صحيفة تكشف دعم تركيا للخلايا لتأجيج الوضع بدير الزور
نورث بالس
قالت صحيفة العرب، أن تمدد الصراع من دير الزور شرق سوريا إلى الشمال يثبت وجود أيد تركية تعمل على تأجيج الوضع، حيث إن أنقرة هي المستفيدة رقم واحد ممّا يجري حالياً في المنطقة.
وكانت القيادة العامة لقسد صرحت في وقت سابق بأن “الاشتباكات الجارية هي مع مسلحين موالين لتركيا وعناصر تابعة لجهات أمنية للنظام”، مضيفة “على عكس ما يقال ليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة ونحن على تواصل دائم معهم”.
ونشرت الصحيفة تقريراً حول الأوضاع في دير الزور والشمال السوري تحت عنوان ” أيد تركية تعمل على تأجيج الأوضاع بين عشائر سوريا وقسد” وجاء كالآتي:
” اتسعت رقعة الاشتباكات الجارية بين قوات سوريا الديمقراطية ومقاتلي العشائر العربية لتتمدّد إلى ريفي محافظتي الرقة والحسكة وسط مخاوف من أن تطال حلب، رغم جهود أميركية تبذل لاحتواء الموقف.
ويرى متابعون أن تمدد الصراع من دير الزور شرق سوريا إلى الشمال يعزز رواية قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارا بـ”قسد”، حول وجود أياد تركية تعمل على تأجيج الوضع، حيث أن أنقرة تعد المستفيد رقم واحد مما يجري حاليا في المنطقة.
وكانت القيادة العامة لقسد صرحت في وقت سابق بأن “الاشتباكات الجارية هي مع مسلحين موالين لتركيا وعناصر تابعة لجهات أمنية للنظام”، مضيفة “على عكس ما يقال ليس هناك أي خلاف بين قسد وعشائر المنطقة ونحن على تواصل دائم معهم”.
واندلعت المواجهات بداية الأسبوع الماضي في بضع قرى ريف دير الزور الشرقي بعد عزل قوات سوريا الديمقراطية لأحمد الخبيل قائد مجلس دير الزور العسكري التابع لها.
ودفع ذلك مقاتلين محليين موالين للقيادي الموقوف إلى شن هجمات سرعان ما تطورت إلى اشتباكات مع قسد التي أعلنت حظراً للتجول في المنطقة ابتداء من السبت ولمدة 48 ساعة. وأسفرت المواجهات خلال أسبوع عن مقتل أكثر من 49 مقاتلاً من الطرفين وثمانية مدنيين، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت السفارة الأميركية في دمشق، الأحد، عن لقاء في شمال شرق سوريا جمع نائب مساعد وزير الخارجية في مكتب شؤون الشرق الأدنى المعني بملف سوريا إيثان غولدريتش وقائد التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية اللواء جول فاول بقوات سوريا الديمقراطية ووجهاء عشائر من المحافظة.
واتفق المجتمعون على “ضرورة معالجة شكاوى سكان دير الزور”، والتأكيد على “مخاطر تدخل جهات خارجية” في المحافظة، و”الحاجة إلى تفادي سقوط قتلى وضحايا مدنيين”، وضرورة “خفض العنف في أقرب وقت ممكن”.
وشدد غولدريتش وفاول، وفق ما أعلنت السفارة على منصة “إكس”، على “أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية في جهود مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية”.
لكن تطورات الأحداث ووصولها إلى الشمال يطرحان تساؤلات حول مدى قدرة الولايات المتحدة على ضمان عودة استتاب الوضع، حيث أن تركيا ستحرص على تأجيجه عبر الفصائل الموالية لها لإنهاك قسد.
وتنظر تركيا إلى قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية على أنها تنظيم معاد يشكل تهديدا لأمنها القومي، وقد سبق وأن خاضت عمليات عسكرية ضده في الشمال السوري على أمل تحجيمه.
وذكرت مصادر ميدانية أن مقاتلي العشائر نجحوا في السيطرة على أربع قرى تابعة لمحافظتي الرقة والحسكة. كما تداول نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو لأرتال عسكرية للعشائر وصلت إلى جرابلس شمال شرقي حلب، وذلك بهدف فتح جبهات جديدة ضد قسد.
وكان ما يسمى “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، والذي يسيطر على المنطقة، سمح اعتبارا من يوم الخميس الماضي لمقاتلي العشائر بالوصول إلى مدينة جرابلس وريفها شرق حلب وإلى مناطق أخرى.
ويرى متابعون أن تركيا لا ترغب في أن تظهر بشكل مباشر في صورة ما يجري لتجنب أي توتر مع الولايات المتحدة، لكن فسح فصائل موالية لها الطريق لمقاتلي العشائر في الشمال ما كان ليتم لولا ضوء أخضر من المخابرات التركية التي تتحكم في سلطة قرار تلك الفصائل.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية في وقت سابق أنها تراقب “عن كثب وبقلق” الاشتباكات بين عشائر عربية وما أسمته تنظيم “بي.كي.كي/ واي.بي.جي الإرهابي”.
وقالت في بيان “نتابع عن كثب وبقلق” الاشتباكات التي تدور منذ فترة بريف دير الزور، بين أذرع التنظيم الإرهابي الانفصالي وبعض العشائر العربية في سوريا”.
ولفتت الخارجية التركية إلى أن هذا التطور يعد مظهرا جديدا لمحاولات التنظيم الإرهابي الهيمنة على السكان في سوريا من خلال ممارسة العنف والضغط عليهم، وانتهاك حقوقهم الإنسانية الأساسية.
وأعربت عن أملها في أن “يرى داعمو بي.كي.كي/ واي.بي.جي الوجه الحقيقي للتنظيم الذي يسعى للتستر على مآربه متخفيا وراء أكذوبة أنه فاعل في الحرب ضد داعش، دون إضاعة الوقت، أو التسبب بمزيد من المعاناة للسكان”.
ومحافظة دير الزور التي انطلقت منها المواجهات ذات غالبية عظمى عربية حيث تنتشر فيها العشرات من العشائر العربية. ويقسمها نهر الفرات الذي تتواجد قوات سوريا الديمقراطية على ضفافه الشرقية، فيما تتمركز قوات النظام ومجموعات موالية لإيران على الضفة الغربية.
وتتواجد قوات التحالف الدولي، وأبرزها القوات الأميركية، في المنطقة، وخصوصاً في قاعدة في حقل العمر النفطي. وتخشى الولايات المتحدة من خروج الوضع عن السيطرة الأمر الذي سيشكل تحديا كبيرا لإستراتيجيتها في المنطقة خصوصا لجهة تحجيم النفوذ الإيراني.
ويقول مراقبون إن الولايات المتحدة ستكون مضطرة هذه المرة لسماع العشائر العربية في شرق سوريا، وتدارك خطأ منح الأكراد اليد الطولى، دون الأخذ بالاعتبار الحساسيات القائمة.”
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.