نورث بالس
لسد الطريق أمام الأطماع التركية في سوريا وخاصة في الشمال السوري الخاضع للسيطرة التركية والفصائل الموالية والأخرى التي تحاول السيطرة عليها، دفعت القوات الروسية بعزيزات عسكرية كبيرة إلى مناطق حكومة دمشق في ريف حلب قادمة من شرق الفرات، كما نظمت تدريبات على التصدي للضربات الجوية ولرفع الجاهزية القتالية للقوات الحكومية.
وكشفت في الآونة الأخيرة الأطماع التركية التي تحاول الاستفادة من الحرب الروسية الأوكرانية في السيطرة على القرم وتدخلها في شؤون الاقليات المسلمة في روسيا الاتحادية، كما أنها تحاول وعبر الاجتماع الرباعي حول التطبيع مع دمشق إخراج روسيا من سباق الصراع على الاقتصاد الليبي، حيث أنكل منهما يقدم الدعم لأحد الأطراف الليبية المتصارعة.
واستقدمت القوات التركية في الفترة الأخيرة تعزيزات عسكرية شملت آليات عسكرية وأسلحة متطورة إلى مناطق سيطرتها في الأراضي السورية، من معبر كفرلوسين الحدودي بريف إدلب، وسلمت تلك الأسلحة للفصائل الموالية لها ومن ضمنها ما تسمى “غلافة عمليات الفتح المبين” والحزب التركستاني من أجل القتال ضد قوات حكومة دمشق.
وارتفعت حدة الاستهداف والقصف من قبل الفصائل الموالية لتركيا والفصائل التي تتواجد على قوائم الإرهاب الدولية والتي تلقت دعماً عسكرياً لنقاط حكومة دمشق في أرياف شمال وغربي سوريا، في مسعى من تركيا التهريب من تنفيذ بنود اتفاقية “خفض التصعيد” التي وقعتها مع الجانب الروسي، لذلك تعمل عل إبعاد قوات دمشق عن طريق “أم 5” الدولي.
وتحاول تركيا الاستفادة من انشغال روسيا بحربها في أوكرانيا لتنفيذ هذا المخطط، بالإضافة إلى محاولتها أن تكون الممر الرئيسي للغاز الطبيعي من اسيا والخليج إلى أوروبا ومنافسة الغاز الروسي، ولهذا تحاول التوسع داخل الأراضي السورية.
وترى تركيا أن روسيا لن تخطو خطوات جديدة لردعها، فهي التي قتلت تركيا سفيرها أندريه كارلوف في يوم الـ19 كانون الأول/ ديسمبر 2016، في هجوم مسلح داخل العاصمة التركية وعلى مرأى العالم أجمع، وهي التي أسقطت طائرة روسية في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 عند الحدود مع سوريا.
وتضغط تركيا في كل مرة على لروسيا في عدم تنفيذ اتفاق “خفض التصعيد” للقصف الروسي الذي وقع في الـ 27 شباط/ فبراير 2020، وقتل على أثرها 33 جنديا تركيا في محافظة إدلب، كما أصيب 36 جنديا أخر في الهجوم وتم نقلهم إلى المستشفيات في تركيا.
وفي الأيام الأخيرة يبدوا أن المخطط التركي قد كشف للروس، ولهذا عززت القوات الروسية قواعدها العسكرية في الشمال السوري بالأسلحة والعتاد في شمال وغربي سوريا، وخاصة بعد أن استهدفت القوات التركية مدرّعة روسية في 12 يونيو، في قرية الوحشية بمنطقة الشهباء بريف حلب الشهباء، وقتل وجرح على أثرها عدد من القوات الروسية.
وبتاريخ 13 حزيران الفائت، استقدمت القوات الروسية، تعزيزات عسكرية جديدة إلى قواعدها في ريف حلب الشمالي، مؤلفة من مدرعات وناقلات جند ومدافع ميدانية وجنود، حيث اتجهت نحو مطار منغ العسكري وقاعدتها في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وتعتبر الأولى من نوعها خلال العام الجاري رداً على الانتهاكات التركية.
وفي معرض الحفاظ على جاهزيتها للرد على أي هجوم تركي أجرت القوات الروسية مناورات عسكرية مشتركة بينها وبين القوات الحكومية، بمشاركة سلاح الجو الروسي والسوري، وقوات الدفاع الجوي وقوات الحرب الإلكترونية، وسط ضرب أهداف وهمية بريف حلب الشرقي، تزامناً مع إلقاء قنابل حرارية وصواريخ تدريبية من قبل الطائرات الروسية في أجواء مدينة الباب ومحيطها بريف حلب الشرقي، وستستمر لمدة 6 أيام، وتعتبر هذه المناورات الأولى من نوعها خلال هذا العام.
وكانت القوات الروسية افتتحت بتاريخ 22 كانون الثاني الفائت، مطار الجراح العسكري أو ما يعرف بمطار كشيش غرب بحيرة الأسد شرق محافظة حلب، بعد خروجه عن الخدمة منذ 9 سنوات ونشرت فيها منظومات دفاع جوي، ويحاوي المطار الواقع شرق قرية المهدوم في منطقة منبج، على 12 حظيرة ومدرج واحد بطول 3.1 كيلومتر.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.