نورث بالس
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حكومة دمشق تتخذ من ملف المعتقلين والمغيبين في أقبيتها سلعةً تتاجر بها مقابل مبالغ مالية ضخمة للإفراج عنهم، مشيرًا إلى أن ما يقارب من 16 ألف مدني بينهم 125طفلًا، و64 امرأة، قتلوا في تلك المعتقلات.
وقال المرصد السوري إن قانون قيصر الذي دخل حيّز التنفيذ منتصف العام الماضي، والذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية على حكومة دمشق، كان يهدف بالدرجة الأولى إلى الإفراج عن المعتقلين في سجون الحكومة، موضحًا أنه لم يخرج سوى المئات، جميعهم إما عبر وساطات وضمانات روسية أو عبر دفع مبالغ مالية طائلة.
وبحسب المرصد، فقد تم “الإفراج عن 2692 شخصًا خلال العام الفائت من مختلف المحافظات السورية”.
‘رشاوى وضمانات’
وتمت 75% من عمليات الإفراج عن المعتقلين، من خلال دفع ذويهم مبالغ مالية ضخمة بلغت مئات آلاف الدولارات، دُفعت لضباط ومسؤولين ضمن حكومة دمشق كرشوة، بينما 25% الآخرين أُفرج عنه بوساطات وضمانات روسية ولاسيما ضمن مناطق “المصالحات والتسويات”، بحسب المرصد.
وفي محافظتي دمشق وريفها، أفرجت الحكومة عن 620 معتقلًا، بينهم طفل دون سن الـ 18، و8 مواطنات، والمفرَج عنهم من مناطق كالميدان ومخيم اليرموك وأحياء أخرى ضمن العاصمة دمشق وكناكر والرحيبة ودوما وكفربطنا وحمورية وسقبا وحتيتة التركمان والمليحة ومناطق أخرى في ريف العاصمة.
وفي محافظة درعا، جرى الإفراج عن 538 شخصًا من مدن وبلدات وقرى المحافظة، أُفرج عن قسم كبير منهم بموجب ضمانات وأوامر روسية، بينما أفرج عن 443 شخصًا من محافظة حلب، و396 شخصًا من الساحل السوري، جرى الإفراج عنهم خلال العام الفائت.
أما في دير الزور، فقد تم الإفراج عن 144 مواطنًا، و136 من أبناء محافظة إدلب كمعرة النعمان وريفها وجسر الشغور وسراقب وريفها وكنصفرة واحسم وإبلين، و135 من محافظة حمص، و122 من محافظة حماة.
في حين أفرجت عن 78 شخصًا من مدينة الحسكة، و49 من محافظة الرقة، و17 من السويداء و14 من القنيطرة.
‘متاجرة بملف المعتقلين’
وأشار المرصد إلى أن حكومة دمشق تتاجر بملف المعتقلين ويجني من ورائها ضباطٌ ومسؤولون منه مبالغ مالية طائلة، وذلك عبر شبكة واسعة تبدأ من سماسرة ومحامين وقضاة وعناصرن وتنتهي بضباط برتب مختلفة ومسؤولين عسكريين وسياسيين، وأكد أنه يتم فتح “بازار” مع ذوي المعتقلين والمغيبين قسرًا، للكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم.
وبحسب المرصد، فإن عدد الذين قتلوا تحت التعذيب في سجون حكومة دمشق يبلغ نحو 16 ألفًا و236 مدنيًّا، هم (16047 رجلًا وشابًّا و125 طفلًا دون سن الثامنة عشر و64 مواطنة)، وذلك منذ انطلاقة ما تسمى “الثورة السورية عام 2011.
بينما يبلغ العدد الكلي للذين فارقوا الحياة، بحسب المرصد، في المعتقلات 104 آلاف، حيث تم إعدامهم وقتلهم داخل معتقلات وسجون قوات الحكومة ومخابراتها، من ضمنهم أكثر من 83% جرى تصفيتهم وقتلهم داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة بين شهر أيار/ مايو 2013، وشهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2015، بينما ما يزيد عن 30 ألفًا معتقل منهم قُتلوا في سجن صيدنايا سيء الصيت، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.