NORTH PULSE NETWORK NPN

الاستبداد، وليس الإصلاح، هو وصفة أردوغان لتركيا

نورث بالس

 

منذ الانتخابات الرئاسية التركية في أيار الماضي، أعرب محللون غربيون عن أملهم في أن يخفف رجب طيب أردوغان، من أسلوب حكم الرجل القوي الذي ينتهجه، بحسب تحليل لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

 

لقد جلب التعديل الوزاري الذي أجراه أردوغان تكنوقراط، لكنه أدى أيضا إلى تهميش المنافسين المحتملين – وعلى رأسهم سليمان صويلو، المناهض للغرب، والذي كان يُنظر إليه ذات يوم على أنه “الرجل الثاني” للنظام. وبعد الانتخابات، أبعده أردوغان وبدأ في تطهير البيروقراطية التركية من الموالين لصويلو، وفق الصحيفة.

 

وكان خلوصي أكار، وزير الدفاع السابق، خليفة محتملا آخر. وكان أكار، رئيس هيئة الأركان العامة خلال محاولة الانقلاب ضد أردوغان عام 2016، قد صعد إلى الصدارة كوزير للدفاع بعد محاولة الانقلاب.

 

لكن مصير أكار تحدد بسبب شعبيته المتزايدة، وانتقاده المستتر لقرار أردوغان عدم نشر قوات في المناطق التي ضربها زلزال مدمر في شباط الماضي. وبعد فترة وجيزة من الانتخابات، تم استبداله أيضا بشخصية غير بارزة.

 

وترى الصحيفة أن اختيار أردوغان لوزير الدفاع، والتعيينات الجديدة في القيادة العسكرية العليا تشير إلى أنه يشدد سيطرته على المؤسسة، التي كانت ذات يوم أقوى مؤسسة في تركيا.

 

وتستمر جهود أردوغان لقمع معارضيه بلا هوادة. ولا يزال ألد منافسيه السياسيين والنشطاء الحقوقيين والصحفيين في السجن، على الرغم من أحكام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.

 

وتشير الصحيفة إلى أنه بعد فوز أردوغان في الانتخابات بدأت إحدى المحاكم النظر في قضية ضد أكرم إمام أوغلو، عمدة إسطنبول المعارض الذي يتمتع بشعبية كبيرة، بتهمة التلاعب في المناقصات.

 

وترى الصحيفة أن المشاكل الاقتصادية التي تواجهها تركيا هي، وحدها، التي تقف في طريق جهود أردوغان لتعزيز حكمه الاستبدادي، وبدلا من الإصلاحات الهيكلية التي يحتاجها الاقتصاد، يسعى أردوغان إلى حلول سريعة.

 

ودعت الصحيفة من يهتمون بالديمقراطية في تركيا ألا ينخدعوا بتحركات أردوغان التكتيكية، معتبرة أن ما قد يبدو وكأنه اعتدال هو في الواقع المرحلة الأخيرة في توطيد حكم الرجل القوي لأردوغان.

 

المصدر: فايننشال تايمز

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.