هيئة تحرير الشام تعيد تسويق نفسها كحركة معارضة وطنية
نورث بالس
في موضوع سوري، قالت صحيفة العرب: “قالت دراسة أعدتها مؤسسة جيمس تاون الأميركية إن أمير هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، عمل لعدة سنوات على إعادة تسويق جماعته كحركة وطنية سورية معارضة للرئيس بشار الأسد، محاولاً الابتعاد بالجماعة عن أصولها في القاعدة.
وذكر الباحث تامي لين بالاسيوس في الدراسة “أن التغيير في آليات عمل الجماعة وطريقة تقديمها لنفسها في المنطقة، لم يمنع تواصل دعم جهود هيئة تحرير الشام لمصالح التنظيم الإقليمية وأهدافه الإستراتيجية العالمية الأوسع”.
وكشفت الدراسة عن تعاون محتمل بين الهيئة والولايات المتحدة مما ساعد واشنطن على تحقيق نجاحات مثل القضاء على خليفة داعش الثاني أبو إبراهيم الهاشمي القريشي وغيره من قادة تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في شمال غرب سوريا خلال السنوات القليلة الماضية.
وكان دعم الهيئة لجهود القوات الأميركية مباشراً في بعض الحالات، وأُتيح خيار التعاون بسبب نبذ الجولاني العلني للقاعدة، حتى وإن لم تُبعد القاعدة نفسها عن هيئة تحرير الشام.
وأبقت العلاقات المتبادلة مع تنظيم القاعدة الصراع بين هيئة تحرير الشام وحراس الدين محدوداً حتى ربيع 2020. لكن تحرّكات الجولاني منذ ذلك الحين منحت الهيئة ميزة تنافسية على حرّاس الدين، وكان ذلك بمساعدة غارات طائرات الولايات المتحدة المسيّرة التي استهدفت قادة الفصيل.
وقال لين بالاسيوس “يمكن أن ترجع ضربات الطائرات دون طيار إلى تعاون الجولاني مع الأميركيين”.
وهيئة تحرير الشام تنظيم أكبر من فصيل حرّاس الدين، وتمكّنت من ضمان انتصارها في المواجهات خلال أحداث أبريل ويونيو 2020. وكانت هيئة تحرير الشام حينها تشن حملة للسيطرة الكاملة على المساحة المدنية في إدلب من خلال اعتقال الصحافيين من جهة وأعضاء حراس الدين الرئيسيين من جهة أخرى. وكان رد فعل حراس الدين عسكرياً، مما تطلّب في النهاية وساطة الحزب الإسلامي التركستاني الموالي للقاعدة في أواخر يونيو 2020.
وصرّحت القاعدة خلال ذلك بأنها تواصل اعتبار مقاتلي هيئة تحرير الشام من “الإخوة”. وانتقدت علناً “العنف بين الإخوة” في محاولة للتوسط في السلام بين المجموعتين المتحاربتين.
ويشير التصريح والجهود إلى كون هيئة تحرير الشام حليفة للتنظيم وذات دور يخدم هدف القاعدة طويل الأجل المتمثل في الهيمنة الإقليمية.
وتراقب الولايات المتحدة العلاقة التي تربط هيئة تحرير الشام بتركيا، والتي تحددها مصلحة أنقرة في السيطرة على الحدود السورية – التركية. لكن عليها أيضاً أن تراقب نشاط أعضاء هيئة تحرير الشام على المستوى المحلي.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.