نورث بالس
ألقت الأزمة الاقتصادية والحرب وانتشار وباء كورونا هذا العام في سوريا بظلالها على احتفاليات رأس السنة لعام 2020، لتفقد بهجته، مع اختصار الكثير من طقوسه وأجوائه.
ومع اقتراب أعياد رأس السنة للعام الجاري، رصدت عدسة “نورث بالس” الأسواق والأجواء العامة وتحضيرات الأهالي لها في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، التي تحوي على مزيج من المكونات والأديان والطوائف يتشاركون عادة في احتفالات أعياد الميلاد.
المواطن “مالك حنا” مسيحي، يقول لـ “نورث بالس” أن العقوبات الاقتصادية على البلاد وتدهور العملة كانت لها تأثيرات مباشرة على سكان المنطقة، ونتيجة ذلك فقدت أجواء الأعياد لهذا العام الكثير من تحضيراتها.
وأضاف: “كان هنالك الكثير من العادات والتقاليد كنا نقوم بها في أعياد رأس السنة ضمن المنزل، كشراء اللحوم والحلويات، واقتصرت هذا العام على نوع أو نوعين من الحلويات التي يتم صناعتها في المنزل، وذلك نتيجة الأزمة الاقتصادية”.
وأشار إلى أن “العوائل المسيحية كانت بالعادة تقوم بشراء وتحضير أنواع عدة من اللحوم كالبسطرمة مثلا ولكن حاليا لا يمكن شراء وإعداد كميات يمكن أن تكفي العائلة والضيوف، فباتت تصنع بشكل قليل”.
كورونا والحرب أفقدت العيد الكثير من طقوسه
أما المواطن المسيحي “حنا صومي” فيقول: “بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي حلت بالمنطقة، هناك الشق الثاني من الآلام التي يعاني منها طائفتنا المسيحية بشكل خاص، حيث أصبح محروم من الذهاب إلى الكنائس وممارسة الطقوس بسبب جائحة كورونا”.
يقول صومي أن الكثير من الطقوس كاحتفالات أعياد البربارا، وأعياد الميلاد ورأس السنة والكرنفالات والكشاف وغيرها من الطقوس، كلها توقفت بسبب كورونا. لافتاً إلى وفاة أكثر من 100 مواطن مسيحي في مدينة القامشلي جراء الإصابة بفيروس كورونا هذا العام.
وعن الأجواء التي كانوا يقيمونها في الأعوام السابقة يضيف صومي: “كنا نعد كرنفالات ينضم إليها آلاف الأطفال ضمن طقوس جميلة جدا تناسب أعياد الميلاد، وكنا نوزع الهدايا على الأطفال، ولكنهم اليوم يتألمون من وطأة جائحة كورونا من جهة والحرب التي حلت على مناطقنا، نتيجة الهجمات تعرضت لها بمدننا كرأس العين وتل أبيض وقراها من قبل تركيا وفصائلها السورية وداعش”.
ويشير صومي أنه مثلما أفقدتهم كورونا طقوس الأعياد، فإن الهجمات التي شنتها تركيا وفصائلها المسلحة على شمال وشرق سوريا أفقدتهم الكثير من الكنائس في رأس العين وتل أبيض وقراها وأدت لتهجير الشعب المسيحي من تلك المناطق.
تأثيرات نفسية وانخفاض القدرة الشرائية
المواطن عمر محمد وهو صاحب أحد محلات بيع الزينة يؤكد أن الإقبال على الشراء منخفض جداً هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، وتابع قائلاً: “كانت الأسواق تشهد في مثل هذه الأوقات من السنة ازدحاماً شديداً واقبالاً كبيراً على شراء الزينة وتحضيرات العيد، ولكن بسبب كورونا والأزمة الاقتصادية خفت القدرة الشرائية للشعب لدرجة كبيرة، بالإضافة إلى التأثيرات النفسية التي خلفتها الحرب وكورونا على الشعب الذي لم يعد لديه ذلك الاهتمام في الاحتفالات والاستعداد لها”.
ويشير محمد أنه ونتيجة ارتفاع أسعار الدولار مقابل الليرة السورية باتوا يشترون البضائع بأسعار مرتفع لارتباطها بالدولار لذا عند بيعها بالليرة السورية فإن أسعارها باتت غالية جداً مقارنة مع أوضاع الشعب الاقتصادية، لذا فإن الغالبية لم تعد قادرة على الشراء.
وتمنى محمد في ختام حديثه أن تستقر الأوضاع في العام الجديد وتستقر الأسعار ليدخل السعادة مرة أخرة إلى قلوب الشعب وتعود البهجة والازدحام إلى شوارع المدينة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.