أشارت دائرة العلاقات الخارجية أن وفداً من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أجرى لقاءً في مبنى البرلمان الألماني بالعاصمة برلين، مع البرلماني والناطق باسم الحزب الديمقراطي الحر أولريش ليشت.
وضم وفد الإدارة الذاتية كلاً من الدكتور عبد الكريم عمر ممثل الإدارة في أوروبا، السيدة نظيرة كورية الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري، والسيد خالد درويش ممثل الإدارة الذاتية في ألمانيا.
ونشرت مركز دائرة العلاقات الخارجية في شمال وشرق سوريا مضمون اللقاء كالتالي:
في بداية اللقاء تطرق وفد الإدارة الذاتية لآخر التطورات والمستجدات التي تمرّ بها المنطقة، قائلاً “تواصل الدولة التركية هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا، ما يتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة، فضلاً عن أنها تزعزع الأمن والاستقرار النسبيين اللذين تتمتع بهما مناطق شمال وشرق سوريا”.
ولفت الوفد إلى الهجمات الواسعة النطاق التي شنها العدوان التركية على المنطقة في شهر تشرين الأول المنصرم، منوهاً إلى “أن تلك الهجمات استهدفت بشكل ممنهج البُنى التحتية والمرافق الخدمية الحيوية، مثل محطات الغاز والنفط والكهرباء والمياه، ما أدى إلى حرمان ملايين المواطنين من هذه الخدمات الحيوية”.
وأضاف الوفد أن هذه الهجمات هي انتهاك صريح للقانون الدولي الإنساني لأنها تهدد حياة الملايين من المدنيين الأبرياء، وتستهدفهم في مصادر رزقهم وعيشهم الرئيسية، مشدداً على أن من شأن استمرارها أن تزيد الأوضاع الإنسانية سوءاً وتدفع باتجاه موجات هجرة جديدة من المنطقة.
ودعا الوفد الجانب الألماني، والمجتمع الدولي برمته، لتقديم الدعم والمساعدة اللازمين من أجل إعادة ترميم المنشآت التي تدمرت بفعل الهجمات التركية على شمال وشرق سوريا، بما يساعد أيضاً في تحسين الواقع الخدمي والإنساني في تلك المناطق، ويحول دون اضطرار المواطنين إلى التفكير في الهجرة.
كما دعا الوفد إلى دعم مطلب الإدارة الذاتية في إرسال لجنة دولية لتقصي الحقائق للوقوف على الأضرار والخسائر الناجمة عن الهجمات والانتهاكات التركية، والذي قال إنها ترتقي إلى مصافِّ جرائم الحرب بموجب القوانين الدولية، وكذلك للوقوف على حجم الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي تُرتكب في المناطق الخاضعة للاحتلال التركي.
وأشار الوفد إلى أن المستفيد الأبرز من الهجمات والتهديدات التركية المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا هو تنظيم داعش الإرهابي، مضيفاً أنه “بالرغم من أن قوات سوريا الديمقراطية تمكنت من القضاء عسكرياً على تنظيم داعش الإرهابي، إلا أن التنظيم لا يزال نشطاً في بعض المناطق من خلال خلاياه النائمة، فضلاً عن أنه يواصل العمل من أجل نشر أفكاره وأيديولوجيته المتطرفة بين أنصاره، وفي الوقت عينه يسعى التنظيم إلى استغلال أية ثغرات أمنية تنشأ لشنّ هجمات في المنطقة، مستفيداً في ذلك من الاعتداءات التركية التي تؤثر بشكل أو بآخر على الأوضاع الأمنية”.
إلى ذلك، شدد الوفد على ضرورة أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته حيال الإدارة الذاتية، والتحرّك العاجل من أجل حسم ملف معتقلي وعوائل داعش في شمال وشرق سوريا، لافتاً إلى أن بقاء آلاف المعتقلين الدواعش في السجون بمناطق الإدارة الذاتية يُنذر بمخاطر كبيرة، لكونه ينطوي على احتمال عدوة تنظيم داعش للظهور مرة أخرى متى ما تحيّنت له الفرصة المناسبة.
كذلك تطرق اللقاء إلى الحرب الدائرة في قطاع غزة، وأشار الوفد إلى أن هناك بعض الأطراف مثل الميليشيات التابعة لإيران تحاول استغلال التطورات الحاصلة هناك من أجل شنّ المزيد من الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية.
وذكر الوفد بالحاجة الماسة إلى أن تتواصل المساعي الدولية من أجل إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية، مشدداً على أن الأحداث الدولية التي تظهر في مناطق مختلفة بالعالم يجب ألا تكون سبباً في تراجع الاهتمام الدولي بالشأن السوري، لكون الحل السياسي السلمي لهذه الأزمة يصبّ في مصلحة العالم أجمع وليس فقط في مصلحة السوريين وحدهم، بالنظر إلى أن هناك العديد من القضايا المشتركة مثل الإرهاب والهجرة التي يحتاج حلّها إلى تضافر الجهود الدولية.
بدوره أكد أولريش ليشت، عضو البرلمان الألماني عن الحزب الديمقراطي الحر، أنهم يتابعون عن كثب الأوضاع والتطورات في عموم سوريا، وأنهم يعتقدون أن هناك ضرورة لتحريك مساعي الحل السياسي في سوريا، على أن تتم مراعاة القرارات الأممية ذات الصلة، وبما يضمن المصالح والتطلعات المشروعة لعموم الفئات والشرائح السورية.
وشدد ليشت على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، مضيفاً بأنهم على استعداد لتقديم كل أشكال الدعم والمساعدة الممكنة لتحسين الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في تلك المناطق.
كذلك لفت البرلماني الألماني إلى أنهم شركاء للإدارة الذاتية في موضوع محاربة الإرهاب، وأنهم يولون أهمية كبيرة لمواصلة هذه الشراكة وتقويتها، حتى يتم القضاء نهائياً على تنظيم داعش وجميع التنظيمات التي على شاكلته.
وأضاف ليشت أن مسؤولية هذا الملف لا تقع على عاتق الإدارة الذاتية وحدها، بل إن المجتمع الدولي برمته يتحمل هذه المسؤولية، وبناءً على ذلك يتحتم عليه القيام بأقصى درجات التعاون مع الإدارة الذاتية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.