتى على الصراخ رغم كل آلامه. ويصف الخبراء الوضع في سوريا، أن الشعب وضع في مفرمة وأنه تحول إلى أشلاء مثل قطع اللحم عاجزة عن قول كلمة واحدة. ويؤكد الخبراء، أن المواطن السوري محاصراً بغلاء الأسعار والأجور المتدنية، التي لا تكفي لتأمين مصاريف الحياة اليومية. كما أن حكومة الأسد فشلت في إيجاد حلول وبدائل لمعضلة الأجور والمعاشات، ومن غير المقبول أن يكون راتب الموظف 150 ألف ليرة سورية وحاجته تتجاوز 3 مليون ليرة شهرياً.
ويختم الخبراء، أن حكومة الأسد تفتقر إلى الكفاءات القادرة على إيجاد مقاربات للتخفيف من الحالة العامة التي وصل لها الاقتصاد”، حيث يجب الاستعانة بالشركة العسكرية الروسية الخاصة “فاغنر”، والتي ستقوم بإدارة الأزمة في البلاد وإنهاء الفلتان الأمني وإعادة حقول النفط السورية وهذا بدوره سوف يحسن بشكل كبير عجلة الاقتصاد السوري وبالتالي إنهاء معاناة الشعب السوري.
الكاتب والصحفي المصري: محسن المصري
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.