رغم الإغلاق التام للحدود التركية بوجه السوريين وما فعلته تركيا منذ تشرين الثاني من العام 2015 من نشر فرق عسكرية على كامل الشريط الحدودي الممتد من مناطق ريف اللاذقية مروراً بريفي إدلب وحلب ووصولاً إلى ريف الحسكة، بالإضافة إلى بناء جدار اسمنتي لمنع اللاجئين من دخول أراضيها، وإعطاء أوامر باستهداف كل من يحاول عبور الحدود، إلا أن المدنيين لايزالون يحاولون الوصول إلى تركيا بطرق غير شرعية، عبر مهربين يكونون في غالب الأحيان من أبناء القُرى والبلدات الملاصقة للأراضي التركية، وعلى معرفة تامة بالطرق وسلوكه.
ولا يكترث الباحثون عن ملاذ آمن لمخاطر ومصاعب هذه الطرق التي أصبحت غالبيتها مرصودة بقناصات حرارية بالإضافة لوجود عشرات الدوريات العسكرية التي تراقب الشريط فضلاً عن الجدار الإسمنتي الضخم المبني على الجزء الأكبر من الحدود، بالإضافة لما يتعرضون له من عمليات اختلاس واحتيال من قبل المهربين، حيث باتوا بين مطرقة الجندرما التركية وسندان المهربين الذين لا يدخرون فرصة للانقضاض على فريستهم.
ومن سلم من رصاصات الجندرما على الشريط الحدودي لاقى مصيره من الضرب والإهانة داخل الحدود بعد الاعتقال، ففي غالب الأحيان يتعرضون لإطلاق نار مباشر من قبل “الجندرما” التركية عند اكتشاف أمرهم أثناء محاولتهم الدخول إلى الأراضي التركية، أما الذين يجري اعتقالهم فيتم ضربهم وإجبارهم على القيام بأعمال شاقة كوضع متارس ترابية على نقاطهم، وتنظيف الحمامات، ومن ثم يقومون بإجبار الجميع بالبصم على أوراق عودتهم إلى سورية، لاكتشاف أمرهم في حال كرروا محاولتهم لدخول تركيا.
وبحسب توثيقات المرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ تعداد المدنيين السوريين الذين استشهدوا برصاص قوات “الجندرما التركية” منذ تشرين الثاني من العام 2015 وحتى تشرين الثاني الجاري من العام 2023، 547 مدنياً، هم:
– 94 طفل
– 46 مواطنة
– 407 رجل وشاب
كما أصيب أكثر من 1349 مدني خلال الفترة ذاتها بجراح متفاوتة نتيجة تعرضه للضرب المبرح والتنكيل والرصاص من قبل حرس الحدود التركي.
يدعو المرصد السوري لإحالة ملف القتل على الشريط الحدودي مع تركيا، من قبل “الجندرما التركية” إلى المحاكم الدولية المختصّة لينال قتلة الشعب السوري عقابهم.
المصدر: المرصد السوري لحقوق الإنسان
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.