روسيا تسعى لتثبيت وجودها في ليبيا بعد سوريا
نورث بالس
بدأت أهداف الزيارات المتبادلة بين روسيا وشرق ليبيا في الأشهر الأخيرة تتضح، حيث تشير تسريبات تتداولها تقارير إعلامية غربية إلى تحرك روسي لترسيم الوجود العسكري في إقليم برقة وتوسيعه، بعد أن ظل وجوداً غير معلن عن طريق مجموعة فاغنر.
ويقول تقرير لصحيفة العرب اللندنية أن موسكو تسعى إلى “عقد اتفاق دفاعي تتم صياغته بين روسيا والقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، يسمح بزيادة الوجود العسكري الروسي في ليبيا، في خطوة قد تدفع نحو إنشاء قاعدة بحرية، تمنح موسكو موطئ قدم كبير على عتبة أوروبا الجنوبية”.
وقالت وكالة بلومبرغ، نقلاً عن مصادر مطلعة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقائد العسكري القوي في شرقي ليبيا المشير خليفة حفتر، يعملان على بلورة اتفاق دفاعي بعد زيارة حفتر لموسكو في أيلول الماضي.
وقد تفضي الخطة الجديدة إلى إنشاء قاعدة بحرية، ما يمنح موسكو موطئ قدم كبير على عتبة أوروبا الجنوبية.
وأشارت إلى أن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لم يرد على طلبات التعليق على الاتفاق العسكري المحتمل بين بوتين وحفتر، كما لم ترد أيضاً وزارة الدفاع الروسية على طلبات التعليق.
وكان الرئيس الروسي قد بحث مع حفتر في تشرين الأول الماضي خلال لقائهما في الكرملين الوضع في ليبيا والمنطقة بشكل عام، حسب تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف.
وفتحت زيارة حفتر إلى موسكو باب التكهنات بشأن انخراط روسيا في ليبيا بشكل أكبر، وسط إعادة موسكو سيطرتها على مجموعة “فاغنر” التي سبق لهم القتال في ليبيا إلى جانب قوات حفتر.
وأقامت موسكو علاقات وثيقة مع حفتر، الذي لجأ إلى “فاغنر” في محاولته التي باءت بالفشل للسيطرة على طرابلس، بين نيسان 2019 وحزيران 2020.
وقالت بلومبرغ إن نشاطات “فاغنر” لتعزيز مصالح الكرملين في أفريقيا والشرق الأوسط سمحت لموسكو بتعزيز وجودها العسكري الأجنبي بسرعة، مشيرة إلى أنها “تسعى إلى إنشاء قاعدة بحرية على البحر الأحمر في السودان، ما يتيح لها الوصول الدائم إلى قناة السويس والمحيط الهندي وشبه الجزيرة العربية، على الرغم من أن الصراع الأهلي في السودان قد يؤخر هذه الخطط”.
ويسيطر حفتر على العديد من المنشآت النفطية الرئيسية في ليبيا، ويبحث عن أنظمة دفاع جوي لحمايته من القوات المنافسة له في طرابلس، التي يدعمها جيش الاحتلال التركي.
ويريد أيضاً تدريب طياري القوات الجوية والقوات الخاصة. وفي المقابل، سيتم تحديث عدد من القواعد الجوية التي تحتلها حالياً قوات “فاغنر”، لتكون قادرة على استضافة القوات الروسية.
وقد تحصل السفن الحربية الروسية أيضاً على حقوق الرسو الدائم في ميناء ليبي، سيكون على الأرجح ميناء طبرق، الذي يقع على بعد بضع مئات من الكيلومترات من اليونان وإيطاليا، وفقاً لأشخاص آخرين على علم بالمحادثات، لكنهم قالوا إن هذا قد يكون هدفاً طويل الأمد، لأنه سيتطلب تحديثاً كبيراً لمرافق الموانئ.
ولا تملك روسيا حتى الآن سوى قاعدة بحرية واحدة في البحر المتوسط، في طرطوس السورية.
وتقول بلومبرغ إن “زيادة النشاطات العسكرية الروسية في ليبيا تمثل تحدياً جديداً لواشنطن وحلفائها الأوروبيين الذين يخوضون بالفعل مواجهة مع الكرملين على خلفية غزو أوكرانيا، فضلاً عن وجود مخاوف من أن تلعب روسيا دوراً أكبر لو تأجج الصراع في الشرق الأوسط من جراء الحرب بين إسرائيل وحماس”.
وقال جوناثان وينر، المبعوث الأميركي الخاص السابق إلى ليبيا، إن الإدارة الأميركية تأخذ هذا التهديد “على محمل الجد”، مشيراً إلى أن “إبقاء روسيا خارج البحر المتوسط كان هدفاً إستراتيجياً رئيساً للولايات المتحدة، لكن في حال إذا حصلت روسيا على موانئ هناك، فإن “ذلك يمنحها القدرة على التجسس على الاتحاد الأوروبي بأكمله”، على حد تعبيره.
ومع تزايد القلق من علاقة حفتر وموسكو، أجرى مسؤولون أميركيون كبار سلسلة من الزيارات لليبيا، هذا العام، في محاولة لإقناع حفتر بتغيير مساره.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.