نورث بالس
قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يبدي استعداداً غير عادي للانفصال عن الاتفاقات الإنسانية مع الأمم المتحدة بما في ذلك عرقلة إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين غريبين أن بوتين يستعد لإنهاء التعاون مع الأمم المتحدة في المجالات الإنسانية، إذ عرقل إدخال المساعدات عبر الحدود من معبر باب الهوى إلى شمال غرب سوريا، كما يستعد لإيقاف اتفاقية تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وقال المسؤولون إن بوتين يحشد الدعم الداخلي بعد حالة عدم الاستقرار التي سببها تمرّد مجموعة “فاغنر” في روسيا، وذلك بالتزامن مع سحب بعثة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة من مالي، ومنع قرار حاسم لإدخال المساعدات إلى سوريا في مجلس الأمن، كما يهدد الآن بإنهاء اتفاق السماح لأوكرانيا باستئناف صادراتها من الحبوب في البحر الأسود.
وتأتي السياسة الروسية في وقت لا يبدو أن نهاية حربها في أوكرانيا تلوح في الأفق، وكذلك بعد أسابيع على التمرّد الذي قامت به “فاغنر” ضد القيادة الروسية والذي شكّل أكبر تحدٍ للرئيس بوتين.
وأرجع محلل العلاقات الأميركية-الروسية ديميتري سايمز سبب السياسة الروسية الجديدة إلى أن موسكو “تقدم كثيراً من التنازلات، لكنها لا يحصلون على الكثير في المقابل”.
ووفق الصحيفة، فإن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أرسل رسالة إلى بوتين الأسبوع الماضي، يقترح فيه استمرار صادرات الحبوب الأوكرانية مقابل إعادة ربط فرع البنك الزراعي الروسي بنظام المدفوعات الدولي السريع.
والثلاثاء، استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار تجديد إدخال المساعدات المنقذة للحياة من باب الهوى من أجل الضغط على الدول الغربية والمعارضين الآخرين، إلا أن محللين اعتبروه استعداداً غير عادي من بوتين للانفصال عن الاتفاقات الإنسانية مع الأمم المتحدة.
وأشارت موسكو إلى أنها غير مستعدة للتفاوض على حل وسط بشأن هذه القضية، كما حثّت الأمم المتحدة على قبول اقتراح النظام السوري بدلاً من ذلك للسيطرة على تسليم المساعدات من تركيا.
وقال مدير الأمم المتحدة في “مجموعة الأزمات الدولية” ريتشارد جوان إن روسيا “انتقلت روسيا من موقف التكيّف الغاضب إلى إعاقة شاملة”.
وقبل أيام، أرسلت دمشق إلى مجلس الأمن موافقتها على استخدام معبر باب الهوى لمدة 6 أشهر من دون الحاجة للحصول على توافق بين أعضاء المجلس على الآلية، لكن تحت شرط التعاون الكامل مع حكومته لإدخال المساعدات، إضافة إلى جعلها تحت إشراف الهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر، إلا أن الأمم المتحدة ترفض حتى الآن شروط دمشق.
واعتبرت “وول ستريت جورنال” أن موافقة الأمم المتحدة على اقتراح النظام، ينهي فعلياً جهوداً استمرت قرابة عقد من الزمان لإدخال خلاله المساعدات عبر المنظمة الأممية إلى المناطق التي تسيطر عليها “المعارضة السورية” من دون الحاجة للحصول على موافقة حكومة دمشق.
وقالت إن بشار الأسد “لطالما سعى إلى قطع المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات عن المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، سعيا لحرمانهم من الدعم الأممي”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.