NORTH PULSE NETWORK NPN

مركز هوري لإعادة تأهيل “أشبال الخلافة” يسعى لإعادة دمج الأطفال مع مجتمعاتهم

القامشلي – نورث بالس

وسط قرية تل معروف ذات البيئة الكردية يخضع نحو 100 طفل من جنسيات متعددة في مركز هوري لتأهيل أطفال داعش أو ما يطلق عليه “أشبال الخلافة”، لبرنامج تأهيلي وإصلاحي من أجل إعادة دمجهم بمجتمعاتهم.

ويقع المركز الإصلاحي جنوب شرقي مدينة قامشلي شمال شرقي سوريا، في قرية معروفة بإقامة شيوخ الطريقة النقشبندية واستقطبت لآلاف الناس من أتباع هذه الطريقة، حيث تعرضت القرية للويلات على أيدي تنظيم داعش الإرهابي.

افتتح مركزي هوري لتأهيل أطفال داعش أوائل مارس 2017، في الوقت الذي كان يدور فيه معارك طاحنة بين قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” الإرهابية في شمال شرقي سوريا، لإيواء الأطفال ممن شاركوا في ارتكاب جرائم وأعمال عنف ضمن التنظيم الإرهابي وإخضاعهم لبرنامج تأهيلي إصلاحي عبر جهود ذاتية أطلقتها الإدارة الذاتية، وذلك حسب ما أدلى به الإداري في مركز هوري “جيكر فياض” في حديثه لـ “نورث بالس”.

جنسيات متعددة

يحوي المركز الذي يضم عشرات الغرف على نحو 100 طفل داعشي من 20 جنسية محلية وأوروبية وأمريكية وافريقية وآسيوية، يتراوح أعمارهم بين (12-18)، وقد خضعوا سابقاً لدورات عسكرية وشرعية لدى التنظيم الإرهابي وهم أصحاب سوابق (انتحاريين، انغماسيين، قصاصين) بعضهم مصورون في مشاهد عنف ظهروا في المواد المرئية الدعائية لداعش، اعتقل أغلبهم خلال المعارك وآخرين أثناء محاولتهم الهروب مع عوائلهم من سوريا.

يقول جيكر فياض أن الأطفال حولوا إلى المركز بموجب قرار صادر عن محكمة الدفاع عن الشعب، فيما حوّل الآباء إلى سجون الخاصة لداعش. وتابع: “من يتمم الثامنة عشر يحول إلى السجن المركزي”.

وأشار إلى أن المركز يستقبل فقط الأطفال المنخرطين في أعمال قتالية وإرهابية، معيداً إلى الأذهان وجود الكثير من أطفال داعش قاطنين من أمهاتهم في مخيم الهول.

وحسب إدارة المركز التأهيلي أطلق سراح نحو 350 طفلاً بناءً على الأحكام الصادرة عن محكمة الدفاع عن الشعب وبكفالات عشائرية وآخرين بعد التواصل مع بلدانهم.

ويشير فياض إلى صلاحيات المركز في إقرار مدة تأهيل وتخريج الأطفال السوريين وإعادتهم إلى كنف أسرهم بموجب تقرير يقدم إلى الإدارة الذاتية. وبالنسبة للأجانب يجرى تنسيق بين الإدارة الذاتية وبلدانهم.

الدعم النفسي

وفقاً للبرنامج اليومي في المركز، يستيقظ الأطفال في الساعة 6 صباحاً، ويمارسون الرياضة ثم يتناولون الفطور الساعة 7، بعدها يبدأ الدروس التأهيلية، يلقيها مختصون في مجال الإرشاد النفسي.

ويخضع الأطفال لدورات تثقيفية ضمن جلسات جماعية وفردية، تستخدم فيها تقنية تفريغ الانفعالي عبر تطبيق تجارب نفسية تؤدي إلى اكتشاف الذات. حسب فياض الهدف من ذلك هو تأهيل الأطفال وجعلهم قادرين على عيش حياة الطفولة الطبيعية بعيداً عن السلاح والعنف.

وأضاف: “لوحظ انضمام بعض الأطفال من السوريين لوحدهم إلى داعش دون علم العائلة، نتيجة الظروف الاجتماعية والتعليمية والمادية المتردية لغالبيتهم في البلاد نظراً لوجود الكثير من التشكيلات المسلحة المنتشرة على نقاط واسع، في حين الأطفال الأجانب انخرطوا في داعش مع عوائلهم لذا هؤلاء الأطفال كانوا متأثرين بأفكار ذويهم”.

كما تقام نشاطات وفعاليات ترفيهية للأطفال مثل تنظيم تعليم الحرف اليدوية، ولعب كرتي الطائرة والقدم في فناء المركز وإنشاء صالة بلياردو.

الدعم الإنساني

يتم تقديم خدمات طبية عبر العيادة المتواجدة في المركز من قبل طبيب أخصائي داخلية ومساعد جراح، للحالات المرضية الواردة بين الأطفال.

الطبيب بهزاد مصطفى قال أنه يشخص 7 حالات في اليوم، أغلبهم يعانون من أمراض جلدية والتهابات، ويقدم لهم الأدوية حسب الحاجة.

وأشار مصطفى إلى أن عمله لا يتوقف فقط على تشخيص الحالات وإنما تقديم إرشادات ونصائح طبية من أجل الوقاية من الأمراض.

أوضح الإداري في مركز هوري “جيكر فياض” أن المساعدات تقتصر على ما تقدمه الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا من الناحية المادية والصحية، إن ما تقدمه بعض المنظمات من قرطاسية وألبسة ليست لها ذلك الأهمية. وأضاف: “نحن بحاجة لمن يرعى الأطفال المرضى، هناك أطفال يعانون من ثقوب في القلب وآخرون مبتوري الأطراف وكل هؤلاء تتحمل الإدارة الذاتية وحدها تكاليف علاجهم”.

وخصص المركز أيام لإجراء ذوي الأطفال زيارات إليهم، أما بخصوص الأطفال الأجانب الذين يتواجد آبائهم في السجون وأمهاتهم في مخيمي الهول وروج، يتم التواصل معهم إما عبر الهاتف النقال أو البريد يصل إليهم عبر منظمة صليب الأحمر الدولي.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق من الشهر نوفمبر الماضي للإذاعة السويسرية (SR)، أنهم استطاعوا القضاء على داعش عسكرياً، ما زال هناك مهام شاقة أمامهم لأجل محاربة الفكر المتطرف الذي نشره التنظيم الإرهابي وهم صدد تأسيس 16 مركزاً مختص بتخليص أطفال متطرفي داعش من الفكر المتشدد الذي اكتسبوه من ذويهم.

إعداد: سيدو إيبو – خمكين قره مان

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.