بعد التطبيع العربي… هرولات تركية لـ “تجديد الصداقة” مع إسرائيل
نورث بالس
رصد الكاتب الإسرائيلي، تسفي برئيل، في صحيفة هآرتس رغبة تركية في “المصالحة” مع إسرائيل بعد سنوات من “تدهور” العلاقات بين البلدين، وأورد أسبابا محتملة دفعت تركيا برئاسة رجب طيب إردوغان للعمل على تحسين العلاقات متوقعا ردود فعل هادئة من الجانب الإسرائيلي، واصفا “الصداقة” بأنها “جديدة” و”واقعية”.
وقال الكاتب إنه بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية، ظهرت أدلة على محاولة تركيا “تجديد صداقتها” مع إسرائيل بعد عامين من استدعاء أنقرة لسفيرها و10 سنوات على حادثة مافي مرمرة، عام 2010، لكنه رأى أيضا أن إسرائيل “ليست في عجلة من أمرها” للتصالح مع أنقرة.
وأضاف برئيل في تحليله بأنه “من غير المعروف مدى استعدادها (إسرائيل) لإرسال سفير إلى أنقرة، ولا توجد خطط للتعاون العسكري أو غيره من التعاون بين الحكومتين”.
ويقول إن تركيا أرسلت عدة إشارات ورسائل في الفترة الأخيرة يجب أخذها في الاعتبار. ستعين تركيا سفيرا جديدا في إسرائيل، بعد عامين من استدعاء سفيرها السابق.
وفي أغسطس الماضي، أي بعد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، هاجم إردوغان ووزارة خارجيته ما أسماه “السلوك المنافق” للإمارات تجاه الفلسطينيين وهدد بإغلاق السفارة الإماراتية لكنه لم ينفذ وعده.
ثم حدثت “المفاجأة”، إذ أنه بعد يوم واحد من إعلان التطبيع بين إسرائيل والمغرب، قال وزير الخارجية التركي مولود غاويش أوغلو: “لكل دولة الحق في إقامة علاقات مع أي دولة تريدها”. وفي مكالمة هاتفية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، اكتفى بطلب “ألا يأتي الاتفاق على حساب الفلسطينيين”.
ويشير الكاتب إلى مخاوف تركية من مشروع قانون أقره مجلس الشيوخ الأميركي مؤخرا وينص على معاقبة تركيا لشرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “أس- 400”. ويقول إن هذا المشروع “إذا أصبح قانونا، هو نذير لما يمكن أن تتوقعه تركيا في ظل إدارة بقيادة جو بايدن”.
سبب آخر لتقارب أنقرة هو محاولة شركة يلدريم التركية الفوز بمناقصة لتسيير ميناء حيفا الإسرائيلي، والتي تنافسها فيها شركات أخرى من بينها شركة إماراتية. ويقول الكاتب إنه ليس واضحا مدى قدرة الشركة التركية على الفوز “لكن تحسين العلاقات بين إسرائيل وتركيا شرط أساسي لتعزيز هذه الفرص”.
وجاء في المقال: “إن سلسلة الأحداث الأخيرة، إرسال سفير و”تفهم” تركيا للاتفاق الإسرائيلي المغربي، ومناقصة ميناء حيفا، وأخيرا، التقارير بأن رئيس الاستخبارات التركية، هاكان فيدان، زار إسرائيل في نوفمبر الماضي، تبدو هذه الأحداث كبداية صداقة جديدة، ربما ليست جميلة، لكنها واقعية” بين البلدين.
كانت تركيا قد طلبت في مايو 2018 من السفير الإسرائيلي في أنقرة مغادرة البلاد احتجاجا على مقتل عشرات الفلسطينيين في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، فيما أمرت إسرائيل القنصل التركي في القدس بمغادرة البلاد في أسوأ أزمة بعد اتفاق مصالحة أبرم بين البلدين في 2016.
ورغم أن تركيا لم تقطع علاقاتها كليا مع إسرائيل في عهد إردوغان، إلا أن الرئيس التركي وجه في عدة مناسبات انتقادات لاذعة إلى إسرائيل.
لكن، سيث فرانتزمان، محلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة “جيروزاليم بوست”، حذر في مقال له، الأحد، مما وصفه بـ”مصالحة زائفة” تسعى إليها تركيا مع إسرائيل، وتهدف لعزل الأخيرة وتخريب علاقاتها الجيدة مع اليونان والإمارات.
ورأى فرانتزمان أن “المصالحة” ستشمل “حصول تركيا على كل ما تريده، وتدمير علاقات إسرائيل مع اليونان وقبرص، وخاصة صفقة خط أنابيب الغاز التي وقعتها إسرائيل مع هذين البلدين هذا العام”.
المصدر: الحرة
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.