ليبيا على صفيح ساخن

نورث بالس

في ظل أجواء مشحونة تخيم على ورشفانة، واستنفار الميليشيات المتمركزة بالمدينة الواقعة على بعد 30 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الليبية طرابلس، جاءت على خلفية محاولة اغتيال أحد قادة تلك المجموعات.

حيث هاجم مسلحون منزل آمر “مليشيا 3 مشاة” رمزي اللفع يوم الجمعة، في منطقة أولاد عيسى، وأسفرت المواجهات مع أفراد الميليشيا إلى إصابة اثنين من الوافدين، أحدهما حالته خطيرة، إضافة إلى أحد سكان المنطقة.

وتُلقي “ميليشيا 3 مشاة”، بالمسؤولية عن الهجوم على “ميليشيا 55” التابعة لمعمر الضاوي، التي تعتبر الأقوى والأكبر في ورشفانة، وفق مصادر قناة “سكاي نيوز عربية”.

وكذلك عاشت المدينة خلال الساعات القليلة الماضية استنفاراً للمسلحين، بالإضافة إلى المعدات والأسلحة الثقيلة، إذ أصبح الوضع معرضاً للانفجار في أي وقت، واندلاع مواجهات مفتوحة، حسب المصادر.

وتمركزت مجموعة سيارات مسلحة لميليشيا “اللفع” وسط المدينة، فيما تداولت أنباء غير مؤكدة عن مقتل أحد أفراد مجموعة الضاوي في هجوم على بوابة يتمركزون بها.

وسبق أن خاض الجانبان مواجهات عنيفة مطلع سبتمبر الماضي، بمنطقة غوط أبو سابق، استعملت خلالها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، إذ أدت الاشتباكات إلى سقوط ضحايا بين المدنيين.

وخلال الشهر عينه، حشدت مجموعات مسلحة تابعة للحكومة منتهية الولاية، مسلحيها لاقتحام المدينة لإنهاء ميليشيا الضاوي، قبل أن تنجح جهود أهلية في نزع فتيل الأزمة، ويعلن عن هدنة ظلت صامدة حتى عودة التوترات حالياً.

وأنكر الضاوي مسؤوليته عن الهجوم على “اللفع”، واصفاً ما أثير ضمن هذا الإطار بأنه “جملة من الافتراءات والكذب”، ونوّه إلى التزام عناصره بعدم زعزعة أمن واستقرار ورشفانة، وأظهر ترحيبه بجميع الجهود والوساطات بغية التهدئة والسلام داخل المدينة، موجهاً الشكر إلى الحكماء منهم، والذين سبق أن لعبوا دورا بارزا في تحقيق التهدئة.

وتعيش المنطقة الغربية في ليبيا حالة انفلات كامل مع الصراعات التي لا تتوقف للمجموعات المسلحة على النفوذ، حيث تكثر جرائم السرقة والقتل، ويتصدر المشهد قادة الميليشيات المتورطين في جرائم التهريب والفساد، كما يشير الخبير العسكري أسامة العلاقي.

ويعتبر الاقتتال في ورشفانة وقبلها العجيلات، نتاجاً لفشل إقامة مؤسسات أمنية وعسكرية حقيقية في تلك المناطق، ففي الوقت الذي استطاع فيه الجيش الوطني الليبي، فرض الأمن بالمنطقتين الشرقية والجنوبية، بقي الغرب يعاني في ظل المجموعات المسلحة، التي ترتبط بعضها بمتطرفين، وتعمل وفق أجندات لمخابرات أجنبية، كما يشير العلاقي.