NORTH PULSE NETWORK NPN

ما يقدمه أردوغان للتطبيع لن يرضي مصر أو سوريا أو إسرائيل

نورث بالس

 

في الشأن التركي، قالت صحيفة العرب: “قد تكون لدى تركيا فرصة لإصلاح علاقتها مع مصر، التي قطعتها قبل عقد من الزمن، إذ ستعتمد النتيجة كلياً على الخيارات السياسية للرئيس رجب طيب أردوغان، وما إذا كان سيظل رئيساً للبلاد بعد انتخابات الرابع عشر من أيار/ مايو. ومع ذلك، سيكون من الصعب تطبيع العلاقات بين البلدين، حيث توجد في القاهرة قائمة مطالب صعبة.

 

ولتحقيق تقدم، التقى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مؤخراً بنظيره المصري سامح شكري، لكن الاجتماع لم ينته كما كان يود جاويش أوغلو.

 

وأبلغ شكري جاويش أوغلو بأن ثلاثة أشياء يجب أن تحدث قبل التطبيع على تركيا إنهاء جميع أنشطتها العسكرية في ليبيا، وتسليم جميع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين في تركيا المطلوبين من مصر، وحل خلافاتها مع قبرص واليونان في شرق البحر المتوسط.

 

وعلى الرغم من أن مصر تمثل أولوية بالنسبة لأردوغان، إلا أن أنقرة كانت تستكشف إمكانيات إصلاح العلاقات مع العديد من الدول العربية وكذلك إسرائيل منذ عام 2021.

 

ولو لم ينسف أردوغان العقد الماضي علاقاته مع دول الشرق الأوسط والدول العربية وقوى البحر المتوسط، لما احتاج إلى أن يطرق الأبواب اليوم. فلماذا إصلاح الأسوار الآن؟

 

ومن السهل نسبياً الإجابة عن هذا السؤال: فالواقع المؤلم لعزلة تركيا الإقليمية يجبر أردوغان على محاولة دحر كراهيته للمنافسين الإقليميين. ستكون كل من مصر وسوريا وإسرائيل مهتمة بإعادة بناء العلاقات مع تركيا، لكن لديها جميعاً طلبات كبيرة.

 

وبدءاً من عام 2013، مزق أردوغان علاقات تركيا الثنائية مع مصر، الدولة التي يمكن القول إنها زعيم العالم العربي والحليف الوثيق للولايات المتحدة.

 

وفي أعقاب الإطاحة بالرئيس المنتخب في البلاد محمد مرسي، وإن كان محسوباً على جماعة الإخوان المسلمين، استخف أردوغان بعبد الفتاح السيسي ووصفه بأنه “طاغية” ورفض الاعتراف به. وأدت التداعيات التي تلت ذلك إلى إنهاء العلاقات الدبلوماسية بين أنقرة والقاهرة.

 

ولقد تلاشى حلم أردوغان بأن يكون محاطاً بمنطقة يحكمها قادة مقربون من جماعة الإخوان المسلمين، والتي كان يأمل في قيادتها نظرياً. ومن مصر إلى تونس إلى العراق إلى سوريا، هناك الآن فرصة معدومة لتأسيس أنظمة سنية قريبة من رؤية الأخوة للعالم، والتي لطالما أعجب بها أردوغان.

 

وبدلاً من ذلك، يقودهم جميعاً رجال أقوياء نجحوا في القضاء على المنافسين. وهذا هو السبب الذي دفع أردوغان إلى محاولة تطبيع العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد، الذي سعى إلى الإطاحة به، ويفترض أن يحل محله بديل سني.

 

ولكن لكي تؤتي ثمارها، يطالب الأسد بإزالة الوجود العسكري التركي داخل الأراضي السورية، وهو ما يمثل حبة مريرة أخرى يجب أن يبتلعها أردوغان.

 

وأخيراً، هناك دولة إسرائيل التي يسعى أردوغان إلى التقارب معها مرة أخرى. وفي عام 2007، اتهم أردوغان إسرائيل بأنها “قاتلة أطفال”، وتابع هذا البيان بمحاولة خرق حصار بحري لقطاع غزة في عام 2010 أدى إلى مواجهة مسلحة وإنهاء العلاقات الدبلوماسية.

 

ومثل مصر، لم تقف إسرائيل على الهامش، وساعد توقيعها على اتفاقيات أبراهام ومشاركتها في منتدى شرق المتوسط على إقامة علاقات جوهرية مع الدول العربية في جوارها وتهميش أنقرة.

 

وللتغلب على هذا، نجحت إسرائيل وتركيا مؤخراً في إعادة العلاقات الدبلوماسية على مستوى السفراء. ومع ذلك، من غير المرجح أن تتحقق علاقة مبنية على الثقة ما لم تلب تركيا بعض المطالب الإسرائيلية الرئيسية مثل طرد قادة حماس من أراضيها، وكذلك إغلاق مكاتبها.

 

ويريد أردوغان “إعادة ضبط” و”تقارب”. لكن في كل حالة، سيكون هناك ثمن يجب دفعه. فالدول التي يريد بناء علاقات معها لديها قائمة طويلة من المظالم المبررة ضد أردوغان. ومعالجة هذه المظالم مهمة شاقة، لكن ليس لدى أردوغان الكثير من الخيارات، فتركيا وحدها إلى حد كبير وستظل كذلك، ما لم يتم اتخاذ خيارات جريئة”.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.