NORTH PULSE NETWORK NPN

إيران وأحياء خط أنابيب النفط العراقي – السوري كركوك – بانياس

نورث بالس

 

قالت صحيفة عرب اللندنية، أن إيران تسعى إلى إحياء خط أنابيب النفط العراقي – السوري كركوك – بانياس، وهو ما سيشكل وصولها الثاني إلى البحر المتوسط بعد الوصول الأول من خلال تواجدها العسكري في سوريا وذراعها حزب الله في لبنان.

 

وسلط تقرير الصحيفة الضوء على خط الأنابيب الذي تطمح إيران إلى إنشائه كجسر بري دائم يربطها بالمتوسط، وهو ما سيمكّنها من أن تطل على إسرائيل وتعزّز نفوذها في الشرق الأوسط، وفق الصحيفة.

 

وحسب تصريحات أدلى بها مسؤولون كبار في شركة نفط الشمال العراقية، فإن الحكومة تهدف إلى إعادة إحياء خط أنابيب النفط العراقي – السوري الذي يبلغ طوله 825 كيلومتراً ويربط منطقة كركوك العراقية بمرفأ بانياس السوري على المتوسط.

 

وقال بركان حسن عبد الله، المدير العام لشركة نفط الشمال، إن “اجتماعاً عُقد حول إعادة تشغيل خط الأنابيب تطرق إلى الأعمال المطلوبة والجداول الزمنية وكلفة إعادة البناء”.

 

وأكد مصدر كبير في وزارة النفط العراقية لموقع أويل برايس الأميركي أن العراقيين لم يكونوا وحدهم الذين شاركوا في الاجتماع، حيث حضر الإيرانيون والروس أيضاً.

 

وأشار المصدر الذي لم يكشف عن هويته إلى أنه تم وضع خطط لإعادة إحياء هذا الخط منذ حزيران 2017، وجرى الحديث عنه علناً بكونه “خط أنابيب إيران – العراق – سوريا”.

 

وأضاف أن الخطط شملت مدّ خطوط الأنابيب من كركوك في العراق إلى بانياس المتوسطية في سوريا عبر حديثة العراقية بطاقة إنتاجية أولية تبلغ 300 ألف برميل يومياً، لافتاً إلى أن مشاركة روسيا كانت مقررة مسبقاً.

 

وبالإضافة إلى وجودها القوي في سوريا تجد إيران في انشغال العالم بقضايا دولية مختلفة، وخاصة التحرك العسكري الروسي في أوكرانيا والحرب في غزة، فرصة مهمة لتأمين انفتاحها على المتوسط وتحقيق مشروع الهلال الشيعي الذي سبق أن حذر منه العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عام 2004 خلال حديثه مع صحيفة واشنطن بوست.

 

وتتماشى مصلحة روسيا وإيران في هذه الخطة مع هدف سياسة موسكو الخارجية الواسع والمتمثل في تأمين حضورها في المتوسط.

 

ويمكن أن يوفر أنبوب كركوك – بانياس حلاً إضافياً لإيران بشأن تصدير النفط والتهرب من العقوبات الأميركية، خاصة أن هذا الخط يمر ببيئة حليفة، من خلال حصوله على حماية المجموعات الموالية لإيران التي تسيطر على العراق، وصولاً إلى سوريا، حيث تمتلك إيران حضوراً قوياً سواء من خلال تحالفها مع الأسد أو عبر تمركز جماعات حليفة لها على الأراضي السورية وامتلاكها خبراء ومستشارين عسكريين إلى جانب قوات الأسد.

 

وتتمتع سوريا بعدة مزايا إستراتيجية من بينها امتلاكها خط ساحلي طويل على المتوسط يمكن أن تصدّر منه النفط والغاز. كما تعتبر مركزاً عسكرياً حيوياً، بفضل ميناء بحري رئيس في طرطوس وقاعدة جوية رئيسة في اللاذقية ومحطة تنصت رئيسة.

 

وتتنافس روسيا وإيران على الاستفادة من هذه المزايا، وإن كان هذا التنافس لا يرتقي إلى خلافات في ظل معرفة كل طرف لحدود تحركه، وخاصة إيران التي تحرص على عدم التصادم مع الوجود الروسي.

 

ويقول محللون إنه من حسن حظ روسيا أن لسوريا موارد كبيرة من النفط والغاز يمكن للكرملين تطويرها واستغلالها لتعويض جزء من تكاليف مناوراته الجيوسياسية.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.