نورث بالس
قال مصدر وصفته وكالة روسية بالمطلع، إن “الإجراءات الاقتصادية الأميركية ضد سوريا حالت دون إعادة دمج الأخيرة في العالم العربي”.
ووفقا للمصدر، كان ذلك بالذات سبب وقف الاتصالات مع دمشق من قبل اللجنة الخاصة التابعة لجامعة الدول العربية، وذلك على الرغم من إعادة سوريا بشكل رسمي للجامعة.
وأضاف المصدر: “بسبب الضغط المباشر من الولايات المتحدة تم تعليق الخطوات اللاحقة لدعم سوريا التي يعاني اقتصادها من الدمار”.
وأشار المصدر إلى أن السعودية هي التي بذلت جهودا إقليمية لاستئناف المفاوضات مع سوريا بعد عزلة طويلة، في حين وافقت دول مثل الكويت وقطر والمغرب في البداية على مضض على قبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
لكن، ووفقا للمصدر، تعرقلت خطط الدعم المالي لسوريا وإعادة إعمارها بعد الحرب بشكل كبير بسبب العقوبات الأميركية، وتحديدا “قانون قيصر” المعتمد عام 2020، وإضافته المتوقعة – مشروع قانون “قانون مناهضة التطبيع ضد مع نظام الأسد” الذي تم تقديمه إلى الكونغرس الأميركي.
وأوضح المصدر أن “أسباب الإحباط يعود إلى الصعوبات الفنية والدبلوماسية والسياسية الناجمة عن قانون قيصر الأمريكي والعقوبات الأمريكية الأخرى ضد سوريا”.
ويأتي ذلك بالتزامن مع زيارة بشار الأسد للصين وتوقيع حكومة دمشق “شراكة استراتيجية” مع بكين، حيث تعهدت الأخيرة بالمساعدة في إعادة إعمار سوريا وإلغاء العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة وأوروبا ضد دمشق.
لكن الولايات المتحدة حذرت عقب الاجتماع من ضرورة احترام الدول للعقوبات الدولية المفروضة على سوريا.
ونقلت صحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، عن مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي: “إذا كان النظام السوري يريد رفع العقوبات، فيجب على دمشق تنفيذ إصلاحات يمكن التحقق منها ولا رجعة فيها وتعزيز العملية السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة بدلاً من طلب المساعدة الخارجية”.
وقال المسؤول إن مثل هذه المساعدة “لن تتحقق ما دامت عقوباتنا قائمة”، حيث تفرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات صارمة على سوريا.
ومن جهتها قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية باربرا ليف، إن “بشار الأسد لم يقدم شيئا للدول العربية بعد إعادته إلى جامعة الدول العربية، وإن التطبيع معه لن يغير الأحوال في سوريا”. وأضافت: “أسمع كثيرا من الإحباط من شركائنا العرب بأن نظام الأسد لم يقدم لهم شيئا، وإن الدول العربية أعادت الأسد إلى الجامعة العربية لكنه لم يقدم لها شيئا”.
وتابعت: “نحن في حوار منتظم مع شركائنا العرب حول جهودهم بشأن الحل في سوريا، ونختلف في المقاربات مع الدول العربية بشأن الأزمة السورية”. وأكدت، إن “التطبيع العربي مع بشار الأسد لن يؤتي بأي نوع من التغيير في سوريا، وشددت على وجوب مساءلة بشار الأسد والنظام عن المعتقلين المفقودين المختفين في سجونه منذ عقد، والأسد يصدر عدم الاستقرار إلى دول العالم ولا سيما عبر تجارة الكبتاغون والمخدرات”.
وكان رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي مايكل مكول، أدان استقبال الصين لبشار الأسد، مؤكداً أنه “مجرم حرب متوحش”. وقالت لجنة العلاقات الخارجية بتغريدة على حسابها الرسمي بموقع “X”، الخميس “أدين بشدة زيارة بشار الأسد للصين، إن استعداد الصين للترحيب بمجرم حرب متوحّش كهذا، ذبح آلاف المدنيين السوريين بدعم من روسيا وإيران، هو دليل على الخطر الذي تشكّله الصين وأصدقاؤها في روسيا وإيران وسوريا”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.