NORTH PULSE NETWORK NPN

مخطط أمريكي لتطوير شرقي الفرات..بدءا من القطاع النفطي

نورث بالس

 

يحمل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية مارك ميلي في زيارته الثانية خلال 45 يوماً إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، حزمة من القرارات المتعلقة بهيكلة قوات قسد والإدارة الذاتية وتوقيع اتفاق نفطي بين قسد والشركات الأميركية بحسب ثلاثة مصادر تحدثت ل”المدن”.

 

وتزامنت زيارة ميلي التي جرت خلال الأيام الماضية مع وصول وفدين آخرين أحدهما فرنسي والآخر اسكتلندي، حيث اجتمعت الوفود في قاعدة التحالف في الشدادي مع دائرة العلاقات الخارجية لقوات قسد.

 

وكانت أولى زيارات مارك ميلي للمنطقة في 4 آذار/مارس، التقى خلالها بالقوات الأميركية بعد أسبوعين من تعرضها في القرية الخضراء في سوريا لهجوم صاروخي، تلاها احتجاج تركي عبر استدعاء السفير الأميركي وطلب توضيحات حول الزيارة.

 

ويؤكد الباحث ومدير منصة “اقتصادي” يونس الكريم أن زيارة ميلي السرية تهدف إلى إعادة هيكلة قوات قسد والتحضير لمواجهة محتملة مع الميليشيات الإيرانية.

 

ومن المرجح أن تتم إقالة قائد المجلس العسكري في دير الزور أحمد الخبيل المعروف ب”أبو خولة” مع 40 من عناصره، بسبب تعدياته على العشائر العربية والكردية.

 

ويوضح الكريم ل “المدن” أن قرار الإقالة الذي لم يتخذ بعد يأتي “للحفاظ على حياة أبو خولة بعد قيام العشائر بإهدار دمه ولتورطه أيضاً في ٣ قضايا خطيرة تتعلق بالدولار المجمد والمخدرات و تسريب الأسلحة من المستودعات التي تقع تحت سيطرته إلى الميليشيات الإيرانية”. ويضيف بأن هذه الإقالة إن تمت، مؤشر على جدية الأميركيين في تطبيق قانون مكافحة المخدرات.

 

اتفاق نفطي

ويؤكد المعارض السوري المقيم في الولايات المتحدة أيمن عبد النور ل”المدن” أن تجميد الصراع الحاصل بين المناطق السورية مختلفة السيطرة أدى إلى تراخي عمل الإدارة الذاتية شرقي الفرات على كل المستويات وهو ما استغله حكومة دمشق من خلال استقطاب مجموعات من كافة الإثنيات وإثارة النعرات بينهم.

 

ويضيف عبد النور أن لعب دمشق بورقة الاستقطاب أدى إلى اختلال التوازنات في المنطقة التي تسيطر عليها قسد والإدارة الذاتية وهو ما مهد لمشروع كبير يقوده الأميركيون لإحداث تغييرات في الهيكلية العامة للمنطقة.

 

وضمن هذا المناخ، تعمل واشنطن على تطوير المنظومة الإدارية والاقتصادية للمنطقة بما فيها قطاع النفط، حيث يتم الحديث عن اتفاق نفطي مع شركات أميركية نفطية وظيفتها تصدير النفط الخام إلى كردستان لتكريره ثم إعادته لاستخدامه في مناطق الإدارة الذاتية، إضافة لتمرير شحنات من النفط إلى مناطق حكومة دمشق تطبيقاً لتفاهمات المقايضة بين دمشق والإدارة الذاتية.

 

وبالعودة ليونس الكريم، تقضي التفاهمات السابقة بتمرير 10 آلاف برميل نفط خام يومياً نحو مناطق حكومة دمشق مقابل 200 برميل مكرر تعاد إلى قسد، إضافة لقدرة كل من القاطرجي وحمشو على شراء كميات من النفط تصل إلى ما يقارب 25 ألف برميل يومياً.

 

ويتوقع الكريم أن يتم رفع إنتاج النفط إلى400 ألف برميل مع الاتفاق النفطي الجديد و”هنا توجد مشكلة تتعلق بالعقوبات الغربية التي تحظر عقد صفقات كبيرة مع النظام ما يعني وجود عائق في التصريف”.

 

مرجحاً أن يتم “وضع النفط تحت سيطرة أممية وتوزيع الايرادات بحيث تحصل الإدارة الذاتية على قسم منها ويسلم قسم آخر للأمم المتحدة لتوزيعه وفق برنامج التعافي المبكر على النظام ومناطق المعارضة”.

 

تلافي الفجوة

ويبدو أن الجنرالات الأميركيين شعروا بفجوة بين الحاضنة الاجتماعية وقيادات “قسد” وما يترتب عن ذلك من تنامي الحالة العدائية داخل المجتمعين العربي والكردي فلجأوا إلى إعادة ضبط الإدارة على النحو الذي يرضي الحاضنة الشعبية بحسب حديث الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي ل”المدن”.

 

ويضيف بأن الوفد الأميركي بقيادة ميلي اجتمع بشيوخ العشائر لبحث مطالبهم وكان مطلب العشائر إقالة قائد المجلس العسكري لدير الزور أبو خولة. لكن اجتماعات الوفد لم تقتصر على العشائر بل شملت إعادة شركات النفط، كون الأميركيين بحاجة إلى تمويل القوات الموجودة في المنطقة. ويتابع علاوي بأن النشاط الأميركي الجديد في المنطقة يعتبر رسالة واضحة للأتراك بعدم إمكانية قيام الجيش التركي بعملية عسكرية في المنطقة.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.